ثقافة

أدب نصيحة الكاتب.. وهذا الطريق إلى الإنسانية

أكرم شريم

هذه الكتابات التي تملأ العالم، والمنتشرة في كل مكان من هذا العالم، وحتى في آخر وأبعد قرية من هذا العالم، بعد كل العواصم والمدن والقرى المنتشرة فيه. هذا إذا جاز لنا أن نقول  إن هناك قرية هي الأبعد في هذا العالم؛ إذن.. فإن كل هذه الكتابات الصحفية وفي كل الصحف والمجلات على وجه الأرض، والإذاعية وما أكثرها، وقد صارت تعد بعشرات الآلاف، إذا لم نقل بمئات الآلاف من الإذاعات، وبكل لغات العالم، وكذلك التلفزيونية والشاشات الصغيرة أيضاً صارت تعد بعشرات الآلاف إن لم نقل بمئات الآلاف، وكلها تبث الأفكار والآراء والقرارات والأحداث، فما بالك بالكتب أيضاً، وبكل لغات العالم وما أكثرها، فنحن نظن أن لكل دولة لغة واحدة ولكن الحقيقة أنه قد توجد عدة أو عديد من الدول بلغة واحدة وقد توجد دولة فيها عديد من اللغات واسمحوا لي هنا ألا أذكر أسماء دول لأن ذلك قد يعتبر غير مسؤول، أو تشهيراً، ويسبب لجريدتنا الغراء تحمل المسؤولية والدخول في محاكم محلية وإقليمية ودولية، وذلك لأن المسؤول عن النشر في كل القوانين المحلية والإقليمية والعالمية، إنما هو الناشر، وليس الكاتب وذلك لأن الناشر هو الذي وافق، وهو المسؤول عن النشر والإصدار، وهذا طبعاً ما يطمئن الكتاب والصحفيين والإذاعيين والتلفزيونيين، وحتى كتاب ومتصفحي الأجهزة الرقمية وبأنواعها!.
إذن فالسؤال الكبير الذي نطلقه هنا، ما هو هدف كل هذه الكتابات وفي كل أنحاء العالم؟!. وإذا درسنا الموضوع، وبالهدوء الموضوعي والمحايد، فسنجد أنها كلها، أو النسبة العظمى منها، هامة وضرورية، وتعبر عن شعوبها، وتدعم مفهوم (السلم الإعلامي) الذي هو حرية التعبير!. ولكن أين الإنسان؟!. أين الإنسان من كل ذلك؟!. هل هو فقط هذا الذي في هذا الشعب أو هذه الفئة، أو جماعة هذه السياسة، أو هذا العرق أو الطائفة، أو الإقليم، أو أي انتماء أو تبعية أخرى، أم أنه هذا الإنسان في كل مكان من هذا العالم، والذي يشكل مع بقية أفراد شعبه، وأفراد الشعوب الأخرى في هذا العالم، كل شعوب العالم، والإنسانية جمعاء؟!.
من المؤكد إذن أن هذا الإنسان، ومن لفظنا لهذه الكلمة أصلاً، فإننا إنما نقصد كل إنسان من هذا الشعب وبالتالي كل شعوب العالم، وبالتالي فإن الكاتب عمله إنساني بالدرجة الأولى، بل هو عمل إنساني وللإنسانية جمعاء، وإلا فإنه يتحدث بلغة غير إنسانية، هذا مع العلم ومع التأكيد أيضاً، بأن الكتابة عن أية مشكلة إنسانية في أي مكان في هذا العالم، أو أية معاناة إنسانية إنما هو عمل إنساني، وهكذا تكون النصيحة اليوم بأن كل الكتابات الأدبية والفكرية والسياسية والصحفية والتعليمية والعاطفية حول الحب وللأطفال أيضاً يجب أن تكون إنسانية وليس فئوية تماماً كما هو مطلوب في الحب والمحبة، والرحمة والسلام لكل سكان البشرية، وكل كاتب يخرج عن ذلك فهو غير إنساني وبالتالي فهو غير كاتب، وعلى عكس ما يخطط ويريد أعداؤنا وأعداء الشعوب!.