ثقافة

في احتفالية اليوم العالمي للكتاب.. خطوات مهمة لتعزيز التعاون والنهوض بصناعة “خير جليس”

لأن الحرب على سورية حرب على الهوية والحضارة بالدرجة الأولى لم تكن صناعة الكتاب والنشر في سورية بمعزل عن الاستهداف، وتجلى ذلك في استهداف دور النشر ومنعها في حالات كثيرة من المشاركة في المعارض، وزيادة الأعباء المختلفة التي شكلت عقبة أمام النشر والتسويق، ولمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب فقد اختار اتحاد الناشرين هذا اليوم ليكون يوما للكتاب السوري وبهذه المناسبة أقيمت احتفالية في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق. وقد كان للدكتورة بثينة شعبان مداخلة أكدت فيها على أهمية الاحتفالية، مشددة على الدور المهم لوزارات الإعلام والثقافة والتربية وغيرها من الوزارات والمؤسسات، في إعادة الاعتبار للقراءة لأننا أمة اقرأ وضرورة تخصيص ولو فترة قصيرة في المدارس للمطالعة، ليتعلم الطفل منذ نعومة أظفاره أن القراءة جزء من أسلوب حياته وتفكيره. وأثنت شعبان على الدور المهم الذي يقوم به اتحاد الناشرين السوريين وغيره من الوزارات والمؤسسات المعنية بالكتاب معتبرة أن تلك الجهود تشكل جزءاً مهما من الصمود في وجه الإرهاب ومحاولات الوصاية على بلدنا العظيم.
ورأى وزير الإعلام وراعي الاحتفال د. عمران الزعبي أن كتبنا المدرسية والجامعية كانت على الدوام كتباً وطنية، عابرة للطوائف والمذاهب وتخاطب العقل الجمعي الوطني، مؤكدا أن تربيتنا ونشأتنا عليها كسوريين جعلنا نبني هذه البلاد. وتحدث الزعبي عن الدور الهام لاتحاد الناشرين السوريين وغيره من المؤسسات المعنية بالكتاب، مؤكدا أن وزارة الإعلام مستمرة في إيجاد السبل والإمكانات لتقديم الدعم لصناعة الكتاب. واعتبر الزعبي أن الحرب على بلادنا زادتنا صموداً وثباتاً، ونحن اليوم ندافع عن سورية الحضارية التي تشكل جزءاً من الأمة العربية التي ستبقى واحدة رغم سلوك بعض الدول كالسعودية التي استخدمت كل أسلحتها في الحرب الحمقاء الصهيونية على اليمن وقصف المدنيين. مشيراً أن الحرب على اليمن والعراق والتآمر على المقاومة هو تآمر على سورية التي ستبقى درة العروبة.
بدوره تحدث رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم موفق حافظ عن أهمية الشعار الذي أطلقه الاتحاد في هذا العام (مجتمع يقرأ مجتمع يرتقي) لأن القراءة عنوان أساسي ومهم لرقي أمتنا، وأثنى حافظ على جهود الناشر السوري الذي جعل من الكتاب حاضراً بقوة سواء قبل الأزمة أو خلالها، من خلال المشاركة المستمرة في المعارض. وأعرب رئيس اتحاد الناشرين عن تفاؤله بصناعة الكتاب رغم الأزمة والمعوقات التي أفرزتها، وذلك بفضل الجهود ودعم القيادة السياسية واجهات المعنية بهذه الصناعة لأننا شركاء في بناء الوطن، ولأن إيماننا بالكتاب والقراءة إضافة للصمود والتسامح سيكون السبيل لوصولنا إلى بر الأمان وانتصارنا على الأزمات.
ورأى د. حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب أن إعلاء الثقافة يتطلب إعلاء شأن الكتاب مؤكدا أن ماطال الكتاب في ظل الأزمة لايختلف عن حال العرب في زمن الخراب الذي يعيشونه، لكن ذلك لايعني أن نسلّم بالظروف الخارجة عن إرادتنا، بل أن نستمر في العمل. وتحدث جمعة عن الجهود المشتركة والتعاون بين اتحادي الكتاب والناشرين والوزارات والمؤسسات الأخرى في سبيل الارتقاء بصناعة الكتاب، بهدف تجديد القيم الأصيلة في شخصية الأمة وانفتاحها على الثقافات الأخرى مع تمسكها بتراثها. وشدد جمعة على أن هذه المرحلة تقتضي من أبناء الوطن وكل العاملين في حقل الثقافة أن يقفوا على ما آل إليه الكتاب لتلافي الإشكاليات.
هذا وافتتحت فعاليات الاحتفالية بعرض فيلم وثائقي يتحدث عن صناعة النشر والكتاب في سورية وتطورها عبر السنوات. كما تم تكريم عدد من دور النشر ومنشورات وزارة التربية والهيئة العامة السورية للكتاب واتحاد الكتاب العرب ووزارتي الإعلام و الثقافة.
وحضر الاحتفال وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل وعدد من معاوني الوزراء وعدد مدراء المؤسسات الإعلامية ورؤساء الاتحادات والنقابات المهنية العاملة في الشأن الثقافي والإعلامي.
جلال نديم صالح