ثقافة

بعد “قطوف” و”عظماؤنا” … مديرية إحياء التراث العربي قريباً نوادر المخطوطات وكتاب جيب تراثي للأطفال

بعد أن أُهمِلَت في أوقات مختلفة، على الرغم من أنها من أقدم المديريات في وزارة الثقافة، يؤكد الأستاذ أحمد عكيدي في حواره مع “البعث” أنه متفائل وكادر العمل في المديرية بالانطلاقة الجديدة لها، وهي التي تلقى الرعاية من أ.عصام خليل وزير الثقافة ود.جهاد بكفلوني مدير الهيئة العامة السورية للكتاب.

البحث في التراث
ويبيّن عكيدي أن الأهمية الأساسية للمديرية تكمن في إحياء التراث العربي سواء عن طريق الدراسات التراثية التي تقدَّم للمديرية من قبل الدارسين أو من خلال تحقيق التراث، أي نقل الكتاب من المخطوط إلى المطبوع، وهذا –برأيه- يستهلك الكثير من الوقت والجهد ولكنه يضيء على الكتب الجديدة المنقولة من المخطوط للمطبوع، والهدف الأساسي كما يوضح عكيدي هو البحث في كنوز التراث العربي وإظهارها للقراء للاستفادة منها بكافة أشكالها واختصاصاتها العلمية والتاريخية، خاصة وأن أجدادنا العرب تركوا الكثير منها وهي تقدر بملايين المخطوطات، وعدد كبير منها لم يتحقق أي لم يُنقَل من المخطوط إلى المطبوع، والجميع يعرف قيمتها وأثرها على الحضارات الإنسانية وقد انتقل الكتاب العربي من مكان إلى آخر وأصبح في الأندلس والصين، مشيراً إلى أن مهمة المديرية البحث في هذا الكتاب لتقدمه للجميع.

قطوف وعظماؤنا
ويؤكد عكيدي أن المديرية تتابع اليوم إصدارها لسلسلة “قطوف” التراثية التي صدر عنها مؤخراً العدد الثامن تحت عنوان “فن السخرية في أدب الجاحظ” اختيار وتقديم أحمد عكيدي، علماً أن الأعداد السابقة صدرت تحت عناوين مختلفة نذكر منها: “موشحات أندلسية” لمحمد رضوان الداية “شاعرتان من مرة عفيفة وحره” وغيرهما، مشيراً إلى أن السلسلة صدرت بتوجيه من السيد وزير الثقافة لتقدَّم بسعر رمزي وبطريقة مبسطة بهدف إيصالها للناشئة لتعريفهم بتراث أجدادهم، وهي مختارات من عيون التراث العربي يتم اختيارها من قبل مختصين بالتراث ولم يسبق أن تم إصدارها، وستصدر قريباً مختارات أخرى على هذا الصعيد وبشكل متتابع مثل “في رحلة جبير-حمص في عيون الرحالة” موضحاً أن اختيار العناوين للسلسلة يتم من قبل لجنة مختصة من أصحاب الاختصاص وهم خبراء في مجال التحقيق، ليكلَّف بعد ذلك أحدُ الزملاء باختيار أحد هذه النصوص وتقديمها بشكل لائق، أما السلسلة الأخرى فهي سلسلة “عظماء” وهي سلسلة تربوية وفكرية تهدف إلى تعريف  الجيل الجديد بعظماء الأمة ليكونوا قدوة ومثلاً أعلى لأجيالنا .

مكتبة ميكروفيلمية
وعبر صحيفة “البعث” يعلن عكيدي أيضاً أن المديرية بصدد إصدار سلسلة “في نوادر المخطوطات” وكتاب جيب خاص بالتراث موجه للأطفال، منوهاً إلى أن مصدر المخطوطات عادة يكون من خلال مكتبة وزارة الثقافة الميكروفيلمية التي تحوي نحو 1450 مخطوطاً يتم الاستعانة بها بالإضافة إلى اللجوء إلى مكتبة الأسد الوطنية وبعض مكتبات العالم أو عن طريق الانترنت.
ويختم عكيدي حواره بتوجيه التحية والشكر لكل العاملين في المديرية والدارسين والمحققين الذين يتعاونون معها على الرغم من أن التعويض المادي غير كافٍ (1500 ليرة على الملزمة) والذي لم يرتفع منذ عشر سنوات، ورفعه يحتاج إلى قرار من رئاسة مجلس الوزراء، علماً أن وزير الثقافة لم يقصّر في هذا الاتجاه، حيث منح مكافأة لمن ساهم في أن ترى النور سلسلتا “قطوف” و”عظماؤنا”.

أمينة عباس