انطلاق المؤتمر العلمي الدولي الثالث..” التخطيط الإقليمي ضمن تطبيقات الذكاء الصنعي”
دمشق – حياة عيسى
ركز المؤتمر العلمي الدولي الثالث الذي يقيمه المعهد العالي للتخطيط الإقليمي برعاية جامعة دمشق وبالتشاركية مع وزارة التعليم العالي، والذي انطلقت فعالياته اليوم على دور التخطيط الإقليمي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن تطبيقات الذكاء الصنعي.
يكتسب المؤتمر أهميته من المحاور التي يتطرق لها بعمق وشمولية، ومن خلال الأوراق البحثية الهامة اليت طرحت في المؤتمر، إضافةً إلى الورشات العلمية التفاعلية التي ستشارك بها الفرق الشبابية بهدف تسليط الضوء على دور الشباب السوري في التخطيط الإقليمي، بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية، حيث يعد المؤتمر فرصة هامة لتبادل الخبرات والمعارف، والاطلاع على أهم التجارب العالمية في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التخطيط الإقليمي لتحقيق التنمية المستدامة، وخاصةً في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم.
عميد المعهد العالي للتخطيط الإقليمي، الدكتورة غادة بلال، بيّنت خلال مداخلتها أن المؤتمر الدولي الثالث آثر على الجمع بين قطبين أحدهما التنمية المستدامة، والأخر الذكاء الاصطناعي لخدمة عملية إعادة الإعمار في سورية. وأكدت أن التنمية المستدامة هي أهم القوى الناعمة التي تستعين بها الدول لتعزز مكانتها، فإنه يتم التركيز على رسم إستراتيجية للتنمية المستدامة، مؤكدةً على أهمية دور الشباب وضرورة تمكينهم وتسليحهم بالفكر والتجربة، دون أن تغفل أن المؤتمر قدم الجديد باعتماده على عدد كبير من المحاور البحثية التي استقطبت أعداداً كبيرة من أبحاث باختصاصات مختلفة ومتنوعة، وقد تم اعتماد لجنة علمية محكمة لتلك الأبحاث مؤلفة من 37 خبيراً منهم محلين ومنهم دوليين، حيث قبل للعرض في المؤتمر 86 بحثاً شارك فيه باحثون من دول عربية وأجنبية، وتم قبول 32 بحثاً للنشر في مجلة جامعة دمشق حتى يومنا هذا، من ضمنها أبحاث من جامعات دولية ما من شأنه المساهمة في رفع تصنيف جامعة دمشق عالمياً.
كما تطرقت الدكتورة بلال إلى “مشروع” الدليل الوطني لمؤشرات التنمية المكانية للتخطيط الإقليمي في سورية بهدف دعمه من قبل الجهات الحكومية المعنية، كون الاهتمام بالتخطيط المكاني أساس لتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة بين الأقاليم، خاصةً أن المرحلة الحالية تتطلب الأخذ بمفهوم التخطيط الإقليمي لضبط المسارات التنموية من خلال دراسة وتحليل المؤشرات المناسبة، كون تحديد المؤشرات وتقييمها يساعد في وضع توجهات الخطط التنموية المكانية، مع تأكيدها على ضرورة أن يعتمد العمل في الدليل أنف الذكر على توطين مؤشرات التنمية المكانية على المستوى الوطني والإقليمي، وذلك بالاعتماد على المؤشرات العالمية ذات الصلة بالتنمية المستدامة بشكل خاص.
من جهته رئيس جامعة دمشق، الدكتور أسامة الجبان، بيّن في حديث لـ” البعث” إن جامعة دمشق لم تكن أبداً بعيدة عن مجال الأبحاث العلمية والذكاء الاصطناعي، لاسيما وأنها تحضر الآن للمؤتمر العلمي الأول في الذكاء الصنعي في التعليم العالي، والخدمة المجتمعية، بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية، والذي سيكون في النصف الثاني من شهر أب القادم، علماً أن جامعة دمشق خلال السنوات الماضية سعت لتطوير البحث العلمي، والارتقاء بمخرجاته، وذلك إدراكاً منها بأهمية هذا الأمر حيث خصصت جزءاً من إمكانياتها لدعم الباحثين، وتحفيزهم على النشر الدولي، وذلك نظراً لأهمية تلك النشاطات وإتاحة الفرصة للباحثين والمختصين لتوليد الأفكار والاطلاع على المستجدات العلمية.
كما أشار وزير التعليم العالي، بسام إبراهيم، إلى أن المؤتمر العلمي الثالث (دور التخطيط الإقليمي في أهداف التنمية المستدامة وضمن تطبيقات الذكاء الصنعي) يهدف إلى تعميق البحث العلمي في مجال متابعة التنمية المستدامة للأنظمة الإقليمية، وتعزيز الوعي بأهمية التخطيط الإقليمي، والتطبيقات الذكية المرتبطة به، مع أهمية توطين تلك التقنيات، والتطبيقات بما يتوافق مع الخصوصية والبيئة المحلية للبلد، كما يعتبر هذا المؤتمر من أهم النشاطات العلمية البحثية التي تهدف إلى توفير منصة متعددة الاختصاصات للباحثين والخبراء والأكاديميين لتقديم أحدث الابتكارات، والإطلاع على أهم المشاريع العالمية في مجال التطبيق المستدام.