منتخبنا في ميزان كأس آسيا بعيداً عن المقارنات والمبالغة في المديح
دمشق- سامر الخيّر
وضعت بطولة كأس آسيا لكرة القدم أثقالها، بتتويج صاحب الأرض والضيافة المنتخب القطري للمرة الثانية توالياً على حساب نظيره الأردني، وهي نتيجة منطقية وشبه متوقعة بعد الأداء القوي للقطريين والأداء الرجولي للاعبي الأردن الذين يستحقون الإشادة بعد مشوارهم المتميز خلال البطولة ككل.
وربما لو لم يتزامن إقصاء الأردنيين للمنتخب الكوري الجنوبي في الدور ما قبل النهائي مع عودة منتخبنا، لظفر المنتخب وكادره بما يحلم به الكثيرون، لكن الخجل من المقارنة حال دون ذلك، فالأردن تأهلت لأول مرة للنهائيات الآسيوية عام 2004، ومن المشاركة الأولى استطاعت التأهل كوصيف لمجموعتها، وللمصادفة لعب الأردنيون وقتها مع المنتخب الكوري أيضاً واستطاعوا التعادل معه بنقطة ثمينة كانت فيما بعد سبب التأهل للدور الثاني، بينما تأهل منتخبنا للمرة الأولى إلى الكأس الآسيوية عام 1980، وشارك بعدها ست مرات بما فيها مشاركته الأخيرة حتى استطاع التأهل إلى دور الـ16، وبعد هذا نتغنى بالإنجاز!.
هذا ونحن لم نتطرّق إلى أن ما سُمّي بالإنجاز التاريخي الأهم وحجر الأساس لأمل التأهل المونديالي، قد جاء بعد جلب الأقصى والداني واستجداء لاعبين فجأة عرفنا أنهم سوريو الأصل، ليس هذا فحسب، فقد امتلأت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بأخبارهم وأخبار انتقالاتهم إلى أندية متواضعة، وفي دوريات مغمورة، ربما باستثناء وحيد.
بالتأكيد نحن لا نقلّل مما قام به المدير الفني لمنتخبنا الأرجنتيني هيكتور كوبر، لكن ما رافق “الإنجاز” هو ما يدعو إلى القلق بأن “عقلية” اتحاد اللعبة ما زالت تسير باتجاه خاطئ، وحتى نوضح ذلك أكثر، نستشهد بتجديد عقد مدرّبنا حتى نهاية التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، فلو كان لدينا عقلية المنتصر وإرادة الواثق بما قام به هذا العجوز المحنك لامتدّ العقد لأكثر من ذلك، حتى لو لم يصل إلى مسامعنا عن محاولات إقناعه على الأقل، لكن للأسف سيغادرنا من حُمل على الأكتاف بعد أشهر قليلة في حال فشل في مهمته، ليُنسى ما قام به في الأمس القريب!!.