مفارقات نهاية العام !
وائل علي
من المفارقات المثيرة في هذه الظروف الاقتصادية المتهالكة التي تعبرها بلادنا، وأنت تتابع عبر السوشيال ميديا والأخبار التي يتداولها السوريون، في أحاديثهم ولقاءاتهم العابرة المعتادة، اكتمال حجوزات المطاعم والفنادق وأماكن السهر واللهو “الفايف ستارز”، وما دون لسهرة رأس السنة…!!
والمثير أكثر عندما نعلم أن كلفة السهرة للشخص الواحد لا تقل عن النصف مليون لتصل إلى الخمسة ملايين ليرة “بلا حسد”. وبطبيعة الحال، ليست كلفة مبيت الليلة الواحدة، سواء في فنادق النجوم أو الشعبية، أحسن حالا.، طبعا عدا “حباشات” السهرة ومتطلباتها من لباس وماكياج وهدايا و إكراميات وأجور نقل وبنزين.. إلخ.
في المقابل، آثر الكثيرون – وهم الغالبية الغالبة – الذين لن يتمكنوا الخروج من بيوتهم، وربما حتى تحضير متطلبات السهرة ولو بسندويشة فلافل ربما، أو انتظار نتائج السحب على ورقة نصيب، أو متابعة سهرة تلفزيونية بسبب تقنين الكهرباء المديد الذي يكشف زيف التصريحات وانفصالها عن الحقيقة والواقع، أو ارتباط البعض في عمله بمشفى أو مناوبة شرطية، هنا أو هناك، ولا ننسى بالتأكيد رجال جيشنا العربي السوري الأبطال المرابطين على خطوط النار مع العدو الصهيوني الغاشم والمحتل الأمريكي شرقي الفرات، والتركي شمال ريف حلب وادلب، أو على خطوط التماس مع مواقع الإرهابيين والمجموعات المسلحة، أو في المواقع الحدودية…!
ولعل الكثيرين اختاروا النوم المبكر كبديل قسري لا مفر ولا مهرب منه، عله يقوي مناعتهم لدوام تحمل ما تنوء الراسيات بحمله، تاركين لعلية القوم التنعم بما لذ وطاب، والاستمتاع بمشاهدة حفلات الألعاب النارية، والمشاركة بوابل العيارات النارية التي لا تعطي بالاً لتحذيرات ونصائح وزارة الداخلية وقياداتها الشرطية، ولا لتمنيات وزارة الصحة ومشافيها لأخذ الحذر والحيطة التي تتسب احتفالات “الجنون والمجون” كل عام بكوارث ومآس لا أحد ينساها أو بمأمن من عواقبها وخطاياها…!!
مع كل ذلك، ونحن ننزع الورقة قبل الأخيرة من أيام السنة الكبيسة، التي بدأناها بالزلازل المدمر وما خلفه من كوارث وويلات مرورا بالهزات الاقتصادية التي قضت على الأخضر واليابس، وانتهاء بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني المجرم بحق شعبنا في غزة وسط صمت دولي متآمر شيطاني.. لا يسعنا مع إطلالة العام الجديد إلا أن نرجو الخير والرخاء والأمن والأمان والاستقرار والعدالة في كل مكان ولربوع بلدنا الحبيبة سورية..
وكل عام وأنتم بألف خير…