العماد الفريج يتفقد أحد تشكيلاتنا المقاتلة: الجيش العربي السوري كان وسيبقى جيش الأمة ودرعها الحصين وقلعتها الصامدة
بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لحرب تشرين التحريرية قام العماد فهد جاسم الفريج نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع يرافقه عدد من ضباط القيادة العامة بزيارة ميدانية تفقدية إلى أحد تشكيلاتنا المقاتلة، حيث التقى المقاتلين في مواقعهم، وقدّم لهم التهنئة بهذه المناسبة.
ونقل نائب القائد العام للجيش محبة وتحيات السيد الرئيس الفريق بشار الأسد وتمنياته لهم بالنجاح والتوفيق في تنفيذ مهامهم الوطنية الملقاة على عاتقهم في صون تراب الوطن وإعلاء رايته.
وأكد العماد الفريج أن الجيش العربي السوري الذي انتصر في حرب تشرين يسطر اليوم أروع ملاحم البطولة والفداء للدفاع عن كل ذرة من تراب سورية، التي خاضت جميع المعارك ضد الاحتلال الصهيوني، ودعمت حركات المقاومة في وجه مشاريعه وأطماعه، وأضاف: إن سورية التي حققت انتصارات تاريخية كانت وستبقى مثار فخر واعتزاز أبناء الأمة، الذين تعلموا من حرب تشرين التحريرية دروساً لن تنسى في البطولة والفداء، وتابع: إن حرب تشرين التحريرية تضيء اليوم شمعتها الحادية والأربعين على وقع الإنجازات التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري في مواجهة أدوات العدو.
وفي نهاية الجولة أثنى وزير الدفاع على المقاتلين الذين يقدّمون كل غال ونفيس في سبيل إعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من أرض الوطن، وزوّدهم بتوجيهاته، وتمنى لهم المزيد من النجاح في تنفيذ مهامهم.
وبهذه المناسبة احتفلت قواتنا المسلحة بالذكرى الحادية والأربعين لحرب تشرين التحريرية، وتحدّثت الكلمات التي ألقاها قادة الوحدات والمنشآت العسكرية عن معاني ودلالات حرب تشرين، مشيرين إلى أنها كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ سورية الحديث ونضالها ضد أعداء الأمة، وأشاروا إلى أنه مهما بلغ حجم الهجمة الإرهابية التي تقودها دول العدوان على سورية فإن ذلك لن يثني الشعب العربي السوري عن مواصلة الصمود والتمسك بمبادئه الوطنية والقومية ضد أعدائه التاريخيين ومرتزقتهم المارقين.
وفي نهاية كلماتهم عاهد القادة جماهير شعبنا بمواصلة وبذل المزيد من الجهود في التصدي لأعداء الوطن والقضاء عليهم.
كما تضمنت الاحتفالات تنفيذ عروض وتدريبات عسكرية ورياضية في عدد من التشكيلات والمنشآت.
وقام قادة المناطق العسكرية بزيارة مثاوى الشهداء، ووضعوا أكاليل من الزهر باسم السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة على النصب التذكارية، وقرؤوا الفاتحة على أرواح الشهداء وأدوا التحية إجلالاً وإكباراً لأرواحهم الطاهرة.
وفي اتصال هاتفي مع التلفزيون العربي السوري أكد العماد الفريج أن بواسل قواتنا المسلحة يواصلون مهامهم لدحر الإرهاب وأدواته استكمالاً لمعاني حرب تشرين التحريرية، وقال: إن الجيش العربي السوري يواجه أبشع أنواع الإرهاب منذ شهر آذار عام 2011 وقدّم قوافل من الشهداء والجرحى، وحقق نتائج طيبة في مكافحة الإرهاب، وتمكن من القضاء على الآلاف من الإرهابيين، الذين تمّ تجميعهم من كل أنحاء العالم بدعم مباشر ممن يدعون اليوم مكافحة الإرهاب، وأضاف: يخطئ من يظن أنه يستطيع مقاسمة حماة الديار شرف محاربة الإرهاب بمجرد الانضمام إلى تحالف تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن من يرغب فعلاً بمكافحة الإرهاب لا يدعو إلى تكوين جيش جديد من الإرهاب ويسميه “معارضة معتدلة”، فتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” وما يُسمى “الجيش الحر” وبقية الفصائل الإرهابية المسلحة، التي تحارب الدولة السورية، جميعها تنظيمات إرهابية.
