المنتدى الثقافي يفرد “رسائل غامضة” للقاص علي الخليلي
حمص ـ عبد الحكيم مرزوق
استضاف المنتدى الثقافي الديمقراطي الفلسطيني، مساء أمس، أمسية بعنوان “قراءة في المجموعة القصصية “رسالة غامضة” للقاص علي الخليلي، شارك فيه كل من القاص والروائي عيسى إسماعيل، والقاص والشاعر كامل بشتاوي.
في البداية، أوضح القاص عيسى إسماعيل أن مجموعة “رسالة غامضة” تضم إثنتي عشرة قصة، تتفاوت في حجمها، فبعضها قصير وبعضها يندرج تحت مسمّى “القصة القصيرة الطويلة” التي تكاد أن تكون فصلاً في رواية مثل قصص “رسالة غامضة”، و”حيرة رشا”، و”حوار عصري جداً”، وصنف القصص في ثلاث مجموعات وهي القصص التي تتحدث عن حال الناس بسبب الحرب الكونية الإرهابية على سورية، وتضم ثلاث قصص هي “لقاء عاثر” و”حوار عصري جداً” و”هناك أم هنا”، بينما تطرح المجوعة الثانية موضوع الفقر والهجرة والأمور الاجتماعية وانهيار القيم والأخلاق مثل “طريق قصير” و”حيرة رشا” و”نصيحة بائع فول” و”فن الفتنة” و”مريم”، أما المجموعة الثالثة ففيها قصتان من قصص الخيال العلمي هما “حدث لاحقاً” و”أقدار”، وتبقى قصة واحدة “برتقال يافاوي” عن فلسطين.
وتحدث إسماعيل عن بعض قصص المجموعة، ففي “لقاء عاثر” يسأل “نزار” صديقته “وفاء” ـ بعد فراق دام عقوداً ـ عما جرى لها بعدما فشلا في الارتباط فتجيب بأنها كانت تتمنى لو تنجب إثني عشر ولداً، ست بنات وستة صبيان، لكنها أنجبت أربعة صبيان وابنتين، أحد أبنائها استشهد على يد الإرهابيين، والثلاثة هاجروا، وابنتها تزوجت وهاجرت مع زوجها وهي تقيم مع ابنتها الأخرى وزوجها الذي لم يحتمل أصيب بجلطة جعلته مشلولاً طريح الفراش.
وختم حديثه بالقول: “ثمة ملاحظات لابد منها، وهي أن القاص الخليلي يكثر أحياناً من الجمل التقريرية في بعض قصصه، وهذا يثقل السرد ويضعف جماليته، كما أن التفاصيل الصغيرة لا ضرورة لها، لأنها تشكل عبئاً على السرد وتشتت تركيز القارئ.
بدور، قال كامل بشتاوي: “كلّ قصة في هذه المجموعة تحمل رسالة ما، فقصة “طريق قصير” تتحدث عن انهيار الأخلاق والسقوط في مستنقع اللامبالاة والاستهتار بالقيم التي تربينا عليها، فأصبح هذا الجيل لا يحترم الكبير ولا يأبه للمجتمع، ويتناول المؤلف موقف السائق الذي أجهش بالبكاء عندما انتبه لموت أستاذه ليؤكد أنه وعلى الرغم من انهيار الأخلاق لا يزال هناك أوفياء يتمتعون بأخلاق عالية، و”قصة الفتنة” تشير لعدم التسرع في اتخاذ القرارات وعدم الاستماع لما يقال لنا والتريث لاستجلاء الأمر والوصول للحقيقة والتأمل والتفكير بأي معلومة تصلنا قد تؤدي لموقف أو فعل نندم عليه في وقت لا ينفع فيه الندم والتحريض واستثارة الغضب مصيدة قد تؤدي بنا إلى الهلاك، وفي قصة “برتقال يافاوي” يحاول الكاتب وصف لنا فرحته بزيارة بيارات البرتقال المنتشرة في السهول الممتدة باتجاه اللد والرملة وغزة وطول كرم وجدّه كان يقول إنها موجودة من أيام جدّه وجدّ جدّه، وأنها توسعت وتم بناء “الثكنات” التي تعدّ قرى صغيرة أو مزارع وعدد العم أبو صبحي أسماء هذه الثكنات والمزارع وأن هذه الأرض أنعم الله عليها بالمياه الجوفية الغزيرة، وقصة “حدث لاحقاً” قصة خيالية أراد الكاتب من خلالها مقارنة حياة الحيوانات المفترسة والحيوانات الأليفة وكيف أن الحيوانات المفترسة لا تقترب من الحيوانات الأليفة إلا عندما تجوع, أما في عالم البشر فالوضع مختلف تماماً، وأثناء نظره إلى القسم الذي يعيش فيه البشر أصيب بصدمة كبيرة عندما شاهد كثرة الحروب والغزوات لبعضهم، وكيف أن القوي يأكل الضعيف حتى وإن لم يكن جائعاً الطمع بسبب عدم القناعة عند البشر والقناعة.
ويتابع بشتاوي: “في “أقدار” يسلط الكاتب الضوء على الحالة المعيشية التي وصلت إليها البلد بسبب ما تعرضت له من حرب مزقتها وما يثلج القلب أنه ما يزال هناك من يحاول المساعدة ولو بالقليل، ولا ننسى أن الذين يعانون الفاقة ما يزالون متمسكين بكرامتهم ولم يتنازلون عنها على الرغم من صعوبة الحياة”.