الفجوة بين المجالس “النخبوية” والمواطن أثرت على الأداء الخدمي!
رغم النقلة النوعية في انتخابات المجالس المحلية ووصول أصحاب الاختصاص، من “أطباء وصيادلة ومهندسين وحقوقيين واقتصاديين”، إلا أن أعمال هذه المجالس في أغلب المحافظات لم ترتق إلى طموح المواطن، من ناحية تقديم أفضل الخدمات وتأمين الاحتياجات الأساسية والمعيشية، وذلك بعد مرور عام عليها!.
المواطن عوّل كثيراً على هذه المجالس لإيصال صوته من خلالها، وتحقيق المطالب التي يرى الكثير من أعضاء المجالس أنها لم تتحقّق رغم المطالبات الكثيرة في كلّ دورة من المجالس.
تكرار المكرر
من يتابع دورات مجلسي محافظة دمشق وريفها يسجّل عدداً كبيراً من المداخلات المكرّرة في كلّ دورة، والمرحّلة من عام لعام ودورة لدورة، كونها لم تجد طريقها إلى التنفيذ، وذلك حسب تأكيدات أعضاء من المجلسين الذين اعتبروا في حديثهم لـ “البعث” أن المشكلة تكمن في غياب المتابعة من المكاتب التنفيذية والمديريات المختصة. في الوقت الذي يستغرب أعضاء المكتب التنفيذي تأجيل قضايا خدمية من دورة لدورة لكي يتمّ طرحها في المجلس، وكان بالإمكان حلها في وقتها، ولاسيما أن المكاتب التنفيذية مشرعة أبوابها للجميع، إذ نوه رئيس مجلس محافظة دمشق إياد الشمعة بالتعاون الكبير من أعضاء المكتب التنفيذي والتواصل الدائم خارج وداخل اجتماعات المجلس، مستشهداً بما حصل منذ أيام في الجلسة الاستثنائية والتصويت على حجب الثقة وعزل عضو المكتب التنفيذي لقطاع الخدمات نتيجة وجود تجاوزات، حيث أبدى المكتب التنفيذي تعاوناً وتأييداً كبيرين مع مجلس المحافظة ورفع المقترح لوزارة الإدارة المحلية لإجراء ما يلزم أصولاً.
في الوقت نفسه، اتهم أعضاء من مجلسي “دمشق وريفها” المديرين المعنيين بالتقصير وعدم حضور أغلب الجلسات رغم ضرورة تواجدهم حسب قانون الإدارة المحلية.
غير مبالٍ!
أعضاء مجلس سابقون ومخاتير اعتبروا أن وصول شريحة من النخبويين إلى المجلس مؤشر إيجابي، لكن هناك مشكلة وجود فجوة بين الأعضاء والمواطن والمخاتير مما أثر على أداء المجلس خلال الجلسات وتقديم المداخلات ومعالجتها، لأن أغلبهم بعيد عن الاحتكاك بقضايا المواطن الرئيسية واليومية.
هذا الكلام لم يؤيده رئيس المجلس، الشمعة، مؤكداً أن أغلب أعضاء المجلس من المتابعين بشكل دائم لكل التفاصيل وحضور الجلسات والاجتماعات واللقاءات مع المواطنين لنقل الهموم وإيجاد الحلول، علماً أن الكثير من أعضاء المجلس يحملون شهادات عليا واختصاصات متنوعة.
أما نائب محافظ ريف دمشق جاسم الحمود فلم يخفِ وجود فروقات بين أداء الأعضاء، فمنهم متابع وجديّ بالعمل والبعض غير مبالٍ بقضايا المواطن ومتابعتها في المجلس، لافتاً إلى أن همّهم الوحيد التواجد في الوحدات الإدارية والظهور.
ولفت نائب المحافظ إلى السوية العالية للطروحات أثناء انعقاد المجلس من خلال رسم الخطط للنهوض بالواقع الخدمي في الوحدات الإدارية، خاصة وأن أغلب أعضاء المجلس من الاختصاصات المهمة “كالهندسة والحقوق والتجارة والاقتصاد”.
هدر ورقيات
في المقلب الآخر يرى متابعون لعمل المجالس أن هناك هدراً كبيراً في الورقيات، وذلك من خلال طباعة التقرير والمحاضر والاجتماعات والبرشورات المكلفة المتعلقة بمديرية الثقافة التي توزّع على الأعضاء من دون فائدة ومعرفة مدى مصداقيتها، وخاصة تقارير المكتب التنفيذي المقدّمة للمجلس.
تقصير وتوبيخ
ما تمّ ذكره من ملاحظات على أداء عمل أعضاء المجلس يقودنا إلى ما تعانيه بعض المجالس المحلية في محافظة ريف دمشق من تقصير وتقاعس بالعمل، وهذا ما أكده المحافظ المحامي صفوان أبو سعدى خلال الاجتماع الأخير مع المجالس المحلية في المحافظة بأن هناك مجالس مقصّرة في عملها، وذلك بعدم المتابعة والجدية وإنفاق الأموال المخصّصة لها على المشاريع، وتم توجيه التوبيخ لها على هذا التقصير، مشيراً إلى أنه في المقابل تمت مكافأة بعض المجالس الأخرى على التميز في أدائها.
وأرجع المحافظ سبب هذا التقصير إلى الشخصية الضعيفة للمجلس في بعض الأحيان، إضافة إلى وجود انقسام داخل المجلس، وكذلك علاقته ليست جيدة مع المجتمع الأهلي نتيجة عدم معرفته في كيفية التعاطي مع هذا المجتمع، وبالتالي يكون هناك بعد في التفاعل.
علي حسون