إيران: لن نتفاوض مجدداً ولن نضيف شيئاً
جددت الأمم المتحدة عبر أمينها العام التأكيد على أن الاتفاق النووي انتصار دبلوماسي يجب الحفاظ عليه طالما لا يوجد اتفاق بديل عنه، فيما أكد المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن لندن متمسكة بالاتفاق مع زيادة عمليات التفتيش، في حين شددت موسكو على أهمية الاتفاق، وعدم وجود بديل عنه، داعية الجميع إلى الحوار، بالمقابل أعلن مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن بلاده لن تبقى في الاتفاق النووي في حال انسحبت واشنطن منه، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن ولايتي قوله في تصريحات له أمس: في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، فلن نبقى فيه نحن كذلك.
بدوره قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن بلاده لن تتفاوض مجدداً حول الاتفاق النووي، ولن تضيف عليه أي شيء آخر، وقال في رسالة وجهها عبر مقطع فيديو مصور نشر على موقع يوتيوب: قضينا جزءاً كبيراً من الزمان في المفاوضات مع الأوروبيين وروسيا والصين والولايات المتحدة، وقد توصلنا خلال عام 2015 إلى اتفاق شامل حول البرنامج النووي الإيراني، وسميناه خطة العمل المشتركة الشاملة، ووافقت إيران على اتخاذ عدة خطوات أساسية لتزيل للوهلة الأولى القلق الذي يعتري أمريكا، فيما تعهدت كذلك أمريكا بإزالة الحظر المفروض على إيران، وتسهيل النشاطات التجارية معها. وأضاف ظريف: إن الاتفاق ملزم للجميع، ووافق عليه جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي، كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية 11 مرة التزام إيران بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي، لكن أمريكا عمدت إلى نقض الاتفاق النووي بشكل مستمر عبر تهديدها باقي الأطراف من أجل وقف تعاونهم مع إيران، وأشار إلى أن بعض الأطراف الأوروبية تحاول إعطاء امتيازات أكثر لأمريكا استجابة لعدم رضا الرئيس الأمريكي عن الاتفاق، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على أن تبقى القدرات الدفاعية الإيرانية خارج الاتفاق، لأنها مسألة تتعلق بأمن إيران.
وفي سياق متصل أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن الاتفاق النووي مع إيران انتصار دبلوماسي يجب الحفاظ عليه.
وحذر من إلغائه ما لم يكن هناك بديل جيد ليحل محله، وقال غوتيريس في تصريح: إذا توصلنا لاتفاق أفضل في يوم ما ليحل محله فلا بأس، لكن يجب ألا نلغيه إذا لم يكن لدينا بديل جيد، وأضاف: أعتقد أن خطة العمل المشتركة الشاملة كانت انتصاراً دبلوماسياً مهماً، وأظن أنه سيكون من الضروري الحفاظ عليها، لكنني أعتقد أيضاً أن هناك حالات سيتعين فيها إجراء حوار بنّاء، لأني أرى أن المنطقة في وضع خطر جداً.
من جانبه دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، “إسرائيل” لتقديم المعطيات حول استمرار إيران ببرنامجها النووي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال امتلاكها مثل هذه الوثائق، وقال: “إذا كانت “إسرائيل” أو أي أحد كان، قد حصل على وثائق تؤكد، كما يقولون، استمرار خطط تطوير أسلحة نووية في إيران، فيجب تقديم هذه الوثائق فوراً إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية المسؤولة عن تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن العالم سيفقد إحدى الوثائق الهامة حول عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل في حال انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وقال: “إذا أعلنت الولايات المتحدة، مثلما قال الرئيس ترامب مراراً، عن خروجها من هذه الاتفاقية، فبالطبع، نحن جميعاً، المجتمع الدولي، سنفقد إحدى أهم الأدوات التي تسهم في تأمين نظام منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وأضاف: كما أكد مراراً رئيسنا، فإن هذا الاتفاق يجب أن تتمسك به دون أي شروط، وكل الأطراف التي توصلت إليه سابقاً.
إلى ذلك قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية إدوين صامويل: إن “موقف الحكومة البريطانية حيال ما عرضه نتنياهو واضح، فنحن ندعم الاتفاق النووي، وأيضاً ندعم أجهزة التفتيش والتحقيق في هذا الاتفاق، وأضاف صامويل في تصريحات صحفية أمس: ليس من المصالح الإقليمية، ولا المصالح القومية الخليجية ولا البريطانية أن تنسحب أميركا من الاتفاق، ورأى أن هذا “الاتفاق بداية مهمة، فهو يزيل إمكانية سباق الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي شهدت صعوبات وتوترات في الآونة الأخيرة.
صامويل تابع: “هذا الاتفاق اعتمد على فريق من الأمم المتحدة لديه قوة وصلاحيات لتفتيش المواقع المعروفة التي تطور فيها إيران برنامجها النووي، ودورها في الاتفاق النووي جذري، ونحن نستخدم كل تأثيرنا وجهودنا كحكومة بريطانية لبقاء هذا الاتفاق”، وأكد المتحدث باسم الحكومة البريطانية على أن رئيسة الحكومة تيريزا ماي قررت الاستمرار في دعمها للاتفاق مع بنود مختلفة.