بعد تحريرها من دنس الإرهاب.. أهالي الغوطة يحيون ذكرى الاستقلال السوريون: ستبقى سورية صخرة منيعة تتكسّر عليها أطماع الغزاة وأتباعهم
تتزامن احتفالات شعبنا بالذكرى الثانية والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية مع الانتصارات التي يواصل الجيش العربي السوري تحقيقها في كافة المناطق السورية، والتي كان آخرها الغوطة الشرقية، وأيضاً مع تمكّن سورية من إفشال العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي، الذي استهدفها قبل أيام.
وبهذه المناسبة يؤكّد السوريون، وهم يستذكرون التضحيات الجليلة والدماء الزكية التي قدّمها صناع الاستقلال في مواجهة الاستعمار الفرنسي الغاشم ومن قبله الاحتلال العثماني البغيض، تصميمهم على الدفاع عن تراب الوطن في مواجهة الغزاة القدامى والجدد وأتباعهم، سواء كانوا مشيخات وأنظمة رجعية أو تنظيمات إرهابية عميلة ومأجورة، والتمسّك بسيادة سورية وقرارها المستقل، ويشددون على أن سورية ستبقى الصخرة المنيعة التي تتكسّر عليها أطماع الغزاة، مهما ابتليت بالمصاعب واشتدت رياح المحن.
فقد تجمّع المئات من أبناء الغوطة الشرقية في بلدة عين ترما، أمس، رافعين الأعلام الوطنية، ومرددين عبارات التهاني بالنصر على الإرهاب، وكسر العدوان الثلاثي، بالتزامن مع إحياء عيد الجلاء العظيم، وتوجّه المشاركون بالتحية لرجال الجيش العربي السوري وقيادته، الذين يكرّسون اليوم مآثر الأجداد صانعي الاستقلال من خلال تطهير تراب الوطن من رجس الإرهاب، وآخرها تطهير مدن وبلدات الغوطة الشرقية وتنظيفها من الإرهابيين الذي عاثوا فيها قهراً وظلماً لعدة سنوات.
وأكد عدد من الأهالي المشاركين أن انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب، وتحرير قراهم وبلداتهم في الغوطة الشرقية من دنسه، يعيد إلى أذهانهم ما حققه السوريون في مختلف المحافظات والمناطق من ملاحم بطولية في مقارعة الاستعمار الفرنسي، الذي اندحر عن أرض سورية جاراً أذيال الخيبة والخذلان منذ اثنين وسبعين عاماً.
وجدد المشاركون إيمانهم بالنصر المؤزر على الارهاب التكفيري، بفضل بطولات الجيش العربي السوري والتفاف السوريين حوله، مؤكدين استعدادهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الوطن حتى انجاز النصر النهائي وتطهير تراب الوطن من رجس الارهاب، ولفت رئيس المجلس البلدي في عين ترما أحمد علي إلى أن احتفالات أبناء الغوطة بأعياد النصر تعبّر عن الفرحة والارتياح الكبيرين لدى أبناء الغوطة خاصة والوطن عامة بتحرير جميع بلدات الغوطة من الارهاب، بفضل تضحيات الجيش العربي السوري ودماء الشهداء الطاهرة.
وبعد إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى الغوطة الشرقية واجتثاث دابر التنظيمات الارهابية التكفيرية منها عادت مؤسسات الدولة المختلفة التي تعمل بطاقتها القصوى لإعادة الخدمات الأساسية وتأهيل البنى التحتية بالتوازي مع تقديم المساعدات الغذائية والطبية ولقاحات الأطفال التي حرمهم منها الارهاب لعدة سنوات.
الاحتفال الذي أقيم في ساحة بلدية عين ترما، 4 كم الى الشرق من دمشق، ورفع فيه المحتفلون العلم الوطني وصور السيد الرئيس بشار الأسد، على ايقاع الأغاني الوطنية حقّق حلماً للبعض كان ينتظره منذ سبع سنوات، كما يقول هشام قطايف: “أنتظر هذه اللحظة منذ خرج الإرهابيون علينا عام 2011 حاملين السلاح وعلم الانتداب الفرنسي بدلاً من علم الوطن”، ويضيف الشاب، الذي عقد العلم الوطني على ذراعه بعد لفه بطريقة وردة: “يومها شعرت بحزن أصاب قلبي، وبصراحة بكيت وذهبت الى البيت”، موضحاً أنه منذ ذلك الوقت وهو ينتظر دخول الجيش العربي السوري لتحرير الغوطة الشرقية، ومنها بلدة عين ترما، من الارهابيين، ويتابع: “تعيش البلدة اليوم عيدين الأول جلاء المستعمر والثاني جلاء الإرهابيين عن الغوطة الشرقية”، محيياً رجال الجيش العربي السوري على ما بذلوه من تضحيات لإعادة الأمن والأمان إلى ربوع الغوطة.
