العثور على صواريخ أمريكية الصنع في الشجرة.. والحياة تعود إلى طبيعتها في الحراك بريف درعا
وسّعت قواتنا المسلحة أمس نطاق سيطرتها في محيط قرية الشجرة، المعقل الرئيسي لتنظيم داعش الإرهابي، في منطقة حوض اليرموك بريف درعا وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف التنظيم التكفيري، فيما عثرت وحدة من الجيش في أحد مقرات داعش بمحيط البلدة على صاروخ تاو أمريكي الصنع وعبوات ناسفة. في وقت تشهد مدينة الحراك بريف درعا الشمالي الشرقي عودة تدريجية للحياة الطبيعية بعد تحريرها وتأمينها من قبل وحدات الجيش.
وتأكيداً على اللحمة الوطنية بين أبناء سورية احتشد الآلاف من أبناء محافظة اللاذقية وفعالياتها الشعبية والحزبية والروحية في وقفة تضامنية عارمة مع أبناء محافظة السويداء وإجلالاً لأرواح الشهداء الذين قضوا على يد الإرهاب الظلامي الحاقد في الاعتداءات السافرة الحاقدة التي تعرضت لها محافظة السويداء، فيما أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان أن الدول الداعمة للإرهاب مسؤولة عن إراقة الدماء في سورية مشيراً إلى أن المجزرة التي ارتكبها إرهابيو داعش في السويداء جاءت بأوامر أمريكية إسرائيلية.
وفي التفاصيل، خاضت وحدات الجيش اشتباكات عنيفة مع إرهابيي داعش على أطراف بلدة الشجرة ودمرت مقرات وعربات مفخخة للتنظيم فيما يتم التعامل بدقة مع الارهابيين الانتحاريين الذين يحاولون يائسين إعاقة تقدم وحدات الجيش نحو مركز البلدة. ولفتت مراسلة “سانا” إلى أن وحدات الجيش قطعت طرق إمداد التنظيم التكفيري ومحاور تسلله عبر سيطرتها على الطرق المؤدية للبلدة من بلدات نافعة وجملة وحيط، مبينة أن عمليات الجيش المتواصلة أسفرت أيضاً عن القضاء على عدد من الارهابيين بينهم ما يسمى أمير التنظيم في بلدة الشجرة الإرهابي المدعو “أبو وليد المصري”، وأشارت المراسلة إلى أن صفوف المجموعات الارهابية تشهد انهيارات وحالات فرار باتجاه قرى وبلدات معرية وعابدين وبيت اره والقصير آخر معاقلها في حوض اليرموك. وذكرت المراسلة من منطقة حوض اليرموك أن أجواء بلدة الشجرة شهدت أمس تحليقاً مكثفاً لطيران استطلاع العدو الاسرائيلي بالتوازي مع محاولات الارهابيين الانتحاريين الوصول إلى نقاط الجيش وعناصر الاقتحام التي تتقدم خلال العملية العسكرية الرامية إلى تطهير المساحة القليلة المتبقية من الارهاب.
إلى ذلك عثر عناصر الهندسة في الجيش خلال تمشيط محيط بلدة الشجرة في أحد مقرات الإرهابيين على صاروخ تاو أمريكي الصنع ومعدات من مخلفات ما يسمى أصحاب “الخوذ البيضاء” وأغذية إسرائيلية الصنع وطحين منشؤه الولايات المتحدة وعبوات ناسفة متعددة الأحجام. وخلال تمشيط قرى حيط وجلين وسحم الجولان أول أمس لرفع مخلفات الارهابيين عثرت وحدات من الجيش على مقر لما يسمى أصحاب “الخوذ البيضاء” داخل بلدة سحم الجولان وبداخله ألغام مضادة للدروع وحشوات قذائف مدفعية متنوعة وعدد من مقرات وأوكار الإرهابيين.
