بمشاركة سورية.. مؤتمر “كوب 28” يتبنى قرار إنشاء صندوق لتعويض الدول الأكثر تضرراً من التغير المناخي
دبي-سانا
تبنى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) اليوم قرار إنشاء صندوق “الخسائر والأضرار” المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن رئيس مؤتمر “كوب 28” الإماراتي سلطان الجابر قوله: إن “اعتماد قرار تشغيل الصندوق الذي أقر إنشاؤه في مؤتمر (كوب 27) يبعث إشارة زخم إيجابية للعالم ولعملنا”، واصفاً القرار بأنه “تاريخي”.
من جهتها رحبت مادلين ضيوف سار رئيسة مجموعة الدول الأقلّ تقدما بالقرار، معتبرةً أنه يحمل “معنى كبيراً بالنسبة للعدالة المناخية”، في حين دعت فريدريك رودر من منظمة “غلوبال سيتيزن” غير الحكومية الدول الغنية إلى تقديم مساهمات كبيرة في الصندوق. وأعلنت الإمارات فوراً مساهمتها بمئة مليون دولار بهدف تمويل الأضرار المناخية للدول الفقيرة. وحسب النص المعتمد سيستضيف البنك الدولي الصندوق مؤقتا لمدة أربع سنوات.
يذكر أن إنشاء الصندوق تم إقراره مبدئيا في مؤتمر “كوب 27” الذي عقد العام الماضي في مصر، لكن لم يتمّ حينها تحديد خطوطه العريضة.
هذا وقد وصل رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس ظهر الخميس، إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث يترأس وفد الجمهورية العربية السورية المشارك في القمة العالمية للعمل المناخي، وذلك ضمن أعمال الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ cop28.
وكان في استقبال المهندس عرنوس والوفد المرافق في مطار دبي الوزير أنور قرقاش المستشار السياسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس البعثة الدبلوماسية السورية في الإمارات، والقنصل العام في دبي.
وانطلقت بمشاركة سورية في مدينة “إكسبو دبي” فعاليات “كوب 28″، والتي تستمر حتى الـ 12 من كانون الأول المقبل.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن “كوب 28” وهو أكبر حدث مناخي على مستوى العالم تستضيفه الإمارات، سجّل عدداً قياسياً لطلبات الحضور في المنطقتين الزرقاء والخضراء تصل إلى 500 ألف مشارك بواقع أكثر من 97 ألف مشارك في المنطقة الزرقاء و400 ألف في المنطقة الخضراء، بمن فيهم وزراء وممثلون من المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والشعوب الأصلية والشباب للإسهام في إعادة صياغة العمل المناخي العالمي، فيما يحضر الحدث أكثر من 180 من رؤساء دول وحكومات من حول العالم.
ويشكل “كوب 28” منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وإتاحة الفرصة لجميع الدول والقطاعات وفئات المجتمع للتعاون وتوحيد الجهود، وخاصة في الوقت الذي تتنامى فيه أهمية وضرورة العمل المناخي العالمي.
ويشهد المؤتمر الحصيلة العالمية الأولى للتقدم في أهداف اتفاق باريس الذي تم التوصل إليه في مؤتمر “كوب 21” فيما تركز رئاسة “كوب 28” على تحقيق نتائج تفاوضية طموحة من خلال جدول أعمال عملي لتحويل التعهدات والوعود إلى تقدم ملموس في التصدي لأزمة المناخ عبر تقديم استجابة شاملة وحاسمة للحصيلة تساهم في إعادة العالم إلى المسار الصحيح للعمل المناخي.
وتقود دولة الإمارات عملية تهدف إلى التوصل لتوافق بين الأطراف كافة واتفاق على خريطة طريق واضحة لتسريع التقدم المنشود عبر جميع موضوعات العمل المناخي انطلاقاً من خطة عمل رئاسة “كوب 28” التي تستند إلى أربع ركائز، هي تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش ودعم الركائز السابقة من خلال احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.
ويعمل فريق رئاسة “كوب 28” على بناء تفاهمات عالمية من أجل تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
ويشهد المؤتمر برنامجاً مبتكراً متخصصاً بالموضوعات ذات الصلة يمتد لأسبوعين ويتيح الفرصة لجميع المعنيين تقديم مساهمات إيجابية، في إطار احتواء المهتمين بالمشاركة في العمل المناخي.