المؤتمرات السنوية في رياضتنا.. مشهد مكرر في كل عام والصعوبات حاضرة دون حلول!
البعث الأسبوعية-عماد درويش
يبدو أن القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الذي حدد بموجبه الشهر الجاري موعداً لعقد المؤتمرات السنوية للأندية ومن بعدها اللجان التنفيذية والاتحادات الرياضية كان في غير محله، خاصة وأن الفترة الحالية حرجة على جميع مفاصل الرياضة السورية.
الكثير من الكوادر الرياضية كانت تمني النفس بأن تقدم القيادة الرياضية رؤية جديدة للمؤتمرات في العام الحالي للعام المقبل خاصة وأن الدورة الانتخابية تنتهي العام القادم.
محطات تقييم
المؤتمرات انطلقت بداية الشهر الجاري على مستوى الأندية في عددٍ من المحافظات وبعد أيام قليلة ستقام في كافة المحافظات، ومن المفترض أن تكون هذه المؤتمرات محطات للتقييم ومراجعة الذات من حيث المشاركات وما تحقق، وتصحيح الاعوجاج للارتقاء برياضة الأندية، لكن وللأسف غالبا ًما يتحول معظمها إلى ساحات للمهاجمات الشخصية و”المهاترات” وقذف البعض بالاتهامات، لتبتعد عن الغاية التي تعقد من أجلها وهي التقييم لتعزيز الإيجابيات وتصحيح السلبيات وجعل المصلحة العامة وتطوير الألعاب بالنادي لها هو الهدف الأسمى.
والدليل ما حدث في بعض الأندية حيث تغيب أحد رؤساء الأندية عن حضور مؤتمر ناديه بدون أي سبب، وهذا دليل على عدم اهتمام معظم الأندية بهذه المؤتمرات، فجلّ ما يقدمه أهل المؤتمرات يشوه الصورة الحقيقية للرياضة ويفقدها بريقها الذي عاشه الرياضيون فيما مضى.
وكما هي التوقعات “مثل كل عام ” فإن المؤتمرات السنوية لا جديد فيها، فالنتائج والخلاصات ” شتائم واتهامات ووعود خلبية” وحديث جانبي بسيط عن الرياضة ومتطلباتها، ولبّ الموضوع المتمثل بالنهوض بالألعاب وكيفية تطويرها لا يتم طرحه إلا في إطار ضيق لا يلبي الطموح.
ولعل الأجواء التي تسود أنديتنا خلال انعقاد المؤتمرات السنوية يخيم عليها أجواء الإحباط، بشكل باتت معها تنذر بعدم تطور الرياضة عامة، وتتحمل القيادة الرياضية هذا الموضوع التي تطبق القوانين على هواها، فتارة نجد أن القوانين تطبق على نادي معين ولا تطبق على نادٍ آخر، الأمر الذي جعل حالة عدم الثقة بين كوادر الأندية كافة والقائمين على الرياضة، ولعل الترهل الإداري والتنظيمي يشكل عبئاً على اللجنة الأولمبية التي لم تتخذ أي خطورة في مسألة تطوير ألية العمل في المؤتمرات وكيفية الارتقاء به.
غير مريحة
ومن المؤسف جداً أن تتحول مؤتمرات الأندية إلى ساحات لقذف الاتهامات “الشخصية” بين كوادر الأندية وطواقمها الفنية، فمعظم المداخلات تكون من أشخاص يسعون لتحقيق مكاسب خاصة على حساب العمل الجماعي، فيصبون هجومهم على مستثّمر ليحتلوا مكانه لا لأن استثماره يسبب هدرا كبيراً للمال العام، ويهاجمون مدرباً لأنهم يتمنون إزاحته وتقلد موقعه، بغض النظر إن كان صالحاً أم طالحاً.
وهكذا يخرج الاجتماع عن علة انعقاده، وهذا برسم الاتحاد الرياضي الذي عليه تغيير مسار تلك المؤتمرات وإيجاد طريقة لا تؤدي على تصحيح المؤتمرات “الأعوج” الذي تعيشه رياضتنا.
المتتبع لواقع المؤتمرات السنوية يجد أن غالبيتها تكرر نفسها في كل سنة، باستثناء خروج بعضها عن المألوف من حيث تحقيق الإنجازات، أما المصاعب فلا تزال “هي هي” من حيث الطرح والمطالبات على صعيد الأندية أم الاتحادات والمتمثلة جميعها بعدم توفر المال، وفيما يخص المقترحات فنجدها سيناريو مكرر منذ سنوات طوال، في الوقت نفسه يأمل كافة الرياضيين أن تأخذ المؤتمرات الحلية منحى مختلف عما جرى بانتخابات الأندية العام الماضي وذاك ضد ذاك، ومحاولات تجري في الكواليس لإبعاد أناس وتقريب آخرين.
وهنا لابد من توضيح أن هناك جدال قوي بدأت تتضح معالمه رويداً رويداً في أروقة الاتحاد الرياضي والأندية خاصة مع قرب موعد انطلاق الدورة الانتخابية الجديدة نهاية العام المقبل، ومفاده عدم الترشح لمن أمضى دورتين انتخابيتين في العمل الرياضي بالأندية، خاصة وأن هناك بعض أعضاء الإدارات لم يثبت جدارته منذ أن دخل في عضويتها، وبالتالي اعتبر الكثير من الرياضيين أن المؤتمرات العام الحالية غير مجدية في ظل ظروف عدة والوضع العام الذي عاشته الرياضة السورية.
سلاح ذو حدين
رئيس اللجنة التنفيذية في دمشق مهند طه أكد لـ “البعث الأسبوعي” أن مؤتمرات الأندية هذا العام سلاح ذو حدين، فهي ضرورية للأندية لتقديم الموازنة المالية العامة ولتكون على أتم الاستعداد كي لا تدخل الأندية بتشابكات مالية في نهاية الدورة الانتخابية، لكن من جهة أخرى وشخصياً كان التمني أن يتم تأجيلها العام الحالي، خاصة وأن البطولات والمشاركات الرياضية كانت قليلة بسبب الظروف.
وأشار طه إلى أن الجميع عمل بالحد الأدنى، ولم يتم رفع سقف الطموحات، وبالتالي لن نستطيع القيادة الرياضية الرد على بعض المداخلات في المؤتمرات لعدم مقدرتها على تأمين أدنى متطلبات تطوير الرياضة في الأندية.