في الأثناء استمرت عودة العائلات المهجرة إلى منازلها في سحم الجولان وجلين وحيط بعد تحريرها من الإرهابيين وقيام الجيش بتطهيرها من الألغام والمفخخات والعبوات الناسفة التي زرعوها في المنازل والطرقات والأراضي الزراعية بالبلدة.
من جهة ثانية تشهد مدينة الحراك بريف درعا الشمالي الشرقي عودة تدريجية للحياة الطبيعية بعد تحريرها وتأمينها من قبل وحدات الجيش العربي السوري. الأهالي الذين تحدوا التنظيمات الإرهابية وصبروا على اعتداءاتها اليومية وحصارها لهم يصرون على إعادة الحياة إلى حقولهم ومزارعهم من جديد وإعمار ما دمره الإرهاب حتى تعود مدينتهم نابضة بالعمل والإنتاج مجددين دعمهم للجيش العربي في حربه على الإرهاب.
كاميرا سانا رصدت حجم الأضرار الناجمة عن اعتداءات الإرهابيين ووقفت على احتياجات سكان المدينة الذين دعوا إلى إعادة الإعمار وتأمين المواد الأساسية من مياه وكهرباء وخبز والتعاون لإزالة آثار الاعتداءات والعمل على تسهيل عودة الأسر التي هجرها الإرهابيون.
رئيس مجلس مدينة الحراك محمد السلامات أشار إلى أن المدينة بحاجة للخدمات الأساسية لكون البنية التحتية مدمرة بفعل الإرهابيين داعياً إلى دعمها بخدمات الكهرباء والماء ومؤكداً أنه خلال الفترة القادمة سيتم بدء عملية إنتاج الخبز في الفرن الآلي بعد تزويده بالدقيق والمحروقات اللازمة عن طريق الجهات المعنية في محافظة درعا.
وشهدت معظم القرى والبلدات والمدن في درعا عودة تدريجية للحياة بالتعاون مع الجهات المعنية في المحافظة التي تعمل على تأمين المواد الأساسية وإعادة البنى التحتية وإصلاح ما دمره الإرهاب لتسريع عودة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وفي اللاذقية “مروان حويجة” احتشدت جموع غفيرة من أبناء المحافظة وفعالياتها الشعبية والحزبية والرسمية والاجتماعية والروحية في وقفة تضامنية عارمة في ساحة دوّار اليمن بمدينة اللاذقية مساء أمس تضامناً مع أبناء محافظة السويداء وإجلالاً لأرواح الشهداء الذين قضوا على يد الإرهاب الظلامي الحاقد في الاعتداءات السافرة الحاقدة التي تعرضت لها محافظة السويداء وشارك في الوقفة التضامنية الرفيقان الدكتور محمد شريتح أمين فرع اللاذقية للحزب ومحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم وأعضاء قيادة فرع الحزب واللواء نبيل الغجري قائد شرطة المحافظة وعدد من أبناء محافظة السويداء تعبيراً عن التلاحم بين أبناء الوطن في مواجهة قوى الإرهاب والتكفير والإجرام والظلام وتنديداً بالجرائم الوحشية التي ارتكبتها عصابات الغدر والشر المدعومة من أمريكا والصهيونية والأدوات العثمانية الوهابية المأجورة الرخيصة التابعة لقوى العدوان.
وأكد أبناء اللاذقية أن هذه الجرائم والاعتداءات الوحشية السافرة دليل فاضح على إفلاس قوى العدوان والمؤامرة التي تندحر عصاباتها ومرتزقتها تحت أقدام بواسل الجيش العربي السوري الذي يسطر أشرف وأنصع صفحات البطولة والعزة والكبرياء دفاعا عن عزة وكرامة سورية وشددوا على أن هذه الأعمال الإجرامية الوحشية لن تزيد أبناء السويداء كما أبناء سورية إلا ثباتاً وصلابة وتصميماً على المضي قدماً في دحر الإرهاب وتطهير تراب سورية الحبيبة من دنسه.
