شارع بارون.. المنسي!!
معن الغادري
لم يعد شارع بارون، الأهم مكانة في حلب و الأكثر شهرة عالمياً، كما كان سابقاً يضج بالحياة والأضواء والناس حتى ساعات الفجر الأولى، ويكاد اليوم يكون منسياً من قبل المعنيين بالشأن الخدمي، فحال هذا الشارع الحيوي بامتداداته واتجاهاته، وبما يضم من محال تجارية ومطاعم ومقاه ودور للسينما وفنادق ووكالات سياحية، وغيرها من المهن والحرف لا يسر أحداً، وهو يزداد سوءاً مع تعطل حركة العمل فيه إلا ما ندر.
وبعيداً عن المطالبات المتكررة لشاغلي الشارع بضرورة تسريع إعادة تأهيل البنية التحتية والمرافق، وترميم ما تضرر منه جراء الإرهاب، تستدعي الضرورة أن يحظى هذا الشارع باهتمام ودعم خاص ومباشر من قبل مجلسي المحافظة والمدينة، وأن يكون في سلم أولوياتهما وفي مقدمة خططهما وبرامجهما التنموية خلال الفترة القادمة، خاصة أن تأهيل هذا الشارع وإعادة الوهج إليه مجدداً يكسب المدينة بقديمها وحديثها بعداً تجارياً وسياحياً واجتماعياً، سيما وأنه حظي بشهرة عالمية واسعة منذ قدم التاريخ وزاره رؤوساء وزعماء وشخصيات ثقافية وفنية واعلامية لها ثقلها وقيمتها في سجل التاريخ القديم والحديث.
ولعل الفرصة متاحة وممكنة لإعادة نبض الحياة لهذا الشارع وللمدينة بأكملها، بأن يتم ربطه بمشروع تحسين وسط المدينة الجاري تنفيذه الآن في منطقة باب جنين المحازية لشارع بارون وباب الفرح والقريبة من ساحة سعد الله الجابري والحديقة العامة، إذ تشكل هذه المحاور قلب مدينة حلب ونبضها ونشاطها التجاري والسياحي والثقافي، وصلة الوصل بين حديثها وقلعتها وقدم أسواقها التاريخية.
وقد يكون ناجعاً ومفيداً أن تبادر وزارة السياحة بالشراكة والتنسيق مع الجهات المعنية بفك وحلحلة عقد فندق بارون القانونية والمالية، واستثماره بالشكل الأمثل والأفضل، خاصة أنه يعتبر جزءاً من ذاكرة حلب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.