تضرر المحاصيل الزراعية في الحسكة والخسائر كبيرة
تعرّضت المحاصيل الشتوية في محافظة الحسكة إلى انتكاسة كبيرة نتيجة انحباس الأمطار خلال فترات طويلة في شهري شباط وآذار، حيث أدى ذلك إلى تضرر مساحات واسعة من عديد أنواع تلك المحاصيل التي تزرع في فصل الشتاء، خاصة المحاصيل البعلية، ما ساهم بخسائر كبيرة على الفلاحين، في حين اعتبر عدد من المزارعين أن الانتكاسة الحالية للزراعة لم يشهد لها مثيل على مدار السنوات الطويلة!.
“البعث” رصدت آراء المعنيين في الزراعة، خاصة أنها الحديث الغالب والمتداول في جميع المجالس، وبداية الحديث كانت مع المزارع خالد الساجد، حيث كشف حجم الخسائر التي تعرّض لها هذا العام من الزراعة، فقال: خسارتي بالرقم تتجاوز الـ 7 ملايين ليرة سورية، من حراثة، وبذار، وسماد، ويد عاملة، على مساحة أرض تقدّر بـ 400 دونم، والأمور التي ذكرتها هي إجراءات تسبق موسم الحصاد سواء الحراثة، والبذار، وغيرهما، وجميعها بأسعار مكلفة، بما في ذلك اليد العاملة، والآلات الزراعية التي باتت أيضاً بأسعار مضاعفة نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، والقطع التبديلية، قمت بزراعة تلك المساحة بالقمح في منطقة اليعربية، ولكن عن طريق البعل، والاعتماد على الأمطار الشتوية، ومنطقتنا شهدت انحباساً كبيراً للغاية في فترات كثيرة عن الأمطار، بخلاف المناطق الأخرى التي شهدت كميات مقبولة في فترات مهمة، وتبقى حالتي نموذجاً من نماذج كثيرة من الفلاحين والمزارعين الذين تعرّضوا للصدمة المشابهة.
أما شيخموس علي من منطقة الجوادية فبيّن تفاصيل خسائره من محصوله الزراعي فقال: قمت بزراعة مساحة 200 دونم من الشعير في المنطقة، احترق المحصول نتيجة انحباس المطر، ولكن قمت بتضمينه للأنعام، بحيث يكون مرعى لها مقابل مبلغ مالي وصل لـ 350 ألفاً، والخسارة الإجمالية ما يقارب المليون ونصف المليون، هناك مساحات زراعية كثيرة لا تصلح للتضمين أيضاً نتيجة الضرر الكبير، وهنا تكون الخسارة مضاعفة!.
المهندس عادل سعدون، مدير دائرة زراعة القامشلي، تحدث عن تفاصيل الموسم الزراعي الحالي، المتضرر كثيراً: المحاصيل المزروعة بعلاً هي الأكثر تضرراً: (القمح، والعدس، والشعير، والكزبرة، والكمون، وحبة السودة)، تجدر الإشارة إلى أن المساحة المزروعة بالقمح على مستوى منطقة القامشلي هي 26 ألف هكتار، والضرر أصاب 23 ألف هكتار بشكل كلي، أما الشعير فنسبة الضرر 100 %، ومساحتها 11 ألف هكتار، والأمر ينطبق على الكمون بمساحة 1500 هكتار، والكزبرة بـ 1000 هكتار، أما حبة البركة فهي 600 هكتار، هذا الموسم هو الأسوأ بخسائره على المزارعين والفلاحين، تعود ذاكرتنا لموسم 98 والخسائر على محصول البعل، لكن السقي كان ممتازاً، وهذا العام حتى السقي متضرر من نواح كثيرة، وهي بمساحة 400 هكتار، هناك ضعف للحبة، وعدم توفر السقاية المناسبة، والسبب الرئيسي عدم هطول الأمطار الكافية التي لم تصل لـ 200 مم هذا الموسم بالكامل.
خسائر كبيرة تعرّض لها الفلاحون، هذا ما أكد عليه رئيس دائرة الزراعة، وأضاف: هناك قيم مالية للجرار الزراعي، والحراثة، والبذار لا تقل عن خمسين ألفاً عن كل واحد هكتار، ونستطيع القول بأن بعض المساحات جيدة بعلاً وسقياً في منطقتي المالكية ورأس العين، ولكن لن تعوض خسائر المساحات الهائلة، وحسب توقعات المديرية هذا الموسم لإنتاج القمح المروي 12000 طن، ولكن في العام الماضي تجاوز الـ 16000 طن، أما توقعات إنتاج القمح البعلي فهي 38250 طناً، وهي نسبة قليلة جداً مقارنة بالمواسم السابقة!.
وأشار المهندس عادل سعدون إلى أن هذا الموسم سيبقى راسخاً في أذهان أبناء المنطقة، خاصة ممن يتعامل مع الأرض الزراعية، فالصدمة كبيرة، والخسائر باهظة، والقادم يحمل أياماً غير جميلة لحركة السوق بشكل عام، فالمحاصيل الزراعية ونجاحها هي التي كانت سبباً في دعم السوق بالبيع والشراء!!.
عبد العظيم العبد الله