رياضةصحيفة البعث

تقنية “الفار”.. العدالة الكروية في أسوأ صورها

 

مع نهاية المونديال سيكون لزاماً على الاتحاد الدولي لكرة القدم إعادة النظر في تقنية حكام الفيديو “الفار” التي استخدمها، ولم تلق القبول الكامل، الفيفا عمم التجربة مقتنعاً بأن استخدام هذه التقنية لن تساعد الحكام فقط على اتخاذ القرارات الصائبة، ولكنها ستشجع أيضاً على اللعب النظيف، وتحسين صورة كرة القدم، لكن الحكام الأربعة في غرفة التحكم لمساعدة الحكام لم تكن مساعدتهم حقيقية دائماً، لأن مساعدة الحكام على اتخاذ القرار الصائب داخل المستطيل الأخضر لم تكن ممكنة في جميع المباريات، بل لم يتم اللجوء إلى “الفار” في كثير من الحالات، حيث كان “للفار” تأثير حاسم في المونديال باحتساب قرارات مصيرية، فيما كان جمهور المنتخب المغربي من أكثر المنزعجين منه على اعتبار وجود ركلات جزاء لم يحتسبها الحكم للمغرب، ولم يتوقف لاستخدامه، فاعتبروه لخدمة كبار المجموعة كاسبانيا، والبرتغال.

وبلغة الأرقام، يرى بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة التحكيم في الفيفا، أن “الفار” رفع من نسبة صحة قرارات التحكيم في الدور الأول للمونديال إلى 99.3% بعدما كانت 95% قبل استخدامه، وجاءت تلك النسبة بعد مراجعة لجنة التحكيم بالفيفا 335 قراراً في مباريات دور المجموعات، بالإضافة إلى 17 قراراً استعان الحكم فيها بـ “الفار”.

وبعيداً عن المبررات الجاهزة التي يسوقها مسؤولو الفيفا فإن دخول التقنيات الحديثة لعالم كرة القدم كان مطلباً محقاً، لكنه لم يكن كافياً لتحقيق العدالة الكروية، فالجميع وقف حائراً حول معيار استخدام هذه التقنية، وفي أي وقت، ولمصلحة من؟.. بل ذهب البعض لاعتبار أنها بشكلها الحالي تزيد الأمر سوءاً، وتمنح المنتخبات الكبيرة ميزة إضافية، وتفوقاً جديداً بفضل الحكام وقراراتهم.