الاقتصاد الهندسي.. بحث متوازن وعلمي عن الموارد والطاقات
البعث الاسبوعية – بشير فرزان
يستنهض الواقع بكل مافيه من تحديات ومنغصات المعارف والخبرات لجميع الاختصاصات العلمية والمعرفية لوضع ركائز اساسية للعمل الجاد وتوفير الكثير من الجهد والوقت خلال مرحلة إعادة الاعمار حيث يحمل كل اختصاص علمي وأكاديمي هواجس مرتبطة بجوانب عديدة حول متطلبات المرحلة وقدسمحت ورشات العمل والندوات العلمية في الافصاح عنها وتقديم الحلول والمقترحات حسب معطيات الواقع وخاصة لجهة التمويل الذي يتخذ حيزا كبيرا لدى اساتذة الاقتصاد الهندسي الذين بحثوا عن المصادر المادية والموارد الموارد الخام المتوفرة لدينا لتحويلها الى راس مال حسب امكانية المجتمع وهنا يؤكد العديد من دكاترة الاقتصاد عن دور الاقتصاد الهندسي لدراسة تلك الامكانيات وتسخيرها في عملية الاعمار والبحث في الكفاءات الاقتصادية والتكلفة لإعادة الاعمار ضمن الظروف المختلفة، فاقتصاديات مرحلة الاعمار التي نقدم عليها اشبه باقتصاديات الكوارث الذي يحتاج للتخطيط المسبق والاستجابة اللاحقة خاصة أن التدمير الحاصل هدم راس المال المتوفر ونقصت الموارد المتاحة وصار تراجع كارثيا في الاستفادة من المواد الخام التي تصنع راس المال فمن سلبيات اعادة الاعمار في الوضع السوري هو التدمير الكبير الحاصل للبنى والمنشات والانتشار الجغرافي الواسع للمساحة الجغرافية المدمرة والتي تسببت بتدهور الاحتياطي العام والخاص.
وأضافوا لقد حملت عملية تمويل البناء والتشييد اقتراحات عديدة في ظل عدم قدرة الموارد الداخلية على القيام بهذه المهمة، وإنما تحتاج الى موارد مختلفة منها تمويل الجهات الخاصة لتأهيل المصانع والبنى التحتية كما ان الاقتصاد الهندسي يعززعملية التمويل الخاص بعد اجراء تقييم المنافع والتكاليف لتلك الجهات حيث تحتاج الى تقدير التكاليف وتقييم للبدائل الفنية ولبدائل التمويل، اما تمويل المشروعات الحكومية فهي اكثر تعقيدا بسبب اثر الزمن على القيمة النقدية للعملة المحلية والتي تؤثر على تكاليف الدورة الحياتية للمشاريع الحكومية التي تأخذ بعد زمني “مشاريع مستقبلية” وهي تجعلنا رهينة للتعامل مع القيم الاحتمالي وتقييم التمويل الزمني والتدفق النقدي لتمويلها.
سلبيات التمويل
تهيئة الواقع المحلي لعملية التمويل العام تحتاج الى السرعة والاستفادة القصوى من الموارد الخام والمواقع الاثرية واستثمارها لذلك لابد من البحث عن موارد خارجية، وبحسب العديد من المهندسين والاقتصاديين فان خيارات التمويل والبدائل الممكنة ترتبط بالمنح الخارجية ودخول الشركات للدول المانحة للعمل والاستثمار لكن سلبيات هذا التمويل تكمن في صعوبة المنح والحصول عليها للتغطية الكاملة للأعمار في حين ان التمويل والاقتراض العام الداخلي يعتمد على وجود المال الاحتياطي لدى الخاص والعام وهو على الاغلب غير متوفر بسبب الاثار التضخمية، وعدم توفير الموارد الخام التي يمكنها دعم راس المال، اما اذا كان التمويل خاص فقط فانه يحتاج الى ضمانات حكومية في ظل المخاطر التي يمكن ان ترافق عملية الاعمار من اخفاقات وغيرها.
.لاتبدو عملية التمويل وايجاد راس المال مسالة سهلة امام متطلبات عملية الاعمار، مما يفرض بلورة مطالب الأعمار البشرية والفنية والاعمارية، بالإضافة إلى بلورة الاضرار وعناصر التكاليف وهنا يحدد الدكتور في الهندسة المدنية فيصل قيطون جانب اخرى لدعم راس المال تتمثل بتكوين خلايا وفرق تمويل تدرس احتياجات كل محافظة بحسب خصوصيتها وجوانب الاستثمار فيها لدعم راس المال والقرارات المركزية وتفعيل دور المجالس المحلية في تدعيم عملية التمويل من خلال الاعتماد على مصادر مختلفة كالاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية المتوفرة في بلادنا ودعم البيئة الاستثمارية، ويصف قيطون الاقتصاد السوري بالقوة والتماسك ويتفاءل بعمل المرحلة القادمة للأعمار.
ولاشك ان الاقتصاد الهندسي حمل في جعبته خيارات عديدة لعمليات التمويل وفرز ايجابياتها وسلبياتها لنصل اخيرا الى ضرورة الاهتمام بالموارد المحلية وتشغيلها كداعم هام وأساسي لدعم عملية التمويل ووضعها على المسار الصحيح وحشد جميع الامكانيات المتاحة لتخفيف الاعباء في هذه المرحلة.