ورأت صفاء كتب، المهجّرة من حي جوبر الدمشقي، في الاحتفال فرحة كبيرة تقاسمها أهالي البلدة ومهجّرون وافدون إليها من بلدات الجوار، موضحة أنها لا تستطيع الفصل بين فرحتها بعيد الاستقلال والفرحة بجلاء الإرهابيين عن الغوطة الشرقية، فيما وجد آخرون الاحتفال بعيد الجلاء فرصة للبوح بارتباطهم بأرضهم، ومنهم هدى غنام، وإلهام البقاعي، إذ تقولان: “بفضل تضحيات الجيش تمكّنا من الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة على أرض غوطة دمشق”، فـ “ترابها بيسوى دهب الدنيا كله”، ودعتا من غادرها الى العودة “فما في أغلى من بلدنا وأرضنا”.
احتفال جماهيري في ريف منبج
وفي حلب (معن الغادري)، أقامت شعبة منبج للحزب احتفالاً جماهيرياً في قرية عين البومانع، تخلله تقديم مجموعة من العروض الفنية لطلائع وشبيبة المنطقة: “قلعة الصمود-لالي لالي- فراشات النصر- سورية”.
وأكد أمين شعبة منبج للحزب عبدالله الحسين في كلمة الحزب على أن الشعب، الذي استطاع إجبار المحتل الفرنسي على الخروج من سورية مدحوراً، قادر اليوم القضاء على الإرهاب بكل أشكاله، لافتاً إلى أن هذه الذكرى اليوم تجدّد في نفوسنا مشاعر العزة والانتصار على الاستعمار ونستلهم منها المعاني الكثيرة ونستذكر بطولات مجاهدينا الذين دحروا المحتل الغازي.
كما ألقيت في الحفل كلمات الأهالي والمنظمات الشعبية والرابطة الفلاحية، وأكد خلالها المتحدّثون أنه كما انتصرنا على المستعمر الفرنسي في أربعينيات القرن الماضي سننتصر على الإرهاب اليوم، وما نراه من انجازات وانتصارات لأبطال الجيش العربي السوري على مساحة الوطن أكبر دليل على ثقتنا بالنصر القريب، معاهدين باسم الشهداء والفلاحين والأهالي جميعاً الوقوف صفاً واحداً والمضي قدماً خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد في معارك الشرف والكرامة إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري لتحقيق النصر الكامل والتمسّك بالأرض والدفاع عنها واستثمارها خير استثمار لتعود سورية كما كانت وأفضل.
وتمّ خلال الحفل رفع علم الجمهورية العربي السورية على سارية القرية، وإزاحة الستارة عن صور شهداء القرية، والبالغ عددهم 23 شهيداً، الذين ارتقوا خلال تصديهم للإرهابيين في المنطقة وعلى مساحة الوطن، كما تمّ غرس أشجار الوفاء والمحبة لهؤلاء الشهداء بجانب اللوحة.
وقفة لأهالي بلدة العشارنة
وفي حماة (منير الأحمد)، حملت الفعاليات الشعبية والاجتماعية في بلدة العشارنة في ريف محافظة حماة الغربي، خلال وقفة جماهيرية أمام الساحة الرئيسية، رسالة عنوانها: “لا للعدوان على سورية.. مصرون على الصمود ودحر إرهابكم في سورية”.
وتخلل الوقفة رفع الأعلام الوطنية واللافتات المنددة بالعدوان الثلاثي ورسائل التحية إلى رجال الجيش العربي السوري، الذي أفشل العدوان وحوّل الاعتداء إلى فرحة بالنصر.
