ثقافة

د.حسام الدين خضور: “جسور” في طليعة مجالات الترجمة

بعد أن أصدرت مؤخراً عددها الثالث للعام 2017 تستعد مديرية الترجمة لإصدار العدد الرابع من مجلة “جسور ثقافية” وبهذا تكون قد استكملت إصدار أعدادها لهذا العام دون تأخير كبير، كما نوه د.حسام الدين خضور مدير الترجمة في الهيئة العامة السورية للكتاب ورئيس تحرير المجلة موضحاً أن تأخير إصدار العدد الثالث لهذا العام كان لأسباب فنية تم تجاوزها ليصدر العدد الرابع قريباً وفي وقته.

باقة منوعة

وأكد د.خضور أن المجلة ستصدر بشكل منتظم بدءاً من العام القادم ليكون ضمن خطة مديرية الترجمة أن تصدر المجلة في الشهر الأول من كل فصل، وهذا وعد يقطعه د.خضور للقراء، إلى جانب إدخال أبواب جديدة بدءاً من العدد القادم مثل “جسر العلوم” حيث ستُقدَّم فيه مقالات علمية يتم من خلاها تسليط الضوء على بعض الظواهر ذات الأهمية، والاستمرار في باب “جسر الماضي والحاضر” الذي بدأ العمل به من العدد الثالث، وفيه تقوم المجلة بتسليط الضوء على شخصيات سورية معاصرة عملت بالترجمة، وبشخصيات أخرى من العصر العباسي بالتحديد للإضاءة على تاريخ الترجمة ونشاط المترجمين، مشيراً د.خضور إلى تنوع الموضوعات التي تضمنّها العدد الثالث وارتفاع عدد وسوية المواد الإبداعية “القصة–الشعر” المنشورة فيه، مبيناً أن المجلة تحرص على تقديم تجارب قصصية وشعرية من كل البلدان والمدارس واللغات، ليتسنى للقارئ أن يكوِّن فكرة عن موضوعات هذين الجنسين وتطورهما، ليكون بين يدَيْ الكاتب والباحث باقة منوعة من القصص والقصائد ليستفيد من تقنيات الكتابة والاطلاع على نماذج يمكن أن تقدم له جديداً.

الطموحات كبيرة

ويؤكد د.خضور على إصرار المديرية على أن تكون مجلة “جسور ثقافية” في طليعة المجلات التي تعنى بالترجمة في الوطن العربي، مع إشارته إلى أنها أصبحت كذلك خلال فترة زمنية قصيرة وهي التي عادت للصدور بعد توقفها خلال سنوات الحرب وقد أصبح لها اليوم قراء من جميع أنحاء العالم بعد أن أصبحت الهيئة العامة السورية للكتاب تقوم بنشرها الكترونيا مباشرة بعد إصدار العدد الورقي منها.

ولم ينكر خضور أن ما صدر من مجلة “جسور ثقافية” ما زال لا يرتقي للطموحات الكبيرة لمديرية الترجمة، حيث الطموحات دائماً أكبر من الواقع، ومع هذا قدمت المجلة الكثير عبر أعدادها التي صدرت على صعيد دراسات الترجمة ونظرياتها، بالإضافة إلى الأعمال الإبداعية في مجال القصة والشعر من كل بلدان العالم، ففي مجال القصة تُرجِمت نحو 30 قصة قصيرة من مختلف لغات العالم والمدارس، وكل ذلك في سبيل إطلاع القارئ على ما يُنتَج في جميع أنحاء العالم، كما حرصت المجلة على تقديم قصص بلدان ليس لديه فكرة عنها، وخاصة قصص جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وستستمر المجلة في ذلك، مبيناً د.خضور أن ما قُدِّم في مجال القصة كان أغنى مما قُدِّم في ميدان الشعر لأن مترجمي الشعر قلائل، مع إشارته إلى أن المديرية لديها ما يكفي من مترجمين عن اللغتين الإنكليزية والفرنسية، في حين تعاني من قلة عدد المترجمين في بقية اللغات، مشيراً إلى أن المديرية تعمل مع المؤسسات المعنيّة من أجل تهيئة المترجمين، وخاصة مع الجامعات السورية والمعهد العالي للترجمة، لتهيئة مترجمين للغات مختلفة كاليابانية والكورية والصينية والبرتغالية والإسبانية والإيطالية، لأنها لغات حية معاصرة ولا بد للمديرية من أن تسدَّ النقص الموجود فيها حتى تتمكن من تقديم جديد هذه اللغات للقارئ وتدريب المترجمين وإعدادهم بشكل جيد، علماً أن المديرية في هذا المجال تعمل من أجل إنشاء ورشة عمل دائمة مع المعهد العالي للترجمة لتجريب المترجمين لأن هذا الأمر مسألة جوهرية وضرورية، خاصة وأن إعداد مترجمٍ يتطلب نفقات أكبر وزمناً أطول من أي اختصاص، ولا ينكر خضور أنه وخلال هذه الحرب التي تشن علينا خسرت سورية جزءاً من مواردها البشرية مثل المترجمين وكان من الضروري تعويض هذا النقص.

وختم د.حسام الدين خضور كلامه مؤكداً أن طموحات المديرية أكبر من الواقع وستعمل بالإمكانيات المتاحة لتتجاوز العقبات التي قد تعترض عملها، و”جسور ثقافية” أثبتت أن السوريين قادرون على اجتراح الحياة بشكل دائم رغم الظروف الصعبة.

أمينة عباس