استشهاد فلسطيني في الضفة.. وقوى وطنية تدعو إلى عدم الرهان على المجتمع الدولي غزة في انتظار إعمار لم يأتِ.. وحكومة التوافق إلى القطاع لتهدئة حالة الغليان
غادرت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، أمس، رام الله الى مدينة غزة لعقد جلسة حكومية هناك، بهدف استكمال عملية اندماج الوزارات وتسلّم المعابر، فيما شهد القطاع تجمعات احتجاجية للمطالبة بإعادة الإعمار وفك الحصار، ورفعت الفصائل الوطنية والإسلامية من مستوى لهجتها تجاه استمرار الحصار، وأكدت أن جميع الخيارات متاحة أمامها، وتحدّثت عن اقتراب الانفجار بسبب استمرار الحصار على غزة.
وأكد المحتجون في الفعالية الوطنية على ضرورة إيجاد حلول سريعة لأكثر من مئة ألف مواطن باتوا مشردين بفعل العدوان والحصار، وأشاروا إلى أن أربعة أشهر على انتهاء العدوان وقطاع غزة على حاله بلا إعمار أو فتح للمعابر، ويعلق مراقبون: ظروف صعبة بدأت تنعكس على الشارع الغزيّ وحالة غليان يتوقع أن تتزايد في الأيام المقبلة إلى أن تتحقق مطالب المواطنين.
وفد حكومة التوافق، والذي يضم أكثر من أربعين مسؤولاً بينهم ثمانية وزراء، أعلن أن الزيارة “رسالة لأهلنا في غزة للعمل على بدء الإعمار الفعلي والعملي”، موضحاً أن “الوفد سيبقى لأيام عدة في قطاع غزة، وسيجري النظر خلال الزيارة في مختلف الجوانب الحياتية، كالمياه والكهرباء والتعليم والصحة”.
في الأثناء، استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخر، أمس، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من حاجز زعترا جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، بدعوة إلقاء حجارة وقضبان حديدية مع مجموعة من الشبان على سيارات المستوطنين.
وقالت مصادر محلية فلسطينية: إن قوات الاحتلال أطلقت النار على شابين في منطقة تُدعى جبل صبيح، تقع بالقرب من حاجز زعترا في أراضي قرية بيتا جنوب نابلس، مضيفةً: إن أحد الجرحى، ويدعي نائل ذياب (19 سنة) من قرية بيتا، نقل إلى إحدى المستشفيات بنابلس وقد وصفت جروحه ما بين متوسطة وخطيرة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان من مدن مختلفة في الضفة، وهم: ياسر أبو زينة (27 عاماً) بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وقدري صبحي زغلول (28 عاماً) من قرية حوسان غرب بيت لحم، بعد اقتحام عدة منازل في القرية، وحلمي شبلي أبوعياس (30 عاماً) من داخل بقالة على مدخل بلدة بيت آمر، وناصر جعفض (18 عاماً) من مخيم جنين، بعد اقتحام منزل عائلته وتفتيشه والعبث بمحتوياته.
وفي بيروت، أكدت لجنة دعم المقاومة في فلسطين المحتلة على خيار المقاومة لتحرير الأرض بعد فشل كل الخيارات الأخرى، داعية القوى الفلسطينية كافة إلى عدم الرهان على المجتمع الدولي لاستعادة حقوقهم، واستنكرت في بيان بعد اجتماعها أمس برئاسة أمين السر حسن حب الله العدوان الصهيوني المتواصل على المسجد الأقصى المبارك، وحذّرت من تنفيذ المخطط الصهيوني الهادف إلى تقسيم المسجد زمانياً ومكانياً تمهيداً لبسط السيطرة عليه وتهويده بالكامل، كما أدانت الاعتداءات الصهيونية وسياسة الاستيطان التى بلغت أوجها في هذا العام، لكونها أحد مظاهر الخداع الصهيوني على طاولة المفاوضات، واستنكرت الصمت الدولي وبعض الأنظمة العربية حيال جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين وخصوصاً ما يجري اليوم من اعتداءات متواصلة على أهلنا في مدينة القدس وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.