“الفيرمي كومبوست”.. جهود بحثية لزيادة الغلة الزراعية وتوفير للقطع الأجنبي
دمشق – زينب محسن سلوم
تجتهد المؤسّسات البحثية في الوقت الراهن لإيجاد مستلزمات زراعية مستدامة تتوافق مع البيئة، وفي الوقت نفسه يمكن إنتاجها بشكل كامل محلياً، ما يوفر التكلفة ويحدّ من فاتورة القطع الأجنبي المخصّص للاستيراد.
وفي هذا الصدد بيّن الدكتور حسان مهدي رئيس قسم التقانات الطبية في الهيئة العامة للتقانة الحيوية في تصريح لـ”البعث” أن الهيئة أقامت مؤخراً ورشة حول موضوع سماد الفيرمي كومبوست “سماد الديدان” بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وعدد من مربي الديدان لإنتاج السماد وشركات زراعية. ولفت مهدي إلى تزايد الوعي في الآونة الأخيرة لأهمية السماد العضوي، وخاصةً الفيرمي كومبوست لما لهذا السماد من دور في زيادة الغلة الزراعية وتقليل استخدام السماد الكيماوي، موضحاً أنه يشكّل رديفاً مهماً للسماد الكيماوي ويغني الأرض الزراعية بالعناصر المعدنية الغذائية الكبرى والصغرى والهرمونات النباتية والأحماض العضوية والأحماض الأمينية، إضافةً إلى الأنزيمات، كما يحتوي سماد الفيرمي كومبوست على البكتريا النافعة للتربة والتي تزيد النشاط الحيوي للتربة.
وأشار مهدي إلى أن الأراضي تعاني في جميع المحافظات من مشكلات نقص المادة العضوية، كما أن النشاط الحيوي فيها قليل بسبب عدم إضافة السماد العضوي بالكميات الكافية.
وحول تساؤل “البعث” عن خطوات تشجيع هذا النوع من الأسمدة، بيّن مهدي أن وزارة الزراعة قامت بإصدار قوانين ناظمة لترخيص مزارع تربية دود الفيرمي بالتعاون مع جميع الجهات المعنية لتشجع المربين في مجال استخدام ونشر سماد الفيرمي كومبوست دون أي عوائق إدارية. وأضاف أن سماد الفيرمي كومبوست مقبول اجتماعياً وبيئياً، حيث يساعد على التخلّص من البقايا النباتية والحيوانية، والبقايا العضوية المنزلية ويحولها إلى سماد عالي القيمة الغذائية للتربة، ويمكن تربية الدود المُنتج لسماد الفيرمي كومبوست في أحواض مختلفة الأحجام وفق إمكانيات المزارع.
وحول مخرجات الورشة بيّن مهدي أنها تركزت حول نشر ثقافة الفيرمي كومبوست بين المربين، وتشجيعهم على تربية دود الفيرمي الذي ينتج هذا السماد لزيادة إنتاجية الأراضي وتقليل استيراد السماد الكيماوي في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي يعيشها بلدنا، إضافةً إلى دعم المربين والفلاحين من قبل وزارة الزراعة والاتحاد العام للفلاحين والجهات البحثية مثل البحوث العلمية الزراعية، والهيئة العامة للتقانة الحيوية، وكليات الزراعة، والشركات الناشئة في مجال الفيرمي كومبوست لتوسيع تربية ونشر ثقافة هذا السماد، فضلاً عن إنجاز مشاريع بحثية لتحسين جودة المنتج، وزيادة الكميات المنتجة منه بتشجيع المربين على تربية دود السماد، وتدريب الفلاحين والمربين على الطرق الصحيحة لتربية دود السماد بإقامة ورشات تدريبية وندوات وأيام عملية، لتفادي وقوعهم بالأخطاء التي تضيّع وقتهم ومالهم، وإصدار مطويات إرشادية تعليمية لتعليم الفلاحين والمربين بطرق تربية دود السماد وإنتاج سماد الدود، وذلك من قبل وزارة الزراعة، كما حثّت المخرجات على إدخال مفهوم السماد العضوي (السماد الدودي) عند الأطفال وإدخال ثقافة الفيرمي كومبوست لطلاب المدارس في دروس العلوم الطبيعية، وخاصة المراحل العمرية المبكرة، وبيان أهميته كصديق للبيئة ومحسّن للتربة، وتقديم ميزات تشجيعية للمربين الذين يقومون بترخيص مزارعهم، من قروض ميسرة قليلة الفائدة، وتقديم المازوت بأسعار مدعومة، وتوزيع دود السماد.
ولم تغفل الورشة التركيز على ضرورة إجراء دراسة جدوى مالية قبل تنفيذ مشروع إنتاج الفيرمي كومبوست والتقييم المستمر للمشروع، والعمل بشكل منهجي علمي، وتوفير المساعدات والتسهيلات لإصدار دليل حول أفضل المعدلات السمادية من الفيرمي كومبوست في سورية وفقاً للمحصول وأطواره والمنطقة، كذلك تمت التوصية بإصدار دورية خاصة بالأبحاث السورية في مجال الفيرمي كومبوست تتضمن تجارب الباحثين لتقدير احتياجات المحاصيل الاستراتيجية والأشجار المثمرة من السماد، فضلاً عن ضرورة اعتماد نتائج دراسات الباحثين في الأبحاث التي تتعلق بالفيرمي من قبل وزارة الزراعة ونشرها للاستفادة العملية منها على أرض الواقع، وإشراك القطاع الخاص والجمعيات الأهلية والمنظمات مع الجهات الحكومية لتحقيق الاستفادة الزراعية لسماد الفيرمي كومبوست، وتشجيع القطاع الخاص على تأمين الشباك والصناديق الملائمة لتربية الدود، وحثّ معامل البلاستيك على تصنيع صناديق تربية دود الأرض المنزلية والريفية.
وعلى الصعيد البيئي تمّت التوصية بتشجيع البلديات على البدء بعمليات فصل القمامة عن البقايا العضوية وتوجيهها لتربية دود الأرض في أماكن خاصة للحصول على الفيرمي كومبوست وإيجاد دخل رديف للبلديات.