بوتين بحث والمعلم آفاق تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية: روسيا مصممة على التعاون مع سورية والرئيس الأسد للانتصار على الإرهاب
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في سوتشي، وترأس اجتماعاً بشأن تطوير القوات المسلحة الروسية، وأكد بوتين خلال الاجتماع على الطابع السلمي لسياسة بلاده الخارجية وعزمها الدفاع عن سيادة روسيا وأمن الدول الحليفة، وقال: نحن لا نهدد أحداً، ولا نخطط للانجرار وراء ألعاب جيوسياسية أو مؤامرات، ولا سيما في الصراعات، بغض النظر عمن يريد توريطنا بها والأساليب المستعملة لذلك، وأضاف: هناك ضرورة للدفاع عن سيادة روسيا ووحدة أراضيها وأمن حلفائها.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الرئيس بوتين استقبل المعلم في مقر الرئاسة “بوتشاروف روتشي” في مدينة سوتشي، وبحثا العلاقات الروسية السورية.
وفي وقت لاحق عقد لقاء بين المعلم ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وفي ختام المباحثات أعرب المعلم عن ارتياحه لنتائج مباحثاته مع كل من الرئيس بوتين ولافروف.
معلناً أن الرئيس بوتين أكد تصميم روسيا الاتحادية على التعاون مع سورية، ومع الرئيس بشار الأسد، من أجل الانتصار على الإرهاب، ومن أجل تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين.
وقال المعلم خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف: إن المباحثات تناولت الوضع في المنطقة، وما جرى في سورية من تآمر لم يعد خافياً على أحد، من قبل السعودية وقطر وتركيا وغيرها، موضحاً أنه أكد للقيادة الروسية تصميم الشعب السوري والقيادة السورية على مواصلة مكافحة الإرهاب.
ولفت المعلم إلى أن المباحثات تناولت أيضاً مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، حيث كانت رؤية الجانبين متطابقة بدعم جهوده من أجل تجميد الوضع في مدينة حلب، وأوضح أن المباحثات ناقشت أيضاً الأفكار الروسية بشأن عقد حوار سوري-سوري في موسكو، وقال: استمعت باهتمام كبير لهذه الأفكار، واتفقنا على مواصلة التشاور من أجل وضع رؤية مشتركة تؤدي إلى حل سياسي في سورية، والذي طالما طالبنا به.
وأكد لافروف وجود رؤية مشتركة لدى روسيا وسورية حول ما يجري في المنطقة، وفي سورية، خاصة وأن العامل الرئيسي لما يجري يتمثل بتنامي الإرهاب، مشيراً إلى محاولات تنظيم “داعش” الإرهابي لإقامة “خلافة بأنظمة متطرفة” في سورية والعراق ورفعه الرايات السوداء في سماء ليبيا ولبنان ومصر أيضاً، وقال: إننا على يقين تام بأن أولوية المجتمع الدولي هي محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط، وإن روسيا ستواصل دعمها لسورية، وغيرها من البلدان، التي تتعرض للتهديد الإرهابي عبر تعزيز قدراتها لتتمكن من محاربة الإرهاب.
وأعرب لافروف عن الثقة بوجوب أن تعتمد إجراءات مكافحة الإرهاب على القوانين والأعراف الدولية، مشدداً على عدم إمكانية استخدام المعايير المزدوجة في هذا الإطار، وأدان قيام الولايات المتحدة وما يسمى “التحالف الدولي” بشن ضربات جوية في أراضي سورية دون موافقة الحكومة السورية، وقال: لدينا أسئلة عن غارات التحالف التي تنفذ من دون موافقة دمشق، ما يتناقض مع القانون الدولي، مشدداً على أن رفض واشنطن التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب غير مبرر على الإطلاق نظراً لأن النجاحات التي تمّ إحرازها بشكل مشترك في تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية أكدت قدرة السلطات السورية على العمل المشترك.
وقال: إننا ندين جميع محاولات الجماعات الإرهابية والمتطرفة لإسقاط النظام في سورية، وإن الإرهاب يهدد الجميع، وتوصلنا إلى رأي موحّد مع الوزير المعلم بأنه ليس هناك حل بالقوة في سورية، وأشار إلى أنه من المهم جداً خلق ظروف مؤاتية للحل السياسي في سورية، بموازاة مكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أنه تمّ التأكيد على دعم جهود دي ميستورا، علماً أن الكلمة الأخيرة تعود إلى السوريين لحل مشاكلهم، وأشار إلى أن موسكو ودمشق تجمعان على أن خطر الإرهاب هو العامل الرئيسي الذي يحدد كيفية تطوّر الأحداث في المنطقة.
وأضاف لافروف: لقد بحثنا العلاقات الثنائية، وأولينا الاهتمام لتنفيذ ومتابعة تلك الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها أثناء عمل اللجنة الحكومية المشتركة السورية الروسية التي انعقدت جلستها الأخيرة في سوتشي.
ورداً على سؤال لمراسل سانا حول سرقة النفط السوري من قبل الإرهابيين وبيعه عبر وسطاء أتراك بثمن بخس، قال لافروف: “إننا بلا شك نحصل على معلومات من مصادر متعددة حول تهريب النفط من سورية، وإننا خلافاً لما يقوله بعض شركائنا سنواصل محاربة الإرهاب بالطرق المستندة إلى القانون الدولي، ولهذا الغرض طرحنا في مجلس الأمن هذه القضية لنناقشها ونضع الحلول لها، معتبراً أن مجلس الأمن دون شك لا يعمل بالشكل المطلوب في هذا المجال، وأضاف: “أرسلنا قبل أيام وثيقة إلى هذا المجلس طلبنا فيها وضع حد لشراء النفط المسروق وإنهاء هذه الممارسات، وأن هذه الأفكار تلقى استجابة اليوم لدى دول في الاتحاد الأوروبي.
ووصل المعلم إلى مدينة سوتشي الروسية صباح أمس في زيارة عمل لروسيا تستغرق يومين تلبية لدعوة من لافروف.
يشار إلى أن الوفد المرافق للوزير المعلم في زيارته إلى روسيا يضم كلاً من الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين والدكتور أيمن سوسان معاون الوزير والدكتور رياض حداد السفير السوري في موسكو وأحمد عرنوس مستشار الوزير.