ثقافة

المعرض السنوي للمركز الوطني للفنون البصرية

يشتغل المركز الوطني للفنون البصرية على مشروع ثقافي كبير انطلق في الثلاثين من تشرين الثاني عام 2015 في معرض فني ضم أكثر من 180 عملا متنوعا بين النحت والحفر والتصوير الزيتي، عائدا لأكثر من ستين فنانا تشكيليا سوريا ينتمون لأجيال مختلفة في التشكيل السوري المعاصر، وقد تابع المركز نشاطاته المختلفة والغنية بتنوع مشاغلها الموسيقية والعروض المتداخلة بين مختلف أنواع الفنون السمعية والبصرية، كما أقام سلسلة من ورشات العمل المتخصصة في حقول الرسم والطباعة والتصوير والنحت والغرافيك بمختلف تقنياته، وبات يقيم في كل عام معرضا للأعمال المهمة التي تكون حصيلة هذه الورش الفنية، كما توجت أنشطة المركز بحدث فني كبير في ظل ظرف صعب تعيشه البلاد وتعانيه جراء حرب امتدت لسنوات يديرها فكر أسود يستهدف الثقافة والملامح الإنسانية والحضارية لسورية، مما جعل من المركز محطة تنوير وفعل في مواجهة أفكار الهدم والنهب وأفعال أصحابها بالتقدم نحو إنجاز المعرض الأهم الذي أستأثر بالاهتمام المحلي والأجنبي وشاهده أكثر من وفد غربي صديق، إنه معرض خاص بالآثار السورية التي تعرضت للسرقة وتم استعادتها، وقد ترك المركز بفضاء صالة عرضه التي حولها إلى متحف أثراً بالغاً لدى الوفود التي زارت المركز والجمهور الذي حضر هذه الفعالية، وحقق توسعا في نوعية نشاطه وجدية فيما يقدم من روح ثقافية مسؤولة ومواكبة للحدث السوري ومتجاوزة الأدوات الثقافية التقليدية الاستعراضية.
وقد أوضح الفنان غياث الأخرس مدير المركز في تقديمه للمعرض الجديد الذي افتتح الأسبوع الماضي: “لقد بدأ الدور المتعاظم للمركز يتبلور وينضج ويتعمق، إن لناحية تنوع وغنى المنتج الثقافي الذي يقدمه، أو لناحية المشروع الثقافي الكبير الذي يشتغل عليه والذي يتزايد عدد المنخرطين فيه من الشباب وعدد المتلقين المتفاعلين مع منتجهم الإبداعي الحاضن لرؤى فكرية وبصرية جديدة ونوعية، ما يؤهلهم لدور رئيس وهام في الحركة التشكيلية السورية. وأضاف: إن ما يقدمه المركز للثقافة الوطنية كما ونوعا وما حظيت به عروضه التشكيلية والسمعية والبصرية المركبة من إقبال جماهيري، وما أنتجته ورشات العمل التي أقامها من أعمال ذات قيمة فنية عالية شكل رافعة للثقافة الوطنية الأصيلة والمعاصرة، وهذا المعرض الدوري سيكون رافعة مهمة للحركة التشكيلية المعاصرة والجادة.
وقد ضم معرض هذا العام عشرات الأعمال الفنية من نحت وحفر وتصوير زيتي وأعمال الكتاب الفنية، كما شارك فيه فنانون من محافظات أخرى، وقد حافظ المعرض على مسألة التنوع في الأجيال، كما قدم الفنانون الشباب أعمالا تميزت بمستواها عن بعض أعمال الفنانين الذين يعتبرون كبارا في السن ومنهم من تجاوز السبعين، إلا إن هذه الظاهرة لها من الصحة التي تكسب المعارض الجماعية عافيتها وتنوعها، ولا يخفى عن البعض غياب العديد من الأسماء الحاضرة في المشهد التشكيلي مما أثار العديد من التساؤلات عن سبب غيابهم، لربما هناك ما يبرر هذا الغياب حينما يكون القصد الدفع بالأعمال الجديدة والأفكار الجديدة الشابة وعدم تكريس التكرار والعادية في المشهد التشكيلي.

أكسم طلاع