العوز يحرّك دماء “الموارد المائية” لوضع تشريع حازم وبصلاحيات أوسع للضابطة الحريدين مطمئناً: الوضع مستقرّ وخطط استراتيجية لتزويد المدينة وريفها باحتياجاتها في ظل الجفاف
أمام خطورة العوز المائي الذي تشهده البلاد هذا الموسم تعكف وزارة الموارد المائية على دراسة مشروع تعديل التشريع المائي الحالي ليكون أكثر حزماً مع مزيد من الصلاحيات للضابطة المائية لمنع العبث بالثروة المائية، وفي ظل التعويل على المصلحة العامة التي يحملها التشريع الجديد حيث يحافظ على الثروة المائية من الاعتداءات والسرقات والاستجرار غير المشروع ولاسيما أن التشريع الحالي يشجّع المواطن على عدم الاستجابة للضبوط المنظمة لكونه يعرف أن القضاء لا يبتّ فيها إلا بعد سنوات، وباعتراف رسمي يوجد منذ عام 2007 حتى اليوم أكثر من 70 ألف دعوى لم يبتَّ فيها من القضاء المختص.
وبمناسبة التحوّل القانوني الذي يتم الاشتغال عليه يحاول مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق وريفها المهندس حسام الحريدين الطمأنة بأن الوضع المائي مستقر وأن لدى المؤسسة خططاً استراتيجية حالية ومستقبلية لتزويد المدينة وريفها باحتياجاتها حتى في أشدّ السنين جفافاً، حيث يوجد هناك أحواض جديدة انتهت المؤسسة من دراستها وهي واعدة جداً وسيتم جرّها إلى المدينة عند استقرار الأوضاع فوراً، كما تم حفر آبار استراتيجية في ريف دمشق لتعويض النقص الحاصل ويتم العمل حالياً على تجهيزها ووضعها في العمل، مضيفاً في حديثه لـ”البعث”: إن المؤسسة ستقوم في الأيام القليلة القادمة بالمباشرة بمشروع توسيع الشبكات المائية في منطقة صحنايا، حيث تبلغ قيمة المشروع 80 مليون ليرة، علماً أن الشبكة لا تفي بالغرض لكونها مخصصة لتزويد 23 ألف نسمة، وحالياً هناك اكتظاظ سكاني كبير في المنطقة.
وأشار الحريدين إلى انخفاض كميات المياه الهاطلة على حوض نبع الفيجة إلى أقل من الحدّ الأدنى لوسطي المعدل العام السنوي، حيث بلغ واقع الهطل المطري والثلجي في الحوض بتاريخ 30/3/2014 / 217,68 مم وهو يقترب من معدل الهطل لموسم عام 1959 – 1960 البالغ 277 مم مقابل هطل يصل إلى 568,8 مم في العام الماضي، ما يشير إلى تعرّض الحوض الصباب لنبع الفيجة إلى حالة جفاف استثنائي، معتبراً أنه بسبب الأزمة الراهنة وصلت نسبة الهدر في مياه الشرب إلى 57% وقد تم هذا العام تخصيص اعتماد مالي لتنفيذ المشروعات الواردة في خطة عمل المؤسسة لمحافظتي دمشق وريف دمشق قيمته 2,850 مليار ليرة لحفر وتأهيل الآبار وتنفيذ خطوط جر المياه والخطوط الرئيسة وشبكات توزيع المياه وبناء الخزانات ومحطات تصفية مياه الشرب ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وتقوية وعزل وتأهيل المنشآت وحماية المصادر المائية والتجهيزات المخبرية وتأمين الآليات والمعدات، في حين أنفقت المؤسسة خلال العام الماضي حوالي 1,233 مليار ليرة من أصل الاعتماد المخصص الذي تصل قيمته إلى 2,510 مليار ليرة بنسبة إنفاق تصل إلى 50% على المشاريع الاستثمارية الواردة في خطة العام الماضي.
وبيّن الحريدين أن عدد المشتركين بمياه الشرب في محافظتي دمشق وريف دمشق يبلغ 1004386 مشتركاً يتم تزويدهم بكمية من مياه الشرب تصل في العام إلى 320 مليون متر مكعب من المياه النقية، حيث تتغذى محافظة مدينة دمشق بمياه الشرب من مصدرين رئيسيين هما مياه نبع الفيجة وآبار مياه الشرب المستثمرة البالغ عددها 350 بئراً، كما تتغذى محافظة ريف دمشق من 1200 بئر مستثمرة، لافتاً إلى أن الاعتداءات الأخيرة على بعض الخطوط الرئيسية المغذية للخزانات من المجموعات الإرهابية أدّت إلى نقص ما لمدة أيام، لكن المؤسسة تجاوزت هذه المرحلة وحالياً يتم التحسّن تدريجياً.
دمشق – علي حسون