تشويه الحقائق لم يعد ينفع
تقرير إخباري
تقود الولايات المتحدة الأمريكية وتوابعها الغربيين حملة كبيرة لتشويه الحقائق وتزييف الوقائع بهدف إلقاء اللوم على الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه تحميلهم مسؤولية المجازر المرتكبة بحقهم في قطاع غزة المحاصر من آلة الحرب الصهيونية المدعومة بسلاح ودعم معلوماتي واستخباراتي هائل تقدمه واشنطن وحلفائها في حلف شمال الأطلسي “ناتو” منذ 34 يوماً.
إلا أن هذه الحملة لم تقنع سوى عدد قليل جداً من الدول والمنظمات التي تدور في فلك الصهاينة، حيث تتواصل المواقف الداعمة لمقاومة الفلسطينيين ضد الاحتلال المنددة بالعدوان الإرهابي الصهيوني على غزة والضفة الغربية المحتلة، وهي صادرة عن دول ومنظمات وأحزاب وحتى مواطنين تصلهم صور ومشاهد المجازر التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين وبالأخص الأطفال.
فمن بلجيكا دعت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر إلى فرض عقوبات على مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي والتحقيق معهم في قصف المستشفيات والمناطق السكنية في قطاع غزة، وقالت: “حان الوقت لفرض عقوبات على (إسرائيل).. إسقاط القنابل كالمطر غير إنساني.. من الواضح أن (إسرائيل) لا تهتم بالمطالب الدولية الخاصة بوقف إطلاق النار”، كما دعت دي سوتر الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاق الشراكة مع “إسرائيل” فوراً.
أما في سلوفاكيا، فقد أكد نائب رئيس البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها أن ما تقوم به “إسرائيل” في غزة ليس دفاعاً عن النفس كما تدعي، وإنما عملية إبادة للشعب الفلسطيني، لافتاً إلى ازدواجية المعايير لدى السياسيين الغربيين الذين لا يهمهم الخرق الجاري للقانون الدولي من جانب “إسرائيل”.
“كيان غاصب يسلب ممتلكات الآخرين وأراضيهم”.. بهذه العبارة وصف موقع وورلد سوشاليست الأمريكي كيان الاحتلال، مؤكداً أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لا يحتمل تأويلاً أو تبريرات، فهو حرب إبادة جماعية ونكبة ثانية للشعب الفلسطيني، موضحاً أن المخطط الإسرائيلي لإحداث نكبة أخرى لا يقبل الشك، فقد بين رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو بشكل لا لبس فيه أن على الفلسطينيين المتبقين في شمال غزة رغم القصف الإسرائيلي المتواصل أن يغادروا، فيما أكد متحدث باسم جيش الاحتلال أنه لن يسمح لمن غادر غزة بالعودة إليها.
في وقتٍ رصد موقع غراي زون الأمريكي الاستقصائي المستقل رصد الفبركات التي أطلقتها وسائل الإعلام الغربية في إطار البروباغندا المسخرة للتستر على جرائم “إسرائيل”، وبين أن وكالة “اسوشيتيد برس” الأمريكية حذفت تصريحات مسؤولين في كيان الاحتلال الإسرائيلي حول نيتهم إبادة أهالي قطاع غزة وتبريرهم جرائم القتل هذه بأنها تشابه ما قامت به الولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما قصفت المدنيين في مدن ألمانية عدة وفي مقدمتها درسدن.
الموقع أوضح أن الإعلام الغربي حاول التغطية وفي كثير من الأحيان حذف التصريحات الفاشية التي تباهى فيها المسؤولون الإسرائيليون بإطلاقها على شاشات التلفزة الغربية حول جرائمهم بحق الفلسطينيين وتذكيرهم في كثير من الأحيان بالقصف الأمريكي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 600 ألف مدني في عدد من المدن الألمانية في أربعينيات القرن الماضي، وكأن هذا التاريخ مشرف أو أنه مبرر كاف لقتل الفلسطينيين وأطفالهم.
فالدعاية الفاشية الإسرائيلية التي حاولت الولايات المتحدة وغيرها من الدول والمنظمات الصهيونية لم تتمكن من إخفاء الحقائق وتشويه الواقع ومحاولة إظهار “إسرائيل” ضحية للفلسطينيين، والعالم اليوم أصبح بفضل شبكات التواصل الاجتماعي التي وإن حاولت حذف الجزء الأكبر من المحتوى الذي ينقل وقائع العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين فإن الجزء اليسير الذي يصل إلى العالم كفيل بكشف حجم الفاشية والإجرام الصهيوني غير المسبوق.
إبراهيم ياسين مرهج