في معرض الزهور.. كغ العسل لامس الـ 120 ألف ليرة تحت وطأة صعوبات الإنتاج
دمشق – زينب سلوم
تستمر فعاليات معرض الزهور الدولي وسط حضور لافت لمنتجي العسل ومشتقاته لهذا العام أكثر من باقي الأجنحة الأخرى، والذين حضروا من محافظات الساحل السوري ودمشق وريفها ودرعا وحماة وتواجدوا عبر أكواخ خشبية صغيرة موزعة بين الأجنحة.
“البعث” التقت بعض منتجي العسل الذين طرحوا بعض الصعوبات التي واجهتهم خلال مشاركتهم في المعرض، حيث أشاروا إلى أن أكواخ منتجات العسل ضمن المعرض لا تحتوي تمديدات كهربائية، ورغم مطالبتهم بحلّ المشكلة لم تتمّ معالجتها حتى الآن، كما أنهم تحمّلوا أجور نقل بضائعهم من المحافظات الأخرى على حسابهم رغم تعهّد الجهات المنظمة للمعرض بتكاليف النقل، فقد بيّن أحد منتجي العسل أنه صرف مبلغ مليون ونصف المليون ليرة تكاليف نقل لمنتجاته في طريق مجيئه إلى المعرض دون احتساب أجور الإياب، إضافة إلى نصف مليون ليرة أجور الكشك الصغير الذي لا يحتوي أي خدمات، مبيناً أن هذه التكاليف مرهقة جداً للمنتجين الصغار كمربي النحل.
بدورها المهندسة الزراعية نور آل رشي، مسؤولة جناح “عسل ناصر الحاطوم”، في محافظة اللاذقية، بيّنت أن الهدف من مشاركتهم هو الترويج للمنتج وإيصاله للمستهلك بالسعر الأنسب وبجودة وضمان عاليين، لتحقيق الفائدة من تلك المنتجات والحدّ من تعرضها للغش، والمواد الكيميائية، إضافةً إلى عرض منتجات الصناعات الغذائية الأسرية مثل ماء الزهر ودبس الرمان والزعتر. كما بيّنت أن سعر العسل يختلف حسب بعد المسافة بين مكان الإنتاج والمراعي ومكان التسويق، مشيرةً إلى صعوبة النقل وتكلفته العالية حالياً وانعكاس ذلك على سعر المنتج النهائي بشكل كبير، وأكدت أن الإقبال لهذا العام على منتجات النحل أقل من السنة الماضية بنسبة وصلت إلى نحو 75%؛ وذلك بسبب ارتفاع أسعار العسل، وضعف القدرة الشرائية لدى المواطن بشكل عام، في وقت تراوحت أسعار العسل بين 60 إلى 120 ألف ليرة حسب النوعية ومناطق الإنتاج.
من جانبه، الدكتور بسام نضر، رئيس الجمعية النوعية المتخصّصة بتربية النحل في اتحاد الفلاحين، لفت إلى أن الجمعية حريصة على المشاركة الدائمة في هذا المعرض وغيره من المعارض المحلية والخارجية، لأن النحل مرتبط بالزهر ارتباطاً لا يقبل التجزئة، وأيضاً لعرض العسل السوري وتعزيز سمعته التجارية عربياً ودولياً، والعمل على إعادته إلى التصدير بعد توقفه بفعل الأزمة، فضلاً عن التعريف بالجمعية ومنتجات أعضائها على امتداد المحافظات السورية لجهة منتجات العسل وخلايا النحل، وغبار الطلع والشمع والعكبر والبربوليس وسمّ النحل، والغذاء الملكي، إضافة إلى عدد من الصناعات التجميلية والغذائية والدوائية الرديفة لهذا القطاع، وخاصة سكاكر منتجات “العسل والعكبر وغبار الطلع والغذاء الملكي”.
من جهةٍ أخرى تحدث نضر عن ضرورة الاهتمام بقطاع تربية النحل بسبب توفر مراعيه في معظم المناطق، حيث يوجد عسل الحمضيات في الساحل وحبة البركة في المنطقة الوسطى وعسل اليانسون في حمص وغيرها من العسل الجردي والجبلي والزلوع، إضافة إلى العجرم والطيوب في شمال رأس البسيط، لافتاً إلى فقدان أكثر من ثلثي المراعي في ظلّ ظروف الحرب والحصار وانحسار المساحات المزروعة، ما سبّب في انعدام تصدير المادة، مؤكداً أن الكمية المنتجة حالياً كافية لتلبية احتياجات السوق المحلية من المادة.
وتابع الدكتور نضر: واجهتنا في العام الحالي صعوبات كبيرة لجهة ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى التغيّرات المناخية الحادة وعدم انتظام درجات الحرارة، واختلاف كمية الأمطار وصعوبة التنقل بين مراعي النحل، وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطن، ما سبّب البيع بربح قليل، فتراوحت الأسعار مابين 75 ألفاً- 110 آلاف ليرة للكيلو، ناهيك عن انتشار بعض الأمراض وارتفاع التكاليف مثل غلاء أسعار الشمع والخلايا والمحروقات، مؤكداً حرص الاتحاد العام للفلاحين على التدخل لحلّ أغلب المشكلات ضمن الإمكانيات المتاحة حالياً.