مجلة البعث الأسبوعية

الأطفال الذين يذهبون إلى الفراش متأخرين يعانون المزيد من الاضطرابات والقلق

“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا

هل نتعامل بقسوة مع أطفالنا حين نرسلهم إلى الفراش مبكراً؟

إن العادة المتمثلة بإرسال أطفالنا إلى الفراش مبكراً ليست بجديدة. إنها تنتقل من جيل إلى جيل، وها أصبح لدينا أخيراً حجة قوية لتبريرها. يقول طبيب الأطفال علي إبراهيم إنه كان من الأسهل على الأطفال في السابق النوم مبكراً. ومع ذلك، وعلى مر السنين، أصبح النوم مبكراً مهمة أكثر تعقيداً بكثير. وقدد أكدت دراسة متأخرة أن الأطفال الذين يذهبون إلى الفراش متأخرين لديهم مشاكل في الانتباه ويعانون من القلق ويميلون إلى المزيد من المعاناة من اضطرابات أخرى.. إنها عادة سيئة تؤثر بشكل كبير على مستقبل أطفالنا.

 

هل يمكن تغيير هذه العادة؟

نعم، كما كل شيء، ولكن يجب أن تكون هناك مساهمة كبيرة جداً من العائلة. فإن أرادت تغيير عادات طفلها، عليها أولاً تغيير عادات جميع أفرادها.

فطالما أن الطفل يسمع أصواتاً في المنزل، وأشخاصاً يشاهدون التلفاز، ويشعر بالأضواء من حوله، وغير ذلك من الأجهزة المضاءة، فسوف يعتقد أن الوقت قد حان للّعب وليس للنوم.

 

بعض النصائح

. يذهب الجميع للنوم في الوقت نفسه، حتى لو لم يكن الوالدان نائمين حقاً.. قم بإعداد مشهد من الهدوء يظهر فيه الأمر وكأن الجميع يخلد للنوم حقاً.

. قراءة القصص قبل النوم.. لقد ثبت أن تعويد الأطفال على سماع القصص قبل النوم سيجعلهم يعرفون أن وقت النوم قد حان.

. الإضاءة الصفراء في المنزل.. يوصي الأطباء أيضاً بأن تكون الإضاءة في المنزل باللون الأصفر. وفي الواقع، فإن اللون الأصفر يريح العينين ويشيع التراخي ويحفز على بدء النوم.

. لا تقطع نوم الأطفال.. تجنب بأي ثمن ترك الهواتف المحمولة في مكان قريب منهم، لأنها يمكن أن تعيق نوم أطفالنا، فهناك دائما إمكانية لتلقي مكالمة أو رسالة في وقت متأخر من المساء، ما قد يوقظ الطفل.

. الرياضة تساعد الأطفال على النوم. وهذا يجعل الأطفال يشعرون بالتعب أكثر ويرغبون بالنوم مبكراً.

 

هناك العديد من الاضطرابات التي يمكن أن تضر بالأطفال

يقول الأطباء أن الأطفال يجب أن يكونوا نائمين عن الساعة 00:30. لأن هرمون النمو يبدأ بالعمل خلال المرحلة الرابعة من النوم.

فإذا ذهب الطفل إلى الفراش في وقت متأخر جداً، فسيكون نشاط هذا الهرمون أقل بكثير.

 

كيف تم التوصل إلى هذه النتيجة؟

لتحديد مثل هذه النتيجة، تمت مقارنة صورة دماغ طفل يذهب إلى الفراش مبكراً مع صورة دماغ طفل يذهب إلى الفراش متأخراً.

وعند إجراء اختبار في مادة الرياضيات، تمكن الأول من حل العديد من التمارين. فيما كان أداء الطفل الثاني أقل من ذلك بكثير.

وهذا ما يسمح لنا باستنتاج أن الطفل الذي ينام زمناً أقل كان أقل قدرة على تذكر وحل التمارين.

 

.. ويمكن أن يعانون أيضاً من مرض الزهايمر

بالإضافة إلى ذلك، أضاف الطبيب علي إبراهيم أن الأطفال الذين يذهبون إلى الفراش مبكراً هم أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، بينما الأطفال الذين ينامون متأخراً هم أكثر عرضة للإصابة به. وذلك لأن الإصابة بالمرض تتأخر بالنوم وممارسة الرياضة.

ومن المهم أن يقوم الآباء بتطوير استراتيجيات معينة لجعل أطفالهم ينامون مبكراً، وبالتالي الحيلولة دون التأثير السلبي على مستقبل من أطفالهم بسبب اضطرابات معينة سببها قلة النوم.

 

التكنولوجيا تمنع الأطفال من النوم مبكراً

لدى الطبيبة هدى الفرا، أستاذة طب الأنف والأذن والحنجرة في إحدى الجامعات الباكستانية،

طقوس ليلية حيث يقوم أطفالها بوضع جميع أجهزتهم الإلكترونية في سلة على الأرض قبل النوم.

تقول الطبيبة هدى إن أطفالها استخدموا الأجهزة اللوحية تحت الشراشف لأكثر من مرة: “كدت أضطر إلى إزالة باب غرفة الأولاد!”.

وبحسب الدراسات فإن شاشات الهواتف الزرقاء لها تأثيرها الدائم على الأطفال وهي تمنعهم من النوم.

“نحن نعلم بالفعل أن استخدام هذه الأجهزة قبل الذهاب إلى السرير يقلل من النوم، بما يتراوح بين 17 و45 دقيقة في الليلة”. كما تقول الدكتورة الفرا.

توصلت دراسة أجرتها الفرا إلى أن قضاء ساعتين فقط أمام الجهاز اللوحي يقلل من مستوى الميلاتونين بنسبة 20 بالمائة، والميلاتونين مادة ينتجها الجسم وضرورية للنوم.

ويتفق جميع الأطباء على أهمية تطوير الاستراتيجيات السلوكية المناسبة حتى لا يستخدم الأطفال التكنولوجيا قبل النوم. وبهذه الطريقة، سوف يستريحون بقدر ما يحتاجون إلى الراحة.