روسيا 2018 المونديال الأغلى مالياً.. وتوقعات بأرباح خيالية
مع تحول كرة القدم لصناعة رابحة، لن تخرج نسخة مونديال هذا العام عن سابقاتها من ناحية الأرباح والتمويل، وسط توقعات أن يجلب المونديال الروسي حوالي 4 مليارات من أرباح أموال الرعاية من الشركات، و100 مليون دولار من بيع الهدايا التذكارية، هذه الأرباح الخيالية قابلتها تكاليف مرتفعة أيضاً لتغطية نفقات البطولة من منشآت، وشبكات مواصلات، قياساً بالبطولات السابقة، لكن طريقة التمويل تبدو مختلفة إلى حد كبير.
تفاوت كبير
وإذا نظرنا إلى تاريخ تكاليف استضافة كأس العالم في سنوات سابقة نجد أن المبالغ المصروفة أقل بكثير من الوقت الحالي، ففي مونديال عام 1994 دفعت الولايات المتحدة 340 مليون دولار، ولم يرتفع الرقم كثيراً في مونديال فرنسا التي دفعت ما يقارب 350 مليون دولار، لكن القفزة الكبيرة تحققت في مونديال عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، والذي كلّف 5 مليارات دولار، ليرتفع في ألمانيا الرقم إلى 6.2 مليار دولار، قبل أن ينخفض الرقم في مونديال جنوب أفريقيا الذي كلّف 3.5 مليار دولار، لتعود التكاليف في البرازيل إلى 8.6 مليار دولار، أما المونديال الحالي فسيكون الأضخم بتكلفة 20 مليار دولار.
ولأن الطابع الاقتصادي الربحي هو الطاغي على عالم كرة القدم، فقد كشف معهد البحوث الاقتصادية البرازيلية عن حصد ما يقرب من 30 مليار دولار خلال فترة تنظيم البرازيل لنهائيات 2014، وأعلنت وزارة السياحة أن الدراسة التي أجريت استندت إلى مقارنات مع أرقام استضافة بطولة كأس العالم للقارات، وكان هذا المردود نتيجة غير مباشرة لمتوسط إنفاق 3 ملايين و600 ألف سائح تنقلوا بين المدن البرازيلية المستضيفة لفعاليات المونديال.
مكسب مالي
المنتخبات العربية المشاركة في المونديال الكروي، ومع التوقعات بفشلها في تجاوز الدور الأول، ستحقق مكاسب مالية ممتازة، فالمراقبون يؤكدون أن الأرباح الاقتصادية ستكون كبيرة بعد أن رصد الاتحاد الدولي مبلغ 400 مليون دولار للمشاركين بالبطولة (بزيادة نسبتها 12%) عن النسخة الماضية سيتم توزيعها بحسب الدور، أو المرحلة التي يصل إليها المنتخب، بحيث يحصل صاحب المركز الأول على الحصة الأكبر، وبالتأكيد تنخفض القيمة كلما خرج الفريق من الأدوار الأولى، وكان المنتخب الألماني بطل النسخة السابقة قد حصل على 35 مليون دولار، ومنتخب الأرجنتين صاحب المركز الثاني على 25 مليون دولار، فيما حصلت المنتخبات التي لم تتخط مرحلة الدور الأول على 8 ملايين فقط، أي أن المنتخبات العربية الأربعة بصعودها لكأس العالم ضمنت على الأقل نحو 32 مليون دولار.
ولم يعد خافياً على أحد أن الشركات الكبرى تتسابق لرعاية المنتخبات المتأهلة لكأس العالم، ولأن منتخبات مصر (28عاماً)، وتونس (12 عاماً)، والمغرب (20 عاماً) غابت عن كأس العالم لفترات متفاوتة، انتعش سوق الدعاية والإعلان بهذه البلدان، وهو الأمر الذي له مردود إيجابي على القطاع الرياضي بشكل خاص، والاقتصاد بشكل عام، كما سيحصل اللاعبون في هذه المنتخبات على مكافآت استثنائية من شركات الرعاية، بالإضافة إلى الإعلانات الخاصة.
أرقام هامة
رغم أن الفيفا لم يكشف الأرقام بالتفصيل، إلا أنه من المتوقع أن تصل توقعات الربح إلى 5.65 مليار دولار، وذلك بفضل الزيادة في عقود البث التلفزيوني والتسويق، وتكاليفه نحو 1.94 مليار دولار، مع مساهمة “الفيفا” في الأمور التنظيمية بشكل ملحوظ بمبلغ 627 مليون دولار.
وبمقارنة سريعة نجد أن الإنتاج التلفزيوني كلّف (370 مليون دولار في البرازيل، 241 مليون دولار متوقعة في روسيا)، وتكاليف إقامة المنتخبات (40 مليون دولار)، وتكاليف إعداد المنتخبات والاتحادات الوطنية (48 مليون دولار)، والتأمين (32 مليون دولار)، والتعويضات المدفوعة للأندية التي تحرر لاعبيها خلال إقامة المسابقة (209 ملايين دولار في روسيا مقابل 70 مليون دولار في 2014، أي بزيادة قدرها 200 في المئة)، ما يعني وجود تقارب بين التكاليف والصرفيات.
سامر الخيّر