ثقافة

نورا رحال..أشرقت الأنوار

تمام علي بركات
إشراقه مفرحة وممتعة، أطلت من خلالها الفنانة السورية الرهيفة “نورا رحال”:عبر قناة سورية دراما في البرنامج “عطر الفن” الذي تقدمه الفنانة “عايدة يوسف”.
طغت أجواء “نورا” المرحة والمنطلقة كغزال في سهل قمح، حميمية خاصة، سردتها تلك السيدة السورية، وعيناها تشعان فرحا وبريقا، بأن قادم الأيام هو لسورية، والوطن الذي عرفت فيه كل عوالمها السحرية منذ طفولتها وحتى إيناع كرومها، عندما بدأت بالغناء، سيرجع إلى ما كان عليه من حالة أمن وأمان كانت فريدة ولا شبيه لها في العالم قبل اندلاع الأحداث الدامية في وطنها، والتي كان من أكثر نتائجها كارثية في وجدان السوريين، ومنهم “رحال” هي فقدان حالة الأمن هذه.
نورا رحال من المغنيات اللواتي اخترن منذ بداية اشتغالهن بالفن أن مرورهن لن يكون عابرا، فذهبت صوب خيار الأغنية التي لا تنسى ولا تهمل بمرور السنين، بعدما اجتاحت موجة الأغاني التي تنسى بعد صدروها بفترة وجيزة بسبب الزحام البصري الشديد الذي تنافسها عليه أغان ومغنين كثر، صاروا أكثر بكثير من أن تستطيع أن تحصي ما ينتجه مرور اليوم الواحد منهم، حيث مع كل يوم جديد هناك أكثر من عشرة مغنين يظهرون من غامض علمه.
ما جعل إطلالة تلك السيدة السورية اللبقة، مختلفة عن العديد من حلقات “عطر الفن” هو الروح الوطنية والمعنوية المعدية بالفرح، تلك التي بثتها “نورا” فيمن سمع وشاهد، سيدة تدخل الأربعين بكامل مشمشها، صوتها العذب القباب وضحكتها وأجوبتها الصادقة والعفوية، حديثها الصادق عن العمر وعلاقة الإنسان به، إن كان فنانا أو غيره، حرصها الشديد على كونها سورية، فيما هي ابنة لرجل “لبناني”، فتصف الوطن الذي أمها منه “سورية” بأنه وطنها وعالمها الذي لن تتردد أبدا بالذود عنه بالكلمة الصادقة وبفنها الراقي.
هذه السورية الأصيلة، أصرت على هويتها السورية، في الوقت الذي تهافت العديد من صغار الفنانين السوريين، على تمزيقها.
تدرك “نورا رحال” أن الوطن هو من يجب أن يكون الخيار عند أي نائبة، هو صاحب الحق والأولوية والواجب، في كل الأوقات.
ختمت “رحال” الحلقة بأغنية من روحها ووحي مشاعرها الرهيفة، تطلب فيها إلى من لا يراها إلا بعين الفحولة “هي وأي امرأة أخرى”، أن يتخلى عن هذه النظرة المخيبة للآمال، ثمة روح أنثى هنا وهذه لها الكثير من الحاجات الإنسانية، الرغبة منها ولكنها ليست متقدمة على الحاجة إلى الآمان وإلى الهدوء والأسرة، للرغبة حقها في