سبات شتوي
معن الغادري
موجات جديدة من الغلاء وارتفاع الأسعار وعلى نحو جنوني تضرب أسواق حلب ونحن نودع الأيام الأخيرة من العام الحالي، ودون أي ضابط من قبل الجهات والمديريات المعنية في المحافظة، والتي على ما يبدو أنها دخلت في مرحلة السبات الشتوي.
وبمعزل عما تشهده الأسواق من فوضى عارمة وما يبديه المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة من مرونة واضحة مع هذا الملف شديد التعقيد، وتخليه عن التزاماته تجاه المواطن والذي يشكل الحلقة الأضعف في هذا المشهد المتخبط، نجدد الدعوة بضرورة التحرك الناجز والفاعل لضبط إيقاع وميزان السوق واتخاذ اجراءات صارمة ومشددة بحق كل من يتحكم بالأسعار على هواه ومزاجه ويتلاعب بقوت المواطن.
وتفرض الضرورة أيضاً التحري والتدقيق في آلية العرض والطلب، والتأكد من الأسعار وجودة المنتج ومواصفاته وصلاحيته ومطابقته مع ما تصدره حماية المستهلك من نشرات تسعيرية والتي لم نعد نراها أو نسمع عنها إلا في حالات رفع الأسعار ليلاً.
ولعل الأهم أن يكون للمكتب التنفيذي لمجلس المحافظة دوراً حاسماً في هذا الملف، وأن يضع قراراته الصادرة موضع التنفيذ، وأن يكون محركه الأساسي والمباشر مصلحة المواطن وحمايته من الإستغلال والابتزاز، وأن يمارس مطلق صلاحياته لضبط ميزان العمل والمهام المنوطة بالمؤسسات والأفراد، وبما يعيد الإعتبار للمواطن ومن ثم الثقة إلى مؤسساتنا والقائمين عليها ، ومنع المحاولات المتكررة في استغلال الظروف الاقتصادية الضاغطة.
ونرى أن استمرار ارتفاع الأسعار على هذا النحو المخيف والمتزايد والذي لا يتناسب قطعاً مع الدخل والمستوى المعيشي المتدني للمواطن، والمتزامن مع حالة التراخي من قبل الجهات المعنية، يوسع من نفوذ حيتان السوق وتحكمهم بلقمة عيش المواطن دون أي رادع أخلاقي أو قانوني وعلى عينك يا تاجر.