مفاجئاً بالانخفاض كما الارتفاع.. “الثوم” من 100 ألف لـ 10 آلاف ليرة بأقل من 15 يوماً!
دمشق – ريم ربيع
ليس غريباً أن تنخفض أسعار الخضار والفواكه تدريجياً خلال موسمها الفعلي، بعد أن تباع بالأسواق بأسعار تعد مرتفعة نسبياً مع بدايات الإنتاج، فدائماً ما تشهد الأيام الأولى من عرض أي منتج ارتفاعاً بالسعر يبدأ تدريجياً بالانخفاض يوماً بعد آخر، لتكون نسبة الانخفاض وسطياً 30 – 40%، ويستقر السعر عندها، لكن ما سجلته أسعار الثوم مع بداية الموسم الحالي شكل سابقة غير معهودة، إذ عرض بسعر 100 ألف ليرة، لينخفض بعد أقل من 10 – 15 يوم إلى 5 – 10 آلاف ليرة في أسواق الهال، وحوالي 15 ألف ليرة عند باعة المفرق في مختلف المناطق.
تجار في سوق الهال بدمشق أوضحوا أن السبب هو بداية الموسم وزيادة الكميات الواردة للسوق بنسبة تفوق 60%، ما كسر الأسعار الأولى، فيما رأى أحد التجار أن السعر الجديد “وهمي”، وهو مجرد رقم لأن ما يصل للسوق حالياً ثوم أخضر وجديد، فالكمية الفعلية المعادلة للكيلو غرام اليابس ستعادل 70 – 80 ألف ليرة تقريباً، أي أن شيئاً لم يتغير! وأكد التجار أن انخفاض السعر ترافق مع طلب جيد وتصريف لكامل الكميات الواردة، فيما بيّن عضو لجنة تجار ومصدري سوق الهال محمد العقاد أن السعر بالسوق 7 – 8 آلاف ليرة، ويصل النوع الجيد لـ 10 آلاف، راداً انخفاض السعر لزيادة الكميات الواردة للسوق، فحسب تعبيره “في توم خير الله”!
الخبير التنموي أكرم عفيف أشار إلى أن الفلاح يبيع الثوم “من أرضه” حالياً بـ 5000 ليرة، وسيكون السعر مرشحاً للانخفاض أكثر مع استمرار الضخ للأسواق، إلا أن هذا الانخفاض لن يكون لمدة طويلة، لأن إنتاج هذا العام أقل من العام الماضي بكثير، نتيجة انكفاء الفلاحين عن زراعة الثوم بعد خسائرهم العام الماضي، حين بيع الكيلوغرام من أرضه بـ 200 ليرة، فضلاً عن ارتفاع التكاليف بشكل كبير، حيث سجلت تكلفة زراعة الدونم الواحد هذا العام أكثر من 10 مليون ليرة.
ورأى عفيف أنه لو اشترت السورية للتجارة الإنتاج بالموسم الماضي بسعر مناسب للفلاح، وخزنته كما يجب، لحافظت على السعر حتى هذا الموسم، وشجعت الفلاحين على الاستمرار بزراعاتهم، فما سجل من أسعار بداية الموسم الحالي وصلت لـ 80 و100 ألف ليرة، لم تكن لفائدة الفلاح بل التجار، معتبراً أن هذا النهج المعتمد منذ سنوات مستمر بالتضييق على الفلاحين، واضطرارهم لتغيير الأصناف التي يزرعونها.