“وحدة الفصائل الفلسطينية” في ندوة بدمشق
دمشق- صلاح الدين إبراهيم:
أقامت اللجنة الشعبية العليا العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني أمس محاضرة سياسية بعنوان “وحدة الفصائل الفلسطينية ضرورة لازمة لمواجهة خطر تصفية القضية الفلسطينية”، ألقاها الباحث المهندس كمال الحصان عضو قيادة منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية “الصاعقة”، وذلك في مقر اللجنة بدمشق.
وقال الحصان: إن الخطر الذي تتعرض له القضية الفلسطينية هذه الأيام هو خطر غير مسبوق في تاريخها، حيث قررت الولايات المتحدة الأمريكية إنهاء القضية بالقوة ولكن بغطاء عربي وإسلامي أيضاً، وإبعاد سورية عنها وهو البلد الذي يعتبر لب القضية وأسّها والمدافع الرئيسي عنها، وبإعلان الحرب على ايران، ومن ثم الاعتماد فلسطينياً على الاتجاه الديني، لاعتقادهم بأن ذلك يجعل تمرير التصفية أمراً سهلاً، مضيفاً: إن أصدق موقف يعبر عن تماسك وثبات الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتي تمثل كل شعبنا هو موقف الرفض الإجماعي الشامل والكامل لكل شعبنا لصفقة القرن، لافتاً إلى أن الصفقة في حال نفذت بها آثار وانعكاسات إقليمية ودولية خطيرة ، يمكن أن تخلق إقليماً مشتعلاً بأشد مما عليه الآن، وسيجد الفلسطينيون فيه أنفسهم قد خسروا كل شيء.
وأضاف الحصان: إن وحدة الفصائل الفلسطينية ليست مجرد مفهوم عاطفي أو رومانسي، وإنما هي بمعناها الحقيقي كالنجوم نهتدي بها ولا نصل إليها، مشيراً إلى أن سبب الضعف الفلسطيني الفصائلي هو عدم اتفاق هذه الفصائل على الهدف وعلى الوسيلة، خاصة أن المطلوب وحدة وطنية حول الهدف والوسيلة التي حددهما الميثاق القومي الفلسطيني عام 1964 وثوابته، والتي جاء فيها: الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين- ومنظمة التحرير هي حركة تحرر وطني- وأن تحرير فلسطين هو واجب قومي تقع مسؤوليته على الأمة العربية بكاملها، والعمل الفدائي نواة حرب التحرير الشعبية، وهذا يقتضي تحقيق التلاحم النضالي بين مختلف فئات الشعب الفلسطيني، والتلاحم مع الجماهير العربية لاستمرار الثورة وانتصارها، لافتاً إلى أن هناك عقبة أساسية أمام تحقيق وحدة وطنية ولو شكلاً، وهي: أن هناك دول أصبحت مالكة لبعض الفصائل بالمال والقرار، مثل قطر والسعودية وتركيا، وهي دول لها مواقف أصبحت موالية للكيان الصهيوني بشكل واضح ومعلن وبالتالي فإن استجابة مثل هذه الفصائل أصبحت مرهونة بشكل كبير بإرادة تلك الدول ومصالحها أكثر حتى من الفصيل نفسه، كما أن هناك دولاً أخرى تريد إنهاء القضية من خلال وحدة الفصائل الشكلية مثل مصر، متسائلاً: بعد كل هذا، هل مازالت الوحدة الفصائلية ممكنة؟، وعلى أي أساس؟.
وأشار الحصان إلى أن هناك فرقاً واضحاً بين الوحدة الوطنية الفلسطينية المنصوص عنها في الميثاق، والتي تعبر عن أهداف ووسائل كل شرائح وفئات الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة وفي الشتات، وبين وحدة الفصائل( إذا تحققت) فهي تمثل شريحة أقل من الشعب الفلسطيني، حيث كانت هذه الوحدة منذ انطلاقة الثورة موضوع شد وجذب وخلاف واختلاف بين مختلف هذه الفصائل، لاسيما بعد اتفاق اوسلو الذي صار بموجبه هدف التحرير الكامل صعب وخيالي والمقاومة انتحار، والوقوف على الثوابت سلوك غير واقعي، ولا يؤدي إلى نتيجة.
وتركزت المداخلات على أهمية تناول الوحدة الوطنية في هذه المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية لمواجهة التحديات والمشاريع التصفوية لهذه القضية، الأمر الذي يتوجب على كل الأحرار والشرفاء والمقاومين أن يوحدوا ويرصوا الصفوف ويحشدوا كل قواهم لمواجهة الاستحقاقات الكبيرة على قاعدة وطنية، واستخلاص الدروس من مختلف المراحل السابقة، والتي لم تعد تسويات السلام والحلول مع العدو الصهيوني مجدية للشعب الفلسطيني، وإنما بالعكس ألحقت أفدح الأضرار بقضية فلسطين، وبالتالي يتوجب علينا اليوم العودة للوحدة الوطنية على الأسس التي يكفلها الميثاق الوطني الفلسطيني لوضع استراتيجية وطنية جديدة للنهوض بالقضية الفلسطينية ودعم مقاومتها، وتعزيز العلاقة والتلاحم مع محور المقاومة الذي سورية في قلبه.
حضر المحاضرة الدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية العليا العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني وأعضاء اللجنة وحشد من المهتمين.