وعبّر أبناء اللاذقية الذين رفعوا الأعلام والرايات الوطنية عن الوفاء للوطن والولاء لقائد مسيرته السيد الرئيس بشار الأسد والفخر والاعتزاز بأبطال الجيش العربي السوري وهتفوا بملء القلوب والحناجر للوطن الصامد المنتصر بشعبه وجيشه وقائده الرمز.
وألقى الرفيق شريتح كلمة وجّه فيها باسم جماهير المحافظة تحية المحبة والتقدير والحب لأبناء محافظة السويداء وتوجّه بالرحمة لأرواح الشهداء الأبرار الأطهار الذين روت دماؤهم الزكية تراب الوطن، مؤكداً أن السويداء المشهود لها بتاريخ نضالي عريق ومشرف في مقارعة قوى الاستعمار ها هي اليوم تثبت أنها شريان نابض بالحب والولاء والوفاء للوطن بعزيمة وعزم وشجاعة أبنائها الملتفين حول جيش الوطن في مواجهة قوى الإرهاب، وأشار إلى أبناء اللاذقية خرجوا وتقاطروا إلى هذه الوقفة الوطنية الشامخة ليؤكدوا أن سورية منتصرة صامدة راسخة وماضية في صنع انتصارها الأكبر وأن سويداء القلب هي أيقونة سوريّة مضيئة تشعّ انتصاراً لأن السوريين مشهود لهم عبر التاريخ أنّهم منارة في الوطنية وفي الدفاع عن وطنهم ليبقى حراً عزيزاً شامخاً بكل أبنائه الشرفاء المخلصين وببواسل حماة الديار وبحكمة وشجاعة قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
وألقيت في الوقفة عدة كلمات للفعاليات الروحية والشعبية والرسمية وعدة قصائد شعرية وطنية حيّت بطولات جيشنا العربي السوري وأكدت الثقة المطلقة الكبيرة بحتمية الانتصار لتبقى سورية عرين المقاومة وقلب العروبة النابض، ورددوا الصيحات الوطنية المعبّرة عن الاعتزاز بالانتماء للوطن والفخر بانتصارات الوطن وجيشه الباسل والولاء للقائد الرمز السيد الرئيس بشار الأسد.
وفي بيروت، أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان أن الدول الداعمة للإرهاب مسؤولة عن إراقة الدماء في سورية مشيراً إلى أن المجزرة التي ارتكبها إرهابيو تنظيم داعش في السويداء جاءت بأوامر أمريكية إسرائيلية. وأوضح أرسلان في كلمة له أمس خلال مجلس عزاء على أرواح شهداء محافظة السويداء في خلدة بلبنان أن الدول الداعمة للإرهاب مسؤولة عن كل نقطة دم في سورية وهي لا تتوقف عن فضح بعضها البعض في التورط بدعم التنظيمات الإرهابية.
من جانبه أكد سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي أن جرائم الإرهابيين تعبر عن إحباطهم وإفلاسهم، مشدداً على أن سورية ستنتصر على الإرهاب الممول والمدعوم من كل قوى الشر في العالم وستزف انتصارها الكامل على أعدائها قريباً.
شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين في لبنان نصر الدين الغريب أعرب عن إدانته الشديدة للمجزرة وقال: إن من قام بالمجزرة ضد أهالي السويداء هي “إسرائيل” إنها مؤامرة بامتياز منها فهي من أرسلت الإرهابيين ودبرت المكيدة لأبناء السويداء وكانت هذه المجزرة الرهيبة، وأوضح أن المؤامرة كانت كبيرة على سورية من كل دول العالم لكن صمود أبنائها ووقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري وتضحياتهم كسر شوكة الإرهاب مثمناً التضحيات التي قدمها الشعب والجيش العربي السوري في معركتهم لدحر الإرهاب من سورية.
وارتقى الأربعاء الماضي عشرات الشهداء وأصيب عشرات آخرون بجروح جراء اعتداءات ارهابية انتحارية على مدينة السويداء بالتزامن مع هجمات لإرهابيي “داعش” على عدد من القرى بالريفين الشرقي والشمالي في المحافظة.