بداية باهتة ومتعثرة للدوري الكروي الممتاز في موسمه الجديد!
ناصر النجار
لم يكن أشدّ المتشائمين ليتوقع أن تكون انطلاقة الدوري الممتاز الجديد في نسخته الجديدة الـ 54 على هذه الصورة الباهتة والبداية المتعثرة، فتأجيل نصف مباريات الدوري لأسباب غير مبرّرة لم يكن ليصبّ بمصلحة الدوري الكروي الممتاز، مع اعتبار أن تأجيل المباراة الرابعة كان مبرّراً لمشاركة فريق الفتوة في بطولة التحدي الآسيوية، فمن غير المنطق والمعقول أن ينطلق الدوري بمباراتين، وأن تدخل ربع الفرق الدوري، في حين تنتظر بقية الفرق الظروف لتباشر الدوري، والتأجيل كان سببه ثلاثة فرق، لذلك تستهجن بقية الفرق التي استعدت لمباريات هذا الأسبوع تأجيل مبارياتها، وقد تعرّضت للظلم لأنها لم تكن متسبّبة في التأجيل وستدفع لاحقاً ضريبة ذلك من خلال ضغط المباريات.
وكان المفترض باتحاد الكرة أن يبدأ الدوري مهما كانت ظروف الأندية، فالاتحاد أبلغ الأندية بضرورة إيفاء التزاماتها المالية قبل ثلاثة أشهر، ثم منحها فرصة أسبوع لتسوي أوضاعها، ولكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث!.
ومن جهة اتحاد كرة القدم فإنه يرى منح الأندية المتخلفة عن الدفع (جبلة والطليعة والوحدة) فرصة أخيرة حتى لا تتعثر بمبارياتها الأولى، وتضع اللوم على اتحاد كرة القدم بخوض الدوري باللاعبين المسجلين على كشوف الموسم الماضي فقط، لأن اللاعبين الجدد أو غير المسجلين على قوائم النادي في الموسم الماضي لا يمكن إدراج أسمائهم في قوائم الفريق.
أمور كثيرة تحدثنا عنها مسبقاً وتتعلّق بتقنية “الفار” الذي صار من المواعيد المؤجلة رغم كلّ الاستعداد لاستقباله، وكذلك الملاعب التي دخلت في الصيانة الرمزية قبل انطلاق الدوري، والحكم على فاعلية هذه الملاعب لن يصحّ قبل مرور مباراتين أو ثلاث وتساقط المطر، والمؤكد حتى الآن غياب النقل التلفزيوني عن الملاعب لفشل التعاقد مع أي شركة، وشاهدنا كيف عانى الجمهور بعدم نقل مباراة الجيش والشرطة، بينما نقلت إدارة نادي أهلي حلب مباراتها مع الوثبة على مسؤوليتها الخاصة!.
في المباراتين اللتين أقيمتا من هذا الأسبوع شاهدنا عكاً كروياً من فريقي الوثبة وأهلي حلب في مباراة الجمعة، والخسارة التي تعرّض لها أهلي حلب في وقت متأخر كان لها الأثر المؤلم على جمهور الفريق، فلم تكن الخسارة هي الألم الوحيد، بل إن الأداء المخيّب للفريق جعل الكثير من المحللين يرفع ألف إشارة استفهام حول قدرة الفريق على دخول خط المنافسة بمثل هكذا عرض، ومن الطبيعي أن يفرح الوثبة بأول انتصار له، لكن هذا الفوز يجب ألا يخفي العيوب الكثيرة التي ظهرت في المباراة.
أما مباراة الأمس فقد شهدت فوزاً صريحاً للجيش على الشرطة بهدفين نظيفين سجلا في الشوط الأول، النتيجة دلّت على تفوق الجيش على جاره، والنقاط التي نالها الجيش مكسب كبير للعودة إلى ساحة المنافسة، بينما خسارة الشرطة توحي بأنه أمام موسم سيكون صعباً عليه.