“الملك كرت” ونفحات من المسرح الكنعاني
طرطوس ـ محمد محمود
طريقة جديدة، وعرض مختلف للتراث الإنساني كان جمهور ثقافي طرطوس على موعد معها، اليوم، في المحاضرة التراثية التي روت “قصة الملك الأوغاريتي كرت” متضمنة نفحات موسيقيه من الأدب المسرحي الكنعاني قدمها الدكتور علي صقر أحمد الباحث في اللغات القديمة والآثار.
وتأتي المحاضرة في سياق نشاطات الجمعية العلمية التاريخية التي يقيمها فرع طرطوس بالتعاون مع المركز الثقافي، كما تكتسب خصوصية فكرية وتاريخية فريدة، إذ وُضع فيها للمرة الأولى الجمهور أمام النص الأصلي، ثم قراءته، ثم ترجمته إلى اللغة العربية.
وفي تصريح لـ”البعث”، بيّن الدكتور أحمد خصوصية ما كانت تشهده تلك الحضارات التي عاشت في أرضنا، وبدأت بأول أبجدية عرفها التاريخ فالنص مكتوب بالأبجدية المسمارية التي تقرأ من اليسار لليمين، وهي أول أبجدية في العالم، مؤكداً أن القصة حملت رمزية دينية وفلسفية وكتبت بالشعر المقفى، وما يبدو مفاجئاً للكثير من المثقفين أن القصيدة تحمل معاني البلاغة، على الرغم من كتابتها منذ الألف الثاني قبل الميلاد، ويمكن للمتلقي أن يتخيلها مع أحد المنشدين حين يصعد للمسرح و يغنيها، ويمكن اعتبار هذه القصائد أول نوتة موسيقية متطورة في العالم بما يشابه الأوركسترا العالمية.
وأوضح الباحث أنّ القصة تمثل ثنائيات معروفة كالحياة والموت والجفاف والخصب، مبيناً: “لو دخلنا في قلب ذلك الملك وحكايته لعثرنا على كثير من المعاني والعبر، فبعد أن عاد الملك من مكان ما، أخبره أحد التابعين بمقتل زوجاته وأولاده وفقدان ذريته، فأصيب بحزن شديد ونام بدموعه، وتراءى له الإله إيل أبو البشر والآلهة، فيقرر الإله مشاورة الرموز الدينية لإعادة الذرية للملك وإعادة مجده من جديد.