وفد سورية يلتقي وفود الأمم المتحدة وروسيا وإيران ضمن أعمال اجتماع أستانا
أستانا – سانا
التقى وفد الجمهورية العربية السورية إلى الاجتماع الدولي الـ 21 حول سورية بموجب صيغة أستانا برئاسة نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ وفد الأمم المتحدة، برئاسة نائبة المبعوث الخاص للأمين العام إلى سورية نجاة رشدي.
وكان الوفد السوري قد التقى في وقت سابق اليوم في اجتماعين منفصلين بالوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، والوفد الإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، وتم بحث الأعمال المدرجة على جدول الاجتماع الدولي.
إلى ذلك، أكد لافرنتييف أن روسيا ترفض بشكل قاطع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى توسع الصراع في الشرق الأوسط. وقال لافرنتييف في تصريح للصحفيين في أستانا: “نحن لا نقبل بشكل قاطع هذه الاعتداءات لأنها لا تؤدي إلا إلى تصعيد العنف، وسنبذل ما في وسعنا لمنع محاولات جر سورية إلى صراع إقليمي”.
وأضاف لافرنتييف: إن روسيا لا ترى حتى الآن نية لدى الولايات المتحدة بسحب قواتها العسكرية من سورية، والوضع أصبح أكثر تعقيداً؛ فالأمريكيون يتكبدون خسائر كبيرة للغاية، لكنهم يواصلون البقاء هناك في عدد من قواعدهم في شمال شرق سورية وفي منطقة التنف في الجنوب.
وأشار إلى أن أهمية صيغة أستانا لحل الوضع في سورية تتزايد الآن في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط الذي هو الآن على شفا مواجهة مسلحة واسعة النطاق، مضيفاً: أعتقد أنه يتعين على المجتمع الدولي بذل كل ما في وسعه لمنع مثل هذا التطور السلبي للوضع، كما لفت إلى أن الدول الثلاث الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) ستحتاج إلى تنسيق مواقفها في التفاعل مع جميع الأطراف المشاركة في مفاوضات أستانا، وفي المقام الأول بطبيعة الحال مع الأطراف السورية.
وشدّد لافرنتييف على ضرورة مواصلة محاربة التنظيمات الإرهابية، مثل “هيئة تحرير الشام” وغيرها، والسعي لتحسين الوضع الاقتصادي في سورية، ولتكريس إعادة الإعمار.
وكانت انطلقت في العاصمة الكازاخستانية صباح اليوم أعمال الاجتماع الدولي الـ 21 حول سورية، ويشارك في الاجتماع وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ، ووفود البلدان الضامنة لعملية أستانا (روسيا وإيران وتركيا)، حيث يترأس الوفد الروسي المبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، والوفد الإيراني كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، بالإضافة إلى وفد عن الأمم المتحدة يترأسه نائبة المبعوث الخاص للأمين العام إلى سورية نجاة رشدي.
وتستمر أعمال الاجتماع يومين ويشارك فيه بالإضافة إلى وفود البلدان الضامنة ممثلون عن البلدان المجاورة لبنان والعراق والأردن بصفة مراقبين، ويحضره ممثلون عن الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأفادت وزارة الخارجية الكازاخية في وقت سابق بأن جدول أعمال الاجتماع سيبحث القضايا المتعلقة بتطور الوضع الإقليمي المحيط بسورية وجهود تسوية الأزمة، والوضع الإنساني في البلاد وتعبئة جهود المجتمع الدولي للإسهام في إعادة الإعمار.
وأشار محللون سياسيون روس إلى أن الاجتماع الدولي سيشهد هذه المرة مناقشات حول مستجدات الأوضاع في المنطقة على ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية واللبنانية، وكذلك استمرار الاحتلال الأمريكي لأجزاء من الأراضي السورية ونهب ثروات الشعب السوري وموارده الطبيعية.
ويشهد اليوم الأول من الاجتماع الدولي لقاءات ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة، فيما يتم في اليوم الثاني عقد الجلسة العامة التي يتلى فيها البيان الختامي للاجتماع، وعقد مؤتمرات صحفية لرؤساء بعض الوفود المشاركة.
وكان الاجتماع العشرون بموجب صيغة أستانا انعقد في العاصمة الكازاخية يومي 20 و21 حزيران عام 2023، وتضمن بيانه الختامي في بنده الأول التأكيد على احترام سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها.