“هيئة اللاجئين ” تدعو لإجبار الإرهابيين على الخروج من مخيم اليرموك الجيش يتقدم في ريف حماة .. والحياة تعود تدريجياً إلى دوما
حققت قواتنا المسلحة أمس تقدماً جديداً في ريف حماة الجنوبي الشرقي بعد أن قضت على العديد من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به. وفيما عثرت وحدات من قوى الأمن الداخلي بدلالة من أبناء مدينة دوما على شبكة من الأنفاق الطابقية والمتشابكة وعلى معمل ضخم لتصنيع قذائف الهاون والقنابل اليدوية داخل أوكار إرهابيي جيش الإسلام، شرع العديد من أصحاب المحلات التجارية والمهن بمزاولة أعمالهم في أجواء من الطمأنينة أشاعها دخول عشرات العناصر والضباط من وحدات الشرطة وقوات حفظ الأمن والنظام في وزارة الداخلية إلى المدينة.
وفي إطار اعتداءاتها المتواصلة على القرى والبلدات الآمنة استشهد 4 مدنيين وأصيب 5 آخرون بينهم طفلتان بجروح نتيجة اعتداء إرهابيي تنظيم جبهة النصرة بالقذائف على قرية الأشرفية وبلدة غور العاصي بريف حمص الشمالي، فيما استشهدت طفلة وأصيب 15 مدنياً في مدينة الرقة جراء انفجار قذيفة من مخلفات إرهابيي تنظيم داعش والتحالف الأمريكي الذي ادعى تحرير المدينة، في وقت أكدت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب أن الحرص على مخيم اليرموك والمقيمين فيه يستوجب إجبار الإرهابيين القتلة المجرمين على الانسحاب من المخيم وفق ما تقرره سورية ليعود إلى أهله.
وفي التفاصيل، حققت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تقدماً ملحوظاً في ملاحقة الإرهابيين في محيط جبل الكن وقضت على آخر تجمعاتهم في عدة مواقع من أهمها وادي الحبية وأرض قبر الشيخة وظهرة جبابي وظهرة الجاسية وأرض الجاسية ووادي القرباط جنوب قرية قبة الكردي بريف حماة الجنوبي الشرقي. وجاء تقدم الجيش تحقق بعد تكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة بالعتاد ومقتل العديد منهم من بينهم راكان تركي الرضا وعبد الجليل مروان.
وفي ريف دمشق ذكر مراسل سانا أن إرهابيي “جيش الإسلام” حولوا المؤسسة الاستهلاكية والمركز الثقافي في مدينة دوما إلى أكبر معمل لتصنيع قذائف الهاون بجميع أحجامها والقنابل اليدوية ومستودعات لتخزين القذائف، مبيناً أن المعمل بداخله العشرات من المخارط الحديثة والمتطورة إضافة إلى قسم لتلبيس القذائف ورحبة لتصليح الآليات. وأشار المراسل إلى العثور على أنفاق طابقية وطويلة وبارتفاع أكثر من 10 أمتار موصولة بتفريعات من الأنفاق المتشعبة ما بين المؤسسة والمركز الثقافي ومديرية منطقة دوما والبريد، مبيناً أن الإرهابيين حفروا خندقاً طويلاً في ملعب دوما البلدي يتسع لعبور الدبابات والآليات الثقيلة.
وبعد يوم واحد من خلو مدينة دوما من إرهابيي تنظيم “جيش الإسلام” شرع العديد من أصحاب المحلات التجارية والمهن بمزاولة أعمالهم في أجواء من الطمأنينة أشاعها دخول عشرات العناصر والضباط من وحدات الشرطة وقوات حفظ الأمن والنظام في وزارة الداخلية.
ويقول أبو محمد الذي وصل إلى نهاية العقد الرابع من عمره: إن مهنة “الكومجي” طارئة على حياته العملية فرضها الشلل الذي خدر أعصاب المدينة منذ أن غرز الإرهاب أنيابه في جيدها قبل سبع سنوات لتعيش دوما التي لم تكن تعرف النوم نوعاً من الموت السريري أفقد أهل أهم تجمع عمراني وصناعي وتجاري وزراعي بالغوطة الشرقية أعمالاً أجادوها بكفاءة ومهارة.
