١١٠ مشاتل في دمشق وريفها.. معاناة من قلة المواد الأولية وبروتوكول جديد لاستصدار شهادات التعقيم
دمشق – ميس خليل
لا يخفى على أحد تدهور الغطاء النباتي الناتج عن القطع الجائر للأشجار، خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في الغوطتين الشرقية والغربية خلال فترة الأزمة، حيث فُقد غطاء نباتي كان بمثابة متنفس طبيعي للعاصمة دمشق، ما أدى إلى شبه تصحر لتلك المناطق بالعموم، لتوجّه وزارة الزراعة إلى كافة المديريات الزراعية بفتح باب البيع للغراس المثمرة في عدة منافذ بيع لكافة المواطنين الراغبين بزراعة الأشجار المثمرة المنتجة ضمن التصنيف للأنواع المتعدّدة ضمن مشاتل الوزارة وبأسعار مناسبة جداً.
رئيسُ لجنة المشاتل في غرفة زراعة دمشق وريفها حسان حليوا تحدث لـ “البعث” عن الأهمية الاقتصادية الكبيرة للمشاتل، كونها ترفد المساحات بين الأبنية والمسطحات الحدائقية بتنوع نباتي ثري، مؤكداً أن هناك توجهاً من الوزارة وبشكل خاص نحو دعم وإعادة زراعة الغوطة الشرقية بأشجار المشمش لإعادة رونق الغوطة والإنتاجية، وإعادة الغطاء النباتي والصناعات الغذائية التي تشتهر بها تلك المناطق إلى سابق عهدها، مشيراً إلى أن عدد المشاتل في دمشق وريفها نحو ١١٠ مشاتل.
وذكر حليوا أن هناك عدة صعوبات تواجه أصحاب المشاتل في دمشق وريفها حالياً، فأغلب المشاتل غير مستوفية لشروط استصدار التراخيص ما يعيق هذه المشاتل من حيازة ترخيص مشتل، وخاصة في المناطق الملاصقة لمدينة دمشق، أي أطراف العاصمة، وعدم وجود أوراق ملكيات أو إمكانية وجود عقود إيجار لأسباب متنوعة، بالإضافة إلى مناطق خاضعة للاستملاك ومناطق داخلة في تنظيم مدينة دمشق، وبالنسبة لريف دمشق تكمن المشكلة بالأراضي ذات المساحات الواسعة والتي أغلبها بالشيوع دون تخصّص.
ومن الصعوبات قلة المواد الأولية من البيتموس والتورب الزراعي، وعند وجودها تكون تكلفتها عالية للإنتاج في ظل الحصار المفروض حالياً، كما أن العبوات الزراعية البلاستيكية المخصّصة للزراعة تشهد ارتفاعاً عالياً في الأسعار مقارنة بأسعار النباتات المزروعة بها، وتعود المشكلة لقلة المواد الأولية البلاستيكية وارتفاع أسعارها مع ازدياد تكاليف الإنتاج، وفي حال البديل (البلاستيك المستعمل) المعاد تصنيعه نعاني من مشكلة رداءة المنتج وعدم تحمّله للظروف المناخية.
وتطرق حليوا إلى ضعف القوة الشرائية لدى أغلب المواطنين حالياً، وهو ما يؤثر سلباً على المردود المادي لأصحاب المشاتل، وخاصة على الإنتاج للزهور والشجيرات التزيينية والنباتات الداخلية المنزلية كونها مصنّفه لديهم من الكماليات حسب الأولويات، أما بالنسبة للمشاتل المنتجة للغراس المثمرة فإن ظروف التغيّر المناخي وضعف هطول الأمطار حتى تاريخه أدت إلى ضعف الطلب والزراعة من أصحاب الأراضي الزراعية المراد تشجيرها بأصناف الأشجار المثمرة.
وذكر حليوا أنه حرصاً على سمعة المنتجات السورية بالأسواق الخارجية فإن وزارة الزراعة قامت هذا العام بالنسبة لتصدير الغراس والنباتات بإصدار بروتوكول جديد لاستصدار شهادات التعقيم، حيث يقوم المنتج بإجراء فحص من خلال تعقيم التربة وأخذ عينات تحليل في مديريات الوقاية بمديرية الزراعة، ومن ثم في كل شحنة يتمّ تصديرها تخضع لتعقيم بإشراف مديريات الوقاية بوزارة الزراعة، ومن ثم يتمّ أخذ شهادة صحية بأنواع المبيدات المرشوشة على النباتات، ونحن بدورنا وجّهنا لكل المنتجين الراغبين بالتصدير للغراس والنباتات بآلية العمل بالتعقيم عن طريق مديرية الوقاية بوزارة الزراعة.