الأفلام التفاعلية.. قفزة نوعيّة أم أحلام مستقبليّة؟
ينجذب الجمهور دائماً إلى التجارب الجديدة فهو يحب أن يذهب أبعد من العرض التقليدي، ويبدو أنّ هذه الرغبة تتزايد مع تقدم التكنولوجيا، فالجمهور يريد أن يكون جزءاً من العرض. وهذه النقطة بالذات سبب انتشار ظاهرة “التفاعل” حول العالم وخاصة بعد تطور وتوفر الأجهزة التي تضع العالم الافتراضي في متناولنا، وأوّل خطوة نحو إنتاج أفلام تفاعلية كانت طرح الألعاب التفاعلية التي لاقت رواجاً كبيراً وأشهرها “دراغونز لير” و”هيفي رين”.
فالفيلم التفاعلي، هو فيلم يحتوي مقاطع مسجلة مسبقاً (كالعادة) ولكن يمكن للمشاهد تغيير مسار قصته عبر اختيار بعض الأمور، كأن يقع بطل الفيلم في خطر، وهنا يمكن للمشاهد أن يقرر ما إذا كان عليه الهروب أو استخدام سلاح ما، فكلا الخيارين يتبعهما مشهد مسجل من قبل.
وللسنة الثانية على التوالي تقوم بريطانيا بالإعداد لمهرجان سينمائي تفاعلي، لكنه هذا العام لا يقتصر على فيلم واحد وإنما اثنين “العودة إلى المستقبل” و”حرب النجوم” وعمل المئات من المبرمجين والمطورين لأجل هذا الحدث، ويمكن للجمهور هنا الانتقال إلى فضاء خيالي بين النجوم وتعلم التجارة أو مناصرة المتمردين ولكن هذه التجربة مكلفة في الوقت الحالي.
ويقول الكاتب البريطاني بيل طومسون أن تجربة الأفلام التفاعلية بدأت في العام 1967 عندما شهد العالم إطلاق أول فيلم تفاعلي هو “كينو أوتوميت” والذي عرض على خشبة المسرح، وتوقف عرضه تسع مرّات ليتم سؤال الجمهور عن رأيهم في مسار أحداث الفيلم، ثم طرح اختيار أو اثنين حول الطريقة التي يمكن أن تستمر بها الأحداث.
ولصناعة مثل هذه الأفلام على الطاقم أن يقوم بتمثيل أكثر من دور لشخصياتهم، فهل سيوافق نجوم السينما على ذلك؟ وخصوصاً أن البعض سيعتبره إضاعة للوقت فيما سيرفض الكثيرون على الأرجح فكرة أن يكون إبداعهم التمثيلي مقيد من قبل الجمهور، كما سيفقد المخرج سيطرته على مجريات الأحداث وستترك لانفعالات الجمهور. وهناك علّة أخرى، تخيلوا مثلاً أن يصبح مسلسل “باب الحارة” تفاعلياً وتترك الحريّة للمشاهد بوضع الخواتيم والوصول إليها؟ أو أن تصبح أفلام بوليوود كذلك، وخاصة تلك التي تستمر لثلاث ساعات وتنتهي دون أن ندرك سبب إنتاجها في المقام الأول.
وتبقى مسألة احتضان هذه التكنولوجيا من قبل الاستوديوهات العالمية مسألة وقت إما تثبت فيه شعبيتها أو تمسي مجرد ابتكار.
سامر الخيّر