ثقافة

نصف الحقيقة

العلم لا يتوقف عن البحث والطريف أنه – وحتى الآن على الأقل- كلما ازدادت اكتشافاته كلما ازدادت معرفته بمقدار ما يجهل.
كان اينشتاين من الذين يعتقدون بنظرية الحقل الموحد (أصل الكون مصدر وحيد للطاقة وللمادة وللوعي) والتي تعزو حتى قوة الجاذبية لتناغم الطاقات في الكون والمختصرة بالطاقة الكهرومغناطيسية (تحول أشكال الطاقة).
تدعي نظرية الحقل الموحد إذا ثبتت صحتها أنها تستطيع إخفاء الكتل والأجسام عن الرؤيا متى تم وضع هذه الأجسام والكتل المادية تحت تأثير القوة الكهرومغنطيسية، ويقال بأن الجيش الأمريكي قد قام وبإشراف علماء الفيزياء بتجربة هذه النظرية وبشكل سري على سفينة حربية أميركية وكانت النتيجة مذهلة، إذ كانت أكبر التوقعات أن تفشل الرادارات عن كشف مكان السفينة ولكن ما حصل هو أن السفينة اختفت تماما عن مكان رسوها في الميناء البحري وذلك لبضعة ثوان، ويقال بأن الذين كانوا على متن السفينة أصيبوا بهلع شديد وبشعور غريب، إذ تراءت لهم مشاهد ضبابية غريبة وأصيبوا بهلوسات سمعية وبصرية، ويقال بأن بعضهم قد مات وبعضهم أصابه الجنون وقلة نجت. ويقال بأن بعض الذين حاولوا إفشاء سر هذه التجربة قد تم التخلص منهم ووجدوا مقتولين لاحقا.
يذكر أن علماء الفيزياء يفسرون ظاهرة مثلث برمودا واختفاء الطائرات حين مرورها هناك بوجود قوة كهرومغنطيسية في قعر المحيط، ويقول البعض بأن تلك القوة وجدت هناك بسبب سقوط جسم فضائي واستقراره في تلك البقعة الجغرافية من المحيط .
إن التنويم المغناطيسي وهو حقيقة علمية مجربة يستطيع أن يجعل من الأشخاص أن يقوموا بأعمال تنفيذا لأوامر الشخص الذي يقوم بفعل المنوّم، وذلك عن طريق هذه القوة الكهرومغنطيسية على فرد أو أكثر.
إن ظهور الرؤى ليس حصرا على التجارب العلمية الفيزيائية بل إنها معروفة منذ زمن طويل ولتأثيرات كيميائية في دماغ الإنسان تترجم على شكل شحنات كهربائية تولد رؤية أشياء غريبة أو سماع أصوات داخلية غير مألوفة وهذا ما يحدث عند تعاطي بعض أنواع المخدرات أو نتيجة لأزمات وضغوطات نفسية كبيرة عند البعض (أمراض نفسية وسيكولوجية).
وبطريقة مشابهة يفسر البعض الأحلام أو الكوابيس عن طريق تحرير شحنات كيميائية أو كهربائية في الدماغ.
يقول العلماء أننا لا نرى الأشياء بل إننا نرى انعكاس الضوء عن الأشياء في عيوننا حيث يفسر الدماغ وعبر شحنات كهربائية وكيميائية الخيال الساقط في شبكية العين وبحسب العلماء فإن التلاعب بكمية ونوعية هذه الشحنات يستطيع أن يجعلنا نرى أشياء “لا نراها” أو نسمع أصواتاً “لا نسمعها” وهذا ما يحدث أيضا مع تأثير ذبذبات بعض أنواع الموسيقا مثل ما يسمى “بموسيقا الشيطان”.
وعلى مر الزمن تذكر الكتب قصصا عن كثيرين تراءت لهم أجساد بشر أو ملائكة وبعضهم يروي سماع رسائل وأصوات سواء خلال النوم أو في اليقظة وبعض هذه الرؤى والأصوات والحوادث مثبتة عن طريق تعدد مصادرها وتكرار حدوثها مع أكثر من شخص وبأوقات مختلفة وأزمنة متعددة وظروف مغايرة ويعتقد الكثيرون بعدم إمكانية دحضها علميا أو نفيها بشكل قاطع.
لقد أثبتت التجربة أن الإنسان يفقد شيئا ضئيلا من وزنه حال موته فهل يكون الفرق هو خسارة الطاقة الكهرومغناطيسية (الروح)؟!
المدهش في هذا العالم أنه سر كبير يعجز أكبر العلماء عن تفسير أصغر أسراره فنراهم يفكرون ويجربون ويتعبون ولكن هذا العالم نفسه عند البسطاء ليس أكثر من كلمة واحدة هي الله.
إياد قحوش