عروض فنية “ربحية” تتسلل إلى المدارس وتستغل عقول الأطفال
البعث – علي حسون
مع تعدد وتداخل الجهات المشرفة على العملية التربوية، يتسلل تجار المسرح و”الأنشطة” مستغلين حب التلاميذ وشغفهم بالعروض الفنية والمسرحية، خاصة الضاحكة منها، لدخول المدارس والقيام بما يسمونه “مسرحيات للطفل” الغاية منها التجارة والربح تحت غطاء العمل التربوي الهادف، وهي أبعد بكثير أي قيمة تربوية أو تعليمية.
فمع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة، بدأت مجموعات – تصف نفسها بـ “المسرحية” – توزيع قصاصات ورقية داخل المدارس، بتسهيل ومساعدة من بعض الإدارات أو المدرسين (لقاء منفعة مادية) توزيع إعلان عن مسرحية للأطفال بمبلغ ليس بقليل؛ ويتضمن العرض فقرات ضاحكة وتربوية وهدايا ورسم على الوجه، وغيرها من العروض الجاذبة للأطفال، للضغط على أسرهم والسير خلف رغبة أبنائهم لحضور هذه المسرحيات.
“البعث” كانت شاهدة على أحد هذه العروض في ريف دمشق، حيث كانت فقرات المسرحية مختلفة تماماً عما كتب في القصصات الورقية الموزعة، ولم يكن هناك هدايا، بمعنى الهدايا، ولم نجد أي عمل تربوي هادف سوى الغناء والرقصات لتقطيع الوقت، ما شكل صدمة عند الأطفال الذين كانوا يأملون بهدايا معنوية أكثر مما هي مادية، إضافة إلى عروض محببة تحقق لهم الفائدة والابتسامة في آن معاً.. وحتى الرسم على وجوه الأطفال كان مأجوراً بكلفة قاربت رسم دخول المسرحية التي لم يعف صاحب العرض الأهالي من دفعها، ليكون الموضوع تجاريا بحتا على حساب عقل وعواطف الأطفال.
وعند سؤال صاحب العرض عن تبعية المجموعة، أكد أن العرض تم بموافقة المسرح المدرسي، ولكن عند تواصلنا مع مدير المجمع التربوي في الغوطة الغربية، نوال دبور، أكدت أن المجمع لم يعطِ أي موافقة على هكذا عروض، ولم يسمح بها ضمن المدارس، وفي حال حصول هذا الأمر فهو مخالف وتتحمل مسؤوليته إدارة المدرسة التي وزعت هذه القصصات.
ختاماً.. نأمل من المعنيين في وزارة التربية التشديد على منع هذه الظواهر إلا بعد أخذ الموافقات اللازمة، وبإشراف تربوي، وأن يتم التعميم على كافة المديريات لمراقبة أي عمل مسرحي أو غنائي راقص قبل عرضه، وخاصة أنه في الآونة الأخيرة كثرت الفقرات الغنائية البعيدة عن العمل التربوي الهادف.