وأكد خالد حمادة رئيس مجلس بلدة العشارنة ومستشار المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية في سورية حيان محمد بيطار أن الوقفة هي لإيصال رسالة إلى كل الحاقدين والمتآمرين وإلى كل الشركاء في سفك الدم السوري بأنكم مهما فعلتم فإن الشعب السوري سيبقى قوياً عصياً على أعدائه، لأننا شعب أبي وصامد ملتف حول جيشه البطل وقيادته الحكيمة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وهو اليوم يعيش عيد الجلاء، ومستعد لتقديم الغالي والنفيس من أجل وطنه والدفاع عنه.
وفي تصريحات أكد عبد المجيد الحلبية ورائد نديم زريبة وخالد الناصر أن بلدة العشارنة كغيرها من البلدات والقرى السورية، التي صمدت بوجه الإرهاب، خرجت بشيوخها وشبابها ونسائها، مؤكدين ثقتهم بعزيمة جيشهم وإرادتهم دفعتهم للوقوف في ساحة البلدة هاتفين باسم الجيش والقائد والوطن ليعلو صوتهم مجسداً صمودهم وفخرهم ببطولات أبطال الجيش، وأضافوا: إن الإرهاب ومن يدعمه لن يقدر على كم أفواه السوريين فنحن سنظل عند مواقفنا وقضايانا ومبادئنا التي تربينا عليها، وأشاروا إلى أن صواريخ العدوان الغاشم لم ولن ترهب الشعب السوري الصامد، وأنه بشجاعة جيشه وبدماء شهدائه الطاهرة وبقيادته الحكيمة سيحقق النصر الناجز على الإرهاب.
وأوضح حافظ سالم رئيس الرابطة الفلاحية لمنطقة الغاب أن فلاحي منطقة الغاب يؤكدون وقوفهم إلى جانب الجيش، مشيراً إلى أن هذا الفكر الوهابي الذي تحمله العصابات المسلحة الإرهابية، وعلى الرغم من كل الدعم الدولي لها، ستزول عما قريب عن أرض سورية الطاهرة أمام تضحيات شعبنا وأمام قوة وبسالة جيشنا، وستبقى سورية قلب العروبة النابض المناضلة ضد مختلف أشكال الرجعية والظلامية والتخلف.
احتفالات في السويداء
وفي السويداء (رفعت الديك) احتشد المئات من أبناء المحافظة في بلدات القريا والكفر والمزرعة رافعين الأعلام الوطنية ومرددين العبارات والأهازيج الوطنية والأغاني التي تعكس الاعتزاز والافتخار بهذا اليوم العظيم وبالنصر على الإرهاب وكسر العدوان الثلاثي وتم وضع أكاليل من الزهور على النصب التذكارية لشهداء المعارك في المزرعة والكفر وفي صرح الثورة السورية الكبرى الذي يحوي رفاة القائد العام للثورة السورية الكبرى المجاهد سلطان باشا الأطرش.
وتوجه المشاركون بالتحية لرجال الجيش العربي السوري وقيادته الذين يكرسون اليوم مآثر الأجداد صانعي الاستقلال من خلال تطهير تراب الوطن من رجس الإرهاب وآخرها تطهير مدن وبلدات الغوطة الشرقية وتنظيفها من الإرهابيين الذي عاثوا فيها قهراً وظلماً لعدة سنوات، مجددين إيمانهم بالنصر المؤزر على الإرهاب التكفيري بفضل بطولات الجيش العربي السوري والتفاف السوريين حوله، مؤكدين استعدادهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الوطن حتى إنجاز النصر النهائي وتطهير تراب الوطن من رجس الإرهاب.
وأقيم في صرح الثورة السورية الكبرى بالقريا حفل جماهيري أكد فيه أبناء السويداء عزمهم متابعة مسيرة الأجداد ومتابعة النضال حتى يتحقق تطهير كامل تراب الوطن من الإرهاب
وبين الرفيق فوزات شقير أمين فرع الحزب أن الاحتفال بعيد الجلاء هذا العام له طابع خاص حيث يتزامن مع أن انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وتحرير معظم مناطق الوطن منه وهذا يعيد إلى الأذهان ما حققه السوريون في مختلف المحافظات والمناطق من ملاحم بطولية في مقارعة الاستعمار الفرنسي الذي اندحر عن أرض سورية منذ 72 عاماً.