الصفحة الاولىمن الاولى

قيادة الحزب تضع خمسة مبادئ وثماني حقائق بعهدة الأطراف المتحاورة في موسكو

سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.. المرجعية الوحيدة لأي حل هي الشعب العربي السوري
مواجهة الإرهاب بجميع الوسائل.. الاحتكام لخيار الشعب وإرادته.. الالتزام بالهوية الوطنية والقومية لسورية
دمشق-البعث:
أصدرت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، أمس، بياناً حول التطورات السياسية واللقاء التشاوري في موسكو، شددت فيه على أن لقاء موسكو امتحان جديد لمصداقية المشاركين فيه، ومدى التزامهم الوطني الحقيقي بسورية شعباً وأرضاً، داعية المشاركين فيه إلى الاستناد في حوارهم على قاعدة إجرائية ومضمونية: الاستناد إلى نية صادقة وحس وطني رفيع وإيمان كامل بخلاص شعبهم ووطنهم.
وأضافت القيادة القطرية في بيانها: إن حزب البعث يعيد التأكيد على المبادئ الوطنية الخمسة، والتي يعدّ كل خروج عنها خيانة وطنية بحكم ثقافة الشعب العربي السوري وبحكم القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وتتمثّل هذه المبادئ بـ:
سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.
المرجعية الوحيدة لأي حل هو الشعب العربي السوري، وبالتالي ينبغي رفض أي حلول دولية رفضاً مطلقاً، وهذا المبدأ ينتج حُكماً عن مبدأ السيادة والاستقلال.
مواجهة الإرهاب بجميع الوسائل مبدأ غير خاضع للنقاش.
رفض العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة، وضرورة الاحتكام لخيار الشعب وإرادته، وفق آليات الديمقراطية ومعاييرها التي يؤكدها الدستور، علماً أن محاولات فرض حل خارجي، حتى لو كان عن طريق مجلس الأمن، هو من وسائل العنف والإكراه.
الالتزام بالهوية الوطنية والقومية لسورية، وبالثوابت المستندة إلى هذه الهوية، ومن أهمها: المشروع القومي، ورفض الاستعمار الحديث والصهيونية، وتعزيز ثقافة المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب.
وحيّا حزب البعث العربي الاشتراكي صمود الشعب العربي السوري بفئاته كلها، الذي أدهش العالم وخيّب توقعات الأعداء، كما حيّا تضحيات قواتنا المسلحة وبسالتها في الدفاع عن الوطن وصيانة استقلاله، وعبّر عن إجلاله لأرواح الشهداء وتقديره لعطائهم، ومتابعة منه للتطورات، ولإيمانه الراسخ بالنصر لأن الشعب العربي السوري عصي على الهزيمة، يشهد له تاريخه وتقاليده الكفاحية بذلك، منذ انتصاره على العثمانية عام 1918 وعلى الاستعمار الفرنسي بعد ذلك وحتى مواجهته الراهنة للمؤامرة الكبرى، وباعتباره الحزب الأكبر في الائتلاف  الحكومي وفي السلطة التشريعية، والأوسع انتشاراً في صفوف الشعب، ما يلقي على عاتقه الجزء الأكبر من المسؤولية التاريخية حول مصير الوطن وفق المفاهيم الديمقراطية، أكد الحزب على الحقائق الثمانية التالية:
> إن توصيف الحالة أهم خطوة لعلاجها. وفي التوصيف أكد الحزب على أمرين بدأ العالم كله يشعر بحقيقة وجودهما: أولاً – إن مايحصل في سورية هو في جوهره منذ بدايته حرب خارجية عليها، وثانياً – إنه تمت في السنوات الأربع الماضية تحولات بنيوية في النظام السياسي، وفي مقدمتها الدستور الجديد الذي يلتزم بالمعايير العالمية للديمقراطية وكذلك قوانين الأحزاب والإعلام والإدارة المحلية. وإن الانتخابات البرلمانية والرئاسية بلورت إرادة الشعب، وهذا كله يعد تطويراً بنيوياً وخطوة واسعة على طريق معالجة الشق الداخلي للأزمة وتحقيق تطلعات الشعب، وإن هدف الحوار هو استكمال وتطوير هذا التحول الواسع.
> إن المستوى الرفيع للشعور بالمسؤولية تجاه الوطن والشعب دفع بالدولة الى اغتنام أي فرصة تسنح للتوصل الى حل سياسي مهما كانت آفاق نجاح هذه الفرصة، فالحرص على الدم السوري الغالي لا يدع مجالاً للتقاعس أو السلبية، وانطلاقاً من هذه المسؤولية سبق وأن وافقت سورية على جميع المبادرات، من لجنة الفريق الدابي وحتى مبادرة موسكو مروراً بكوفي عنان والإبراهيمي ودي ميستورا وجولتي جنيف، وكان موقف الدولة بنّاءً في جميع هذه الفعاليات.
> وأهم من المبادرات كلها، المبادرة التي طرحها السيد الرئيس بشار الأسد في 6/1/2013 وهي مبادرة شاملة تطرح ثلاث مراحل لبناء مستقبل الدولة السورية بيد أبنائها، وأهم ما في هذه المبادرة أنها تقتصر على  المنهج تاركة الحل للمتحاورين دون فرض أي تصور للحل بشكل مسبق، كما يفعل بعض المعارضين في تصوراتهم.
> إن مبادرة موسكو ستكون امتحاناً جديداً لمصداقية المشاركين ومدى التزامهم الوطني الحقيقي بسورية شعباً وأرضاً.
> إن السوريين، بكافة فئاتهم، وحدهم أصحاب الحق غير القابل للانتقاص بحل مشاكلهم وبناء مستقبل وطنهم، وكل اتصال بالخارج من أي طرف سوري وتلقي التعليمات منه يعد خيانة وطنية وفق تقاليد الشعب العربي السوري الكفاحية وتمسكه المستميت باستقلاله وحريته.
> إن الارتهان للخارج يتعارض أيضاً مع مبادئ القانون الدولي وأهمها مبدأ السيادة ومبدأ حرية الشعوب في تقرير مصيرها، كما أنه يتعارض مع نص القرارات الدولية المتعلقة بسورية منذ القرار 2042 وحتى 2178، وكلها تستخدم التعبير الآتي:« إن مجلس الأمن يؤكد التزامه القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها».
> إن سورية دولة قائمة ومستقلة وهي أول دولة عربية استقلت في المنطقة ولها كيان دولي قوي، ومعترف بها من جميع دول العالم (قطع العلاقات لا يعني سحب الاعتراف)، فهي ليست منطقة وصاية حتى يحاك مستقبلها في أروقة الأمم المتحدة أو غيرها.
> إن كل من يخطط كي يحقق بالسياسة ما لم يحققه بالحرب واهم، لأنه يتعامل مع شعب لديه من الوعي السياسي والتجربة الكفاحية ما يُعد مميزاً على المستويات الإقليمية والعالمية.
وأضافت: إن حزب البعث العربي الاشتراكي يضع هذه الحقائق، وخاصة المبادئ الخمسة، بعهدة الأطراف المتحاورة في موسكو باعتبارها معايير وطنية لا يجوز انتهاكها، ومعالم واضحة للبيئة السياسية، التي يجب أن ينعقد من خلالها أي حوار، وهي مبادئ تنبع من طبيعة الأشياء ومنطق الحياة، بل ومن القانون الدولي، وليست شروطاً مسبقة.