ثقافة

مريم زعيتر: اعتبر نفسي وليدة الحرب

تحاول الفنانة من خلال لوحاتها القماشية الكبيرة (120- 100 متر) التي تنفذها بفن الإكريليك، أن ترسم الرؤى التجميلية للحياة، وترصد المشاعر الإنسانية بتعبيرية خاصة تجسّد الأفكار التي تريدها قولاً ومعنى.
المرأة والطبيعة بطلان أساسيان في لوحاتها، إذ إن المرأة هي التي تتصل بالمطلق عبر إنجازها وسيرورة الحياة، والطبيعة استوحت من خلالها المعاني التي ترمز للعطاء والقوة. لقد اتخذت من التعبيرية منحى يسمح لها برفد اللوحة بعوالم فكرية وآفاق على مساحة اللوحة من ثقافتها الإنسانية. والمرأة طوق النجاة وقد بدت كشجرة الحياة، شعرها سيتحول إلى منجل يقطف السنابل من مساحات بعيدة لتمثل الأمل القادم على سراج اللهفة كما في اللوحة المرفقة باسم “هيهات”.
لقد تخطّت الفنانة الرسم بالخطوط الواضحة إلى تحديد الأماكن والشخوص الموضوعة عبر لغة لونية ساحرة، ليكون اللون البطل الأبرز في اللوحة وهو مندرج من الألوان النارية القزحية الحارة العبقة بدفء الفكرة والمثيرة للمعاني، و الإضاءة المنبثقة من الأبعاد المتناهية في عمق الفكرة المنشودة، شكّلت مساحة بصرية واسعة.
لقد تمازجت الطبيعة مع الشخوص والحلم بجمالية الريشة الواثقة، وكانت صادقة ومبدعة. وقد أوضحت الفنانة قائلة: “دخلت عالم الألوان من خلال حالتي النفسية فهي انعكاس لما في داخلي، ففي لوحاتي أستخدم مزيجاً من الألوان النارية التي تعبّر عن الانفعالات النفسية التي تواجهني، وبين الألوان الباردة التي تبعث في نفسي الهدوء والطمأنينة، تراني أستخدم هذه الألوان إلى جانب بعضها في اللوحة الواحدة، فاللون هو وسيلتي للتعبير”.
وأضافت: “أنا أعتبر الفن ملكاً للجميع ويجب أن نراه في كل مكان، في الشارع في الحدائق، وفي كل الأماكن العامة، يجب أن ندعم ثقافة الجمال وأن نخلق جيلاً جديداً يقدّره ويرعاه، ويكون قادراً على خلق أجيال بعده تقرّ هذه الثقافة وهذه الرؤية.  وحول تأثير الحرب في أعمالها أجابت: الحروب قبيحة ونحن كفنانين يجب علينا إلى جانب بحثنا عن الجمال وإلقاء الضوء عليه، علينا أيضاً أن نوثق الحالات الاجتماعية والإنسانية التي تدور في زماننا، والتي تحدث في فترات الحروب، فالفن التشكيلي هو أحد الأساليب التي يمكن أن نعبّر من خلالها عن الإبداعات والأفكار كاللوحة التي وثّقت ليلة الرعب في باريس عام ١٥٧٢ والتي ما زالت إلى يومنا هذا من أعظم الأعمال الفنية، فدائماً الحروب تخلق الإبداع وأنا أعتبر نفسي وليدة هذه الحرب، لأنها فجّرت لديّ كل المشاعر والمعاني، ووجدت أن الفن التشكيلي هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عما يجول في نفسي من ألم وتفاؤل وأمل.
والفنانة مريم زعيتر من جبيل –لبنان. مهندسة ديكور وفنانة تشكيلية هوايتها الرسم والخط العربي. شاركت في العديد من المعارض المحلية والعربية والدولية، كان آخرها معرض “شموع السلام” في دار الأوبرا بدمشق.
رجائي صرصر