“الشهباء الثقافية” للثقافة طعم الحياة
رصدت مجلة “الشهباء الثقافية” الفصلية في عددها الصادر حديثاً الحياة في حلب من كافة جوانبها: وقد تضمن ملف العدد لاحتفالية التي أقامتها مديرية الثقافة بمناسبة اليوم السوري لثقافة المقاومة في حلب بحضور وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل الذي أكد الوزير على دور الأدباء في تأريخ ما يجري الآن، باستلهامهم مواضيع أدبهم من صمود شعبنا ليتم ترسيخها فيذهن الأجيال، وتكريم الأدباء والمثقفين في حلب، مع زيارة خاصة للأديب وليد إخلاصي وتكريمه من قبل وزارة الثقافة.
وتحت عنوان “المسجد مركز إيمان ونبع أمان وإلا فهو الضرر” كتب د. محمود عكام: الأمان ضرورة إنسانية وأُسّ الحضارة، ولا إيمان من غير أمان، ومالم يقم المسجد بهذا الدور فهو مسجد الضرار والضرر”.
وتضمن العدد قراءة في المجموعة القصصية “بيت جنّي” ومآسي الحرب لعمار كردية للكاتب العراقي حميد الربيعي عرض خلالها لحساسية المؤلف وتأثره بمعاناة المجتمع وبحثه الدائم عن مخرج للمشاكل المستعصية، وعرض المتناقضات والمخاصمات ووجهات النظر المتنوعة والمتغيرة والمختلفة.
أيضاً نقرأ قصة للكاتب خالد سعيد بعنوان “ديك الحبش الأسود” ومقالة للكاتبة سليمى محجوب بعنوان “وأعاد الفراق إشعال الحكاية” وللدكتورة بهية كحيل قصة وجع الخيام، كما كتب د. سامي قباوة موضوعا حول المهرج كحكاية شعبية وقصيدة بعنوان عرس الحطب لعبد الرزاق معروف. وتحت عنوان “حلم الرجوع إلى حلب” صاغت الكاتبة بيانكا ماضية حكاية الشهيد مجد الذي كان يكتب على مسار الضوء أشعاراً عن حلب وسورية التي يعشق، يغزل من عشقه تلك القصائد ويرميها في بحر الشوق.. وكانت وصيته كما الكثير من شهدائنا أن يُلَفَ جسده بعلم الوطن، وكان له ما أراد، ُزّف بالعلم السوري ودفن في مدينته حلب.
وعن ثقافة الموت والحياة كتب أحمد محمد خطيب مقالاً تناول فيه الوطنية في العمل البنّاء مؤكدا على محاربة الأمية الثقافية وبناء علاقات طيبة بين أبناء الوطن والمشاركة في بنائه وإعماره لأنها مسؤولية الجميع.
وحول التلوث المعنوي في ظل الأزمة وانعكاساته على السلوك كتبت نادية سعيد مشيرة إلى أنواع التلوث البصري والسمعي والفكري، وأضراره التي تمتد لأجيال، فجميع أوجه السلوك والاستجابات هي نتيجة حتمية لتفاعل الكائن البشري مع مثيرات البيئة المحيطة به.
وكان للشعر حضوره في العدد من خلال قراءة في كتاب “الشعر قنديل أخضر” للشاعر الراحل نزار قباني للكاتب أسامة مرعشلي متناولاً اللغة الشاعرة لدى الشاعر قباني. وقراءة للكاتب سامر أنور الشمالي في رواية باولو كويلو “الرابح يبقى وحيداً.
وكعادته في كل عدد من المجلة يتحف الأديب محمود فاخوري القراء ببحث تراثي ولغوي ويتناول في هذا العدد ألفاظ نسبت أو أضيفت للنساء، كما نقرأ موضوعاً بقلم الفنان غسان دهني عن حكاية مدينة حلب كعاصمة للسينما السورية لعام 2016.
كما تضمن العدد حواراً مع ابن الجولان الأديب عز الدين سطاس، وسلط العدد الضوء على بعض النشاطات في حلب مثل تكريم الفائزين بمسابقة القصة القصيرة للقاصين الشباب، واستعراض أفراح الطفولة في ثقافة حلب والعروض المسرحية الهادفة إلى بناء شخصية الأطفال ودمجهم في المجتمع بقلم فؤاد العجيلي.
والكلمة الأخيرة جاءت بقلم الكاتب حسن عاصي الشيخ بعنوان “حلب تتزنر بالعشب” منها: يا أصدقائي الذين نموا في صدري.. ومزقوا ربطة عنق السكون.. السماء تتوكأ على سيفي الدمشقي.. وتزغرد في يقين العشب.. هي مدينتي التي ترسم بجرحها ملامح شمس.. إنها المملوءة بالسماء والدماء.. المسكونة بالشهادة والولادة.. إنها حلب.
البعث