ووسط ساحة قبان بدران تجمع العديد من الشبان الصغار في سن المدرسة وآخرون تجاوزوها دون أن يكملوا الطريق إليها بسبب تعطيل الإرهابيين العملية التعليمية وتخريب المدارس. الشاب عدنان النمل 17 عاماً بعد أن تعطل عمل أبيه بالنجارة وخسر مدرسته أخذ يعمل بما يطلب منه كما يقول: قطف الفول والباذنجان والبندورة وتعشيب ونكش التربة ونجار وبائع حطب وسمان وعتال لكنه يأمل أن لا تكون الفرصة فاتت بأن يعود إلى المدرسة ويحقق حلمه في الصغر “مهندساً معمارياً.
وفي شارع الجلاء فتحت عدة محلات منها لبيع الأحذية والمنظفات يقول عزو نجيب بائع في محل منظفات: التجار والبائعون بدؤوا على الفور بفتح محلاتهم من الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة مع تراجع بالأسعار بشكل كبير عما كانت عليه في أيام تنظيم جيش الإسلام.
من جهة ثانية أفاد مراسل سانا في حمص بأن إرهابيين يتحصنون في عدد من قرى وبلدات ريف حمص الشمالي استهدفوا بالقذائف قرية الأشرفية شمال مدينة حمص ما أدى إلى استشهاد مدني وإصابة امرأة وطفلة بجروح ووقوع أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم، وأشار إلى أن عدة قذائف صاروخية أطلقها إرهابيون سقطت على منازل الأهالي في بلدة غور العاصي بريف حمص الشمالي ما أسفر عن استشهاد 3 مدنيين وإصابة 3 آخرين بينهم طفلة لم تتجاوز عامها الأول إضافة إلى وقوع أضرار مادية بمنازل الأهالي وممتلكاتهم.
ورداً على الاعتداء وجهت وحدة من الجيش رمايات نارية على اتجاه مصادر إطلاق القذائف أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد وتدمير نقاط محصنة ومنصات إطلاق لهم.
وفي الرقة ذكرت مصادر أهلية أن قذيفة من مخلفات قصف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة انفجرت أمس في حي الجزرة بمدينة الرقة ما تسبب باستشهاد طفلة وإصابة 15 مدنياً ووقوع أضرار مادية. وأكدت المصادر أنه لا تزال في شوارع مدينة الرقة مئات القنابل والقذائف غير المنفجرة من مخلفات قصف “التحالف الأمريكي” وإرهابيي داعش ما يشكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين.
وتؤكد التقارير الميدانية أن عدد الضحايا المدنيين نتيجة انفجار القذائف والألغام من مخلفات التحالف وإرهابيي داعش بلغ أكثر من 700 شهيد وجريح في الفترة الممتدة بين شهري تشرين الأول وآذار الماضيين.
وفي ريف حماة اعتدت التنظيمات الإرهابية على محطة ضخ المياه في قرية القنطرة ما أسفر عن انقطاع مياه الشرب عن عشرات التجمعات السكنية في الريف الشرقي.
من جهة ثانية أكدت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب أن الحرص على مخيم اليرموك والمقيمين فيه يستوجب إجبار الإرهابيين القتلة المجرمين على الانسحاب من المخيم وفق ما تقرره سورية ليعود إلى أهله.
وأشارت الهيئة في رسالة وجهها مديرها العام علي مصطفى إلى المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بيير كرينبول إلى أن سورية التي قدمت كل الدعم والمساندة والمساعدة لأبناء الشعب الفلسطيني وعاملتهم معاملة المواطنين السوريين ومازالت بالرغم من الحرب الكونية القذرة التي تشن عليها هي الحريصة على الأهالي في مخيم اليرموك والذين غادروه.
وحذرت الهيئة من أن الإرهابيين في المخيم يواصلون استهداف الأحياء المجاورة بقذائف الهاون ما يتسبب بوقوع ضحايا من المدنيين وهذا الأمر يجعل تخليص المخيم من الإرهاب أمراً ملحاً، موضحاً أن هؤلاء الإرهابيين يحظون برعاية قوى كبرى ولذلك على الأمم المتحدة أن تمارس دورها في الضغط على رعاة الإرهاب لإيقاف هذا الدعم وإخراجهم من المخيم والاستجابة للمبادرات التي تطلقها الدولة السورية في هذا الإطار من باب الحرص على سكان المخيم، وأوضح مصطفى أن حرص سورية على أرواح أبناء المخيم الأبرياء هو الذي يؤخر تحرير المخيم في إشارة إلى أن التنظيمات الإرهابية تحتمي بالمدنيين لعلمها أن الدولة السورية حريصة على حمايتهم وتخليصهم من الإرهاب بأقل الخسائر الممكنة.