أهمية الكتاب في هذا العالم!
بقلم: أكرم شريم
هذا الفرح الذي يتدفق فينا، والماثل حولنا، وفي كل بلادنا، وكل بلاد العالم، هذا الفرح الذي يختلف عن كل فرح في حياتنا، لأنه ممزوج بالاحترام والتقدير، الاحترام الذي لا حدود له لأنه منتشر أيضاً في كل بلاد العالم، وهذا التقدير الكبير بل والأكبر والمنتشر أيضاً في كل بلاد العالم في الثالث والعشرين من نيسان الجاري، اليوم العالمي للكتاب، لأن الكتاب مصدر الوعي في كل حياتنا وناشره، بل مصدر العلم والتعليم والعلوم وناشرها، وفي كل مكان في هذا العالم!.. إنه البداية الأولى لكل معرفة ووعي وعلم ودين، حيث بدأ وقبل الصناعات كلها، وقبل اكتشاف الورق وصناعته بنشر الوعي والعلم والمعرفة، حيث بدأت تتكاثف وتقوى وتتحسن حتى وصلت إليه، فأخذ وبشكل مباشر وسريع كل ما عندها، وراح ينشر كل هذه المعارف والتعاليم والآداب والفنون والعلوم في كل مكان في هذا العالم، فأنشأ المدارس والجامعات في كل مكان في هذا العالم، وكل دور العلم والتعليم، وعلى اختلاف أنواعها وأهدافها وطرائقها، وصار ينشرها أيضاً في كل مكان في هذا العالم، حيث نعلم وحيث لا نعلم، وحمل معه كل لغات البشرية، ونطق وأنطق بها كل شعوب الأرض، وفي كل مجالات العلوم والآداب والفنون والصحافة والنشر، وكذلك السياسات والأديان وكل التراثات الشعبية في كل مكان في هذا العالم أيضاً، وظل يعمل وحده صامتاً ومثابراً ومكافحاً وناشراً ومنشوراً، وفي كل قرية في هذا العالم ومدينة وعاصمة ودولة، حيث يوجد الإنسان، فقيراً كان أم غنياً، قوياً كان أم ضعيفاً، صاحب جاه أو جاهة كان أم بسيطاً مهمشاً، وظل وبكل صدق وجرأة ينتشر بين الجميع وبكل لغاتهم وفي كل مكان ويوزع عليهم الوعي والعلوم والمعرفة وبأقل تكلفة ممكنة، ويحرضهم على الاكتشاف والتصنيع من خلال نشره لكل أنواع العلوم وعلى كتابة الآداب والنقد والصحافة، لكي ينتهي كل ذلك بل وأفضل ما في كل ذلك في أحضانه ليسارع وينشره وبالدقة العالية المعروفة عنه إلى كل من يعرف ويجيد القراءة منه، وحسب ما يريد ويحتاج من كل إنسان إلى كل شعب إلى كل لغة من فئات اللغات في هذا العالم، حيث ينتشر في كل لغة وشعبها أو كل شعب ولغته أو لغاته فمن فعل ما فعلت أيها الكتاب العظيم، والمحبوب وناشر العلوم في هذا العالم وناشر لغة الأخوة العالمية أيضاً، وكل أنواع التآلف والتقارب كونك تعلم أن كل شعوب الأرض في النهاية بأمس الحاجة إليك، يا منشئ العلماء أيضاً وفي كل مكان في هذا العالم عالم الكتاب وفي اليوم العالمي للكتاب يومك في العام والعالم منذ يوم نشوء العلم، ورعايته ونشره في صفحاتك وتوزيعه إلى كل أنحاء العالم وتطوره إلى كل هذه الاختراعات التي نعيش فيها ونتمتع بمزاياها، وللأمر سر يكاد لا يعرفه أحد أنك موجود ومنتشر وفي كل الدنيا وعند كل الشعوب وبكل لغاتها، سواء أحبك أعداء الشعوب أو لم يحبوك، وسواء حاولوا استغلالك لمصالحهم وضد كل المصالح والأهداف الإنسانية والطيبة أو لم يحاولوا، وهم يحاولون حتماً ودائماً، فإنك ستبقى شاؤوا أم أبوا أقوى منهم ومن كل شر وتستمر وتبقى وراء كل العلاقات الإنسانية والطيبة بين الشعوب وبكل أشكالها وأنواعها أيها الأديب والفنان والعالم، والأكثر تواضعاً في هذا العالم إذا ما قمنا بتقدير عطاءاتك كونك الأكثر عطاء أيضاً في كل هذا العالم أيها الكتاب الأب والأم والأخ والأخت، ولكل الحضارات في هذا العالم أيضاً وحتى العوالم الأخرى التي يريدون أن يكتشفوها، إنه اعتراف الشعوب بك ولك ومن أجلك، واعتراف الحضارات كلها أيضاً بك ولك ومن أجلك ولا يكرهك في هذا العالم ويحاول تشويهك وتشويه دورك وما تحتويه وتنشره من الحب والوعي والعلم والأدب والمعرفة سوى من تعرفهم أنت أكثر من غيرك ودائماً وأبداً وهم أعداؤنا وأعداء الشعوب.