اللجنة الوزارية تتفقد تنفيذ المشاريع في حلب وريف الرقة
حلب- معن الغادري:
ناقشت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مشاريع إعادة الإعمار والبناء بحلب واقع المدينة القديمة والخطط والبرامج الموضوعة لإعادة ترميم وتأهيل المواقع المتضررة جراء الإرهاب ومراحل العمل لإعادة إحياء الأسواق القديمة.
وأكد وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس حسين عرنوس أن الحكومة تولي الاهتمام والدعم الكبيرين لإعادة حلب إلى سابق ألقها، مثمناً ما تم إنجازه حتى الآن وجهد القائمين على تنفيذ المشاريع ومتابعتها، مشيراً إلى أن المدينة القديمة تحظى باهتمام خاص واستثنائي كونها تشكل ذاكرة المدينة وتاريخها وحضارتها العريقة، وبالتالي لا بد من مضاعفة العمل واستنفار الجهود لإعادة إحياء المدينة وتأهيل أسواقها وفق معايير ومقاييس دقيقة وبما يحافظ على مكانتها وتصنيفها ضمن لائحة التراث العالمي ويحمي هويتها وصبغتها الأثرية والتاريخية، مبيناً أن المطلوب وضع رؤى وخطط ناجعة تسهم في حل كافة الإشكالات والتداخلات القانونية، ووضع دراسات دقيقة ومنفصلة وتوصيف الحالة الراهنة واجتراح الحلول ومن ثم تحديد أولويات العمل والتنفيذ بالتشارك والتنسيق مع كافة الجهات المعنية، مشدداً على ضرورة عدم المساس بهوية المدينة التاريخية وأن يكون التدخل إيجابياً ولا يؤدي إلى تغيير في أوصاف العقارات والأسواق .
بدوره بين وزير الإدارة المحلية و البيئة المهندس حسين مخلوف أن العمل يجب أن يكون مدروساً بدقة متناهية لضمان الحفاظ على هوية المدينة القديمة التاريخية، داعياً كافة الجهات إلى التنسيق فيما بينها لإيجاد حلول لكافة المشكلات القانونية والإجرائية وإجراء تقييم ومسح شامل للمدينة وفق جدول نهائي يحدد مدى الأضرار الواقعة واعتماد رؤية واضحة لعملية إعادة إعمار الأسواق ، وإزالة التعديات والتشوهات مبدياً جاهزية واستعداد الوزارة لتقديم كل أشكال الدعم الفني والتقني والمالي لتسريع إنجاز هذه المشروع المهم والحيوي.
من جانبه أشار وزير السياحة المهندس بشر يازجي إلى أن حساسية وخاصية المدينة القديمة تتطلب الكثير من الدقة والدراسة التفصيلية لكل مكوناتها وتفاصيلها وبما يتناسب مع أهميتها التاريخية ويحافظ على أصالتها وهويتها الحضارية، ودعا إلى تنظيم العمل وفق رؤية واضحة تسهم في حل مجمل القضايا العالقة والاعتماد على قاعدة بيانات تشمل كافة التفاصيل وأن يكون التدخل مدروساً وضمن ضوابط ومعايير تحافظ على طبيعة المكان وهويته وطابعه التراثي، واقترح الوزير تشكيل هيئة عليا تضم خبرات فنية عالية المستوى للتعاطي بحرفية وتقنية مع عمليات الترميم والتأهيل وإيجاد مصادر تمويل عن طريق بعض المصارف للمساهمة في إعادة الألق لهذه المدينة وأسواقها العريقة .
بدوره استعرض محافظ حلب حسين دياب بحضور أمين فرع حلب للحزب فاضل نجار مجمل الأعمال ونسب التنفيذ في المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة فنية لإنجاز الأضابير الخاصة بالمدينة القديمة والمحال والأسواق التجارية، كما تقوم المحافظة حالياً على وضع خطة شاملة ومتكاملة لإعادة إعمار وبناء المدينة القديمة بشكل عام، مبيناً أن العمل مستمر لتأهيل الأسواق القديمة التي يبلغ عددها 37 سوقا.
خدمي وصناعي
كما عقدت اللجنة الوزارية اجتماعين منفصلين مع المكتبين التنفيذيين لمجلسي المحافظة والمدينة ومع لجان المناطق الصناعية، ونوه الوزير عرنوس إلى ضرورة رفع وتائر العمل وزيادة الخدمات المقدمة للأهالي وتحقيق الشمولية لكافة الأحياء والمناطق السكنية، ولفت الوزير مخلوف إلى صدور عدة تشريعات تهدف لمساعدة مجالس الإدارة المحلية منها القانون 3 لعام 2018 الخاص بإزالة وتدوير الأنقاض والقانون 10 لعام 2018 الخاص بتنفيذ مناطق تنظيمية خاصة ضمن المخطط التنظيمي داعياً إلى تشكيل لجان متابعة وإقامة ندوات تعريفية والاستفادة من هذه التشريعات في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وقدم محافظ حلب حسين دياب عرضاً عن الواقع الخدمي والتنموي والمشاريع المنفذة والمقررة .
لقاء لجان المناطق الصناعية
وفِي لقاء اللجنة الوزارية مع لجان المناطق الصناعية تم التأكيد على النهوض بالوقع الصناعي والاقتصادي واستمرار العمل لتأهيل المناطق المتضررة وتوفير كل مستلزمات واحتياجات العملية الإنتاجية.
وفي إطار متابعة تنفيذ المشاريع الخدمية الحيوية ونسب إنجازها ومراحل تنفيذها قامت اللجنة الوزارية بجولة على عدد من المشاريع الخدمية والتنموية في ريف حلب الشرقي، كما تابعت اللجنة عمليات الري والتقت عدداً من المزارعين في قرية لا لا محمد التابعة لمنطقة دير حافر، وتابع الوزراء الأعمال الجارية لصيانة وتأهيل صومعة تل بلاط بهدف إعادة وضعها في الاستثمار، كما تم تفقد أعمال تأهيل منشأة مباقر مسكنة .
تفقد ريف الرقة الغربي
واستكمل أعضاء اللجنة جولتهم بزيارة ريف الرقة الغربي المطهر من الإرهاب حيث التقوا مع الأهالي في منطقة دبسي عفنان.
ونوه الوزير عرنوس الى أن الجولة تهدف للوقوف على الواقع الخدمي والتنموي ومتابعة سير العمل في المشاريع المقررة، لافتاً إلى أنه تم تخصيص 450 مليون ليرة لمعمل الفلومات الذي تضرر بسبب الإرهاب. من جانبه أشار وزير الإدارة المحلية و البيئة إلى تشكيل مكتب تنفيذي جديد لمحافظة الرقة و سيتابع تنفيذ مصفوفة المشاريع التي أقرتها الحكومة ورصدت لها المبالغ اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة في مناطق ريف الرقة المطهر من الإرهاب، من جانبه نوه وزير السياحة إلى أن جولة اللجنة الوزارية على ريفي حلب والرقة هي استكمال للجولات والمتابعات الدائمة لمجمل المشاريع التي تم إقرارها لتحسين الواقع الخدمي في هذه المناطق وتلبية احتياجات الأهالي وتمكينهم من إعادة زراعة واستثمار أراضيهم .