سورية: عرقلة الغرب إقامة الدولة الفلسطينية تطيل عدم الاستقرار الناجم عن الاحتلال الإسرائيلي لأراض عربية
نيويورك-سانا
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك أن منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يمثل تكريساً لمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، واعترافاً بحق شرعي راسخ وغير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن عرقلة الولايات المتحدة وعدد من حلفائها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة تطيل حالة عدم الاستقرار التي أوجدها الاحتلال الإسرائيلي لأراضي عدد من الدول العربية في فلسطين وسورية ولبنان.
وقال الضحاك في بيان اليوم خلال الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة: تأتي هذه الدورة في ظل استمرار المأساة الإنسانية في قطاع غزة جراء الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والتي أدت إلى استشهاد 35 ألفاً أغلبيتهم من النساء والأطفال، موضحاً أن مناشدات الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال لقيت تضامناً دولياً واسعاً وترافقت بمطالبات قوية بوقف الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل”، ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة التي أكدت عليها مبادئ الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.
وبين الضحاك أن سورية صوتت مع 142 دولة لصالح القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة لمطالبة مجلس الأمن بإعادة النظر في طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، واعتماد توصية تدعم ذلك بما ينصف الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، لافتاً إلى أن تصويت أغلبية الدول الأعضاء لصالح القرار يبرز بوضوح دعوتها لرفع الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني على مدى نحو ثمانية عقود، وأن منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يمثل تكريساً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وإحقاقاً للحقوق، واعترافاً بحق شرعي راسخ وغير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن عرقلة الولايات المتحدة وعدد من حلفائها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الفلسطيني لن يسهم إلا في إطالة أمد حالة عدم الأمن والاستقرار التي أوجدها الاحتلال الإسرائيلي لأراضي عدد من الدول العربية في فلسطين وسورية ولبنان، مشيراً إلى أن تصويت سورية لصالح القرار يأتي تعبيراً عن موقفها الثابت والداعم بقوة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ولا يعني هذا التصويت بأي حال من الأحوال الاعتراف بـ ”إسرائيل”، أو نفي صفة الاحتلال عنها.
وجدد الضحاك إدانة سورية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل على الشعب الفلسطيني الشقيق، وما يرافقه من اعتداءات متكررة على الأراضي السورية، وعلى أهلنا في الجولان السوري المحتل، ومطالبتها بوضع حد لتلك الاعتداءات، معرباً عن إدانة سورية أيضاً الدعم غير المحدود الذي توفره بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة لما ترتكبه “إسرائيل” من انتهاكات في فلسطين ولبنان وسورية، ومنعها مجلس الأمن من النهوض بمسؤولياته لحفظ السلم والأمن الدوليين.
وشدد الضحاك على وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لتحرير أرضه المحتلة، وضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، وتقديم الدعم الإنساني العاجل للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومنع التهجير القسري، وتحذيرها من مخاطر اجتياح رفح التي تمثل الملاذ الأخير لأهالي قطاع غزة، مؤكداً ضرورة مساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين عن جرائمهم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، ووجوب وضع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة موضع التنفيذ لإنهاء الاحتلال وضمان انسحاب “إسرائيل” الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967.