واشنطن بوست: ابن سلمان طاغية.. والسعودية دولة بوليسية
تصاعدت حدّة الانتقادات للنظام السعودي، المستند إلى أيديولوجيا وهابية ظلامية، إذ أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه يتوجب على نظام بني سعود أن يفهم بأن حقوق الإنسان والحريات الأساسية قيم عالمية، وليست ملكاً للملوك والديكتاتوريين ليقوموا بمنحها أو منعها بشكل عشوائي.
وفي مقال تحت بعنوان “كندا لن تنظر في الاتجاه الآخر فيما يخص السعودية فهل سنفعل مثلها”، قالت الصحيفة: “الرد السعودي على كندا بسبب دعوة الأخيرة للإفراج عن معتقلات سعوديات هو محاولة سعودية لدفع العالم إلى النظر بالجانب الآخر، وعدم رؤية ما يجري في السعودية من اعتقالات وانتهاكات لحقوق الإنسان”، وأوضحت أن التصرف السعودي المعتاد بحرمان مواطنيها من حقوقهم الأساسية، خاصة النساء، وتعامل سلطات نظام بني سعود القاسي مع معارضيها، مثل الجلد الذي تعرّض له الناشط في مجال حقوق الإنسان رائف بدوي، هي مسائل يجب أن تكون ضمن الاهتمامات المشروعة لكل الديمقراطيات والمجتمعات الحرة.
وبيّنت الصحيفة أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان “يتصرف كمستبد وطاغية في دولة بوليسية”، مشيرة إلى أنه يرفض أي معارضة، وقام بسجن عشرات من المنتقدين، بينهم مثقفون وصحفيون، حيث ألقي بمعظمهم في السجون لمدة طويلة دون أي احترام للإجراءات القضائية.
وكانت سلطات نظام بني سعود طالبت قبل 3 أيام سفير كندا بمغادرة البلاد، واعتبرته شخصاً غير مرغوب فيه، على خلفية البيان الذي نشرته السفارة الكندية في الرياض، وعبّرت فيه عن قلقها البالغ إزاء حملات الاعتقالات التعسفية التي تشنها قوات أمن النظام السعودي، والتي طالت نشطاء سلميين، فيما رفض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأربعاء، تقديم بلاده اعتذاراً للنظام السعودي، مؤكداً أن حكومته ستواصل التحدث بحزم وبوضوح عن حقوق الإنسان.
وانتقدت واشنطن بوست إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي كان رد فعلها “محبطاً” بإصدار وزارة خارجيتها بياناً فاتراً يدعو فقط كندا والسعودية “لحل خلافاتهما”.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة العفو الدولية نددت في وقت سابق بـ “السجل المخيف لحقوق الإنسان في السعودية” وحملة القمع والاعتقالات للمعارضين والنشطاء السلميين، وأعربت عن أسفها لعدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تحسين هذا السجل.
وكانت صحيفة “أخبار النمسا العليا” انتقدت، في وقت سابق، سياسة النظام السعودي في قمع الحريات واعتقال الناشطين، ولا سيما النساء، وتجاهل الحقوق المدنية وحرية المرأة، وأوضحت أنه من غير الممكن تقبّل العقل السليم لدوافع الحاكم المتسلّط ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان باعتقال الناشطات ورفضه تقبل أي انتقادات ضده، وأشارت إلى أن ابن سلمان يخشى من خلال تفرده بمركز القرار السعودي خطر فقدان السيطرة على نهجه الذي يتبع، كما أنه يسعى إلى منع تقوية نفوذ المجتمع المدني الذي يشكل خطراً على سياساته.
بدورها رأت صحيفة الكوريير أن ابن سلمان يريد تقديم نفسه للعالم كمصلح رداً على انتقادات وجهت له حيال السياسة التي يتبعها في البلاد، ولفتت إلى أنه بفضل العلاقات الجيدة التي تربط النظام السعودي مع الإدارة الأمريكية فإن مملكة بني سعود ليست لديها مخاوف من أي عقوبات أو عواقب ضدها جراء سياساتها.