ثقافة

حِيادية النقد .. وماهية قصيدة النثر..؟!

في مقدمة كتابه (صنعة الشعر) يقول بور خيس: (منذ طفولته والى تلك اللحظة أدرك أن الشعر لم يكن كاللغة، أو باللغة، مجرد وسيلة للتواصل، وإنما هو(عاطفة ومتعة) بهذا الكشف أحسست أنني كنت أفهم الكلمات، ولكنني شعرت بأن شيئاً يحدث لي ويستحوذ على كياني كله بكامله، (على لحمي ودمي).
يقول ابن رشيق: (الشعر يقوم على أربعة أشياء وهي اللفظ والمعنى والوزن والقافية..)  وإن الشاعر المبدع لا تقف أمامه أية حدود وزنية).
(مولاي/ أما من ملاذ لدنك؟! / حيرتني مولاي/ خلني / لو شهقةً رفة عين).
سوريتي الآن / من كل خواصرها / مجروحةُ / مُجَرًحة / أميرة منمشة / تتناهشها الغربان / وكلاب بني القربى/ وضباع بني عثمان/ وجراء بني لبنان؟!
هو لايجيد السباحة خارجاً عن ذاته!.
عدم توظيف ثقافة الناقد الخاصة، للبحث عما لا يوجد داخل النص وعدم إسقاط ثقافته على القصيدة وخاصة إذا كان (مذهبياً) فلا ينبغي أن ينحاز لما يعتقده، ولا أن يوظفه من قريب أو من بعيد في تفسير النص أما إذا كان الناقد (تصنيفياً) مهتماً بتصنيف الشعراء ووصفهم في جداول متنوعةِ: مثل أن يحكم على الشاعر بأنه وطني، أو قومي، أو عاطفي أو تقليدي أو حداثي أو أو ) فلا ينبغي أن يجعل من هذا التصنيف في بؤرة اهتماماته، ولا أن يحكم من خلاله على النص الذي يتناوله.
بعض النقاد لا يهتمون، عند تفسير النص الأدبي إلا بتفسير المفردات الغامضية، حيث الشعر عندهم هو نثرُ يضاف إليه الوزن، ومثل هؤلاء يجب استبعادهم عن مهمة التحليل النصي للقصيدة، وأحياناً عدم الاهتمام بغرض القصيدة، ولا حتى بمناسبة كتابتها، ولا بالسيرة الذاتية للمبدع، ولا بحياته الشخصية، فالمهم عند الناقد الولوج إلى فضاءات النص الشعري من خلال اللغة وطريقة البناء، أي بناء النص والوسائل الفنية المستخدمة في هذا البناء.
تتعدد تسميات ومصطلحات قصيدة النثر والتي هي حسب تصنيف بعض النقاد:/ النثر الشعري– الشعر المنثور– النثر المشعور – النثر الفني– قصيدة منثورة– قصيدة النثرية– شعر طليق، وشعر التجاوز والتخطي/ محمد الماغوط أنموذجاً                           وقالوا في قصيدة النثر القصيدة التي تربك القارئ والمتلقي، وتثير فيهما (الدهشة) فإن هذه الأسباب إن توافرت في القصيدة يكون النص قد بلغ (القصيدة) حقاً من إبداعه الأدبي.
والحالة النفسية للشاعر تلعب دوراً أساسيا في ترسيم الحالة النفسية الإبداعية، وكل شاعرٍ تميز بميزةٍ متصلةٍ بمزاجه حتى قيل: (كفاك من الشعراء أربعة / زهيرُ إذا رغب، والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا شرب / طرب ، وعنترة إذا كلب وزادوه امرؤ القيس إذا ركب، وجرير إذا غضب؟!
khudaralakari@hotmail.com