وحذّر الفريج من خطر الإرهاب الذي يهدد الجميع دون استثناء، مشدداً على أن محاربته يجب أن تكون برعاية دولية وبقرار أممي يأخذ بالحسبان سيادة الدول، مؤكداً في الوقت ذاته أن سورية مع أي جهد دولي لمكافحة الإرهاب بما ينسجم مع القانون الدولي، وأن من يرد اكتساب الخبرة في محاربة الإرهاب عليه أن يتواصل مع السوريين، وليس العكس، وأوضح أن التسويق الإعلامي لمكافحة الإرهاب لا يمنح من يدعون ذلك صك براءة من الإرهاب الممنهج الذي مارسوه ضد الشعب العربي السوري على مدى أكثر من ثلاث سنوات، مبيناً أن معظم الأطراف المشاركة في التحالف الدولي سبق وموّلت تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، أي إن داعمي الإرهاب ومموليه ومسلحيه والمشرفين على جرائم تنظيماته المسلحة ينضوون في هذا التحالف، وأشار إلى أنه لم يعد بإمكان الامبراطوريات الإعلامية والمتخصصين بالدعاية والحرب النفسية إقناع أحد بأكاذيب أصبحت ممجوجة بروايات لا يقبلها العقل الإنساني.
وأكد وزير الدفاع أن الحديث اليوم عن حرب تشرين التحريرية يستحضر قيم الرجولة والبطولة والفداء والدفاع المشرّف عن الوطن، والإصرار على صناعة الانتصار، واستعداد جيشنا الباسل لكتابة ما تبقى من فصول الملحمة الوطنية في مكافحة الإرهاب استكمالاً لنهج تشرين التحرير، وبيّن أن كل الصفحات المشرقة في تاريخنا منذ سبعينيات القرن الماضي هي بفضل الارتكاز إلى معاني حرب تشرين التحريرية، وما أفرزته من مضامين ودلالات وقيم تحوّلت إلى جزء من ثقافة المواطن العربي السوري، لافتاً إلى أن حرب تشرين جسّدت الانتصار على الذات قبل أي انتصار آخر، وكان هذا الانتصار الرافعة الرئيسية لكل انتصار لاحق، سياسياً أو عسكرياً، وقال: إن الانتصار الذي تمّ إنجازه كانت بدايته العملية مع فجر التصحيح بقيادة القائد التاريخي حافظ الأسد، الذي آمن بالقدرة على تجاوز آثار نكسة حزيران ورسم معالم الانتصار خطوة بخطوة من خلال الإصرار على استبدال ثقافة الهزيمة بثقافة إعداد البلاد بكل مكوناتها لخوض معركة الشرف والبطولة، موضحاً أن حرب تشرين التحريرية قوّضت روافع الاستراتيجية العسكرية الصهيونية المتمثلة بالحرب الخاطفة ونقل الأعمال القتالية إلى أرض العدو، وبيّنت أن أسطورة ما كان يقال بالجيش الذي لا يقهر أنه يقهر ويذل ويتهاوى أمام إرادة رجال تغلبوا على التردد والخوف وآمنوا بقدرتهم على صنع النصر بإمكاناتهم الذاتية.
وأكد وزير الدفاع أن الجيش العربي السوري كان منذ ولادته وسيبقى جيش الأمة ودرعها الحصين وقلعتها الصامدة التي تتحطم على بواباتها أحلام المعتدين ومشاريع الخونة والمتآمرين، وتوجّه بالمعايدة إلى جميع أبناء الوطن، شعباً وجيشاً وقائداً، وقال: الرحمة لأرواح شهدائنا الميامين الذين نعتز بتضحياتهم ونفتخر بهم وأطيب الأمنيات بالشفاء العاجل لجرحانا على امتداد ساحة الوطن، مشيراً إلى أن أبناء وأحفاد أبطال تشرين التحرير هم الذين يرفعون اليوم راية سورية عالياً، ويواجهون الإرهاب الممنهج، ويقضون على عناصره ومتزعميه.
واختتم العماد الفريج حديثه بالقول: كل عام وقواتنا المسلحة الباسلة بألف خير، وباسمي وباسم جميع أبناء جيشنا العقائدي البطل أرفع أسمى آيات المحبة والتهنئة للسيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة، معاهدين سيادته أن نبقى عند حسن الظن بنا والعين الساهرة والرجال الأوفياء الساهرين على أمن الوطن والمواطنين.