أخبارصحيفة البعث

“غزة ..العزة”.. ندوة فكرية في ثقافي درعا

درعا – دعاء الرفاعي   

تمحورت الندوة الحوارية الفكرية على مدرج دار الثقافة بدرعا حول جانبين هامين تناولا الأحداث الجارية في فلسطين المحتلة تحت عنوان”غزّة ..العزة” على دروب النصر.

وغطى المحور الأول “المقاومة وتشكيل الوعي” الدكتور سامي الشيخ، جامعة دمشق، الذي أوجز في عرض محوره جدلية المقاومة والوعي الذي لمسه كل العالم اليوم، والذي ترافق مع معركة غزة. معركة طوفان الأقصى، مؤكداً أن ثقافة المقاومة ليست وليدة اللحظة ولم تكن يوماً مصطلحاً تلفيقياً أو طارئاً على الوجود؛ فالمقاومة هي خاصية الأشياء الحية، والذي يجسد هذه الخاصية هو منطلق الدفاع والمواجهة الذي يزداد بازدياد ضراوة وشراسة فعل الطغيان من الطرف المعتدي.

وفي المحور الثاني “سورية والفعل العربي القومي المقاوم” أكد الأديب والباحث حسين الرفاعي أن فلسطين هي القضية الأساس لسورية شعباً وقيادة، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المحورية خلال ال75 عاماً الأخيرة، وقد شكلت حالة الوعي عند العرب الذين تفتحت أعينهم على صداها ومعايشتهم لكل تفاصيل المعاناة التي صاحبتها، وبرزت واضحة بأبعادها المتعددة في كل مفاصل الحياة العربية في مختلف الدول العربية وعلى مرّ العقود الماضية حتى اليوم.
وأضاف الرفاعي: إن دور الإعلام المقاوم الأبرز في جعل القضية الفلسطينية قضية مصيرية للأمة، حيث بدأ التأسيس لوعي مناهض لقوى الاستكبار والصهيونية العالمية من خلال تكريس وتعميق ثقافة المقاومة، وما هذه المفاجأة التي فجرتها المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى إلا دليل عميق على أن هذا الجيل يحمل على عاتقه أمانة مقاومة الكيان الصهيوني الغاصب حتى زواله.

ولفت الرفاعي إلى أن الدول العربية كانت تتعامل مع القضية الفلسطينية كوسيلة من وسائل الترويج السياسي تحت عناوين “الشجب والإدانات والتهديدات الجوفاء” التي لم تتحول إلى مواقف عملية لتحرير القدس الشريف وكامل الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن هذا المفهوم استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية نسفه بتحويل الأقوال إلى أفعال، إضافةً إلى مارافقها من وقفات على المستوى العربي والعالمي مندّدة بجرائم الكيان المحتل، ومناهضة لكل الفبركات الإعلامية التي حاولت تضليل الرأي العام العالمي عن تلك الجرائم.

وتطرق الرفاعي إلى منهجيات التعامل مع اليهود ومؤامراتهم ضد الأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية، والتأكيد على أهمية الاعتزاز بالهوية الإيمانية الجامعة، والتوصيف الحقيقي لأعداء الأمة وتصحيح المفاهيم المغلوطة ليحظى جيل الشباب القادم بوعي عميق لفكر المقاومة الأشمل.
واستعرض الرفاعي تاريخ السوريين، واعتزازنا بأن تكون سورية شريك حقيقي لكل فعل مقاوم. السوريين الذين شاركوا العرب جميعاً في معاركهم وحروبهم في الجزائر والعراق والبنان واليوم في فلسطين، وهذا مايؤكد أن ثقافة المقاومة هي ثقافة سورية بامتياز.

واختتمت الندوة بطروح عديدة أكدت على دور الشباب في مواجهة التغيرات المستجدة، والتأكيد على حالة الوعي التي لابدّ من ترسيخها عبر كل الوسائل الإعلامية والاجتماعية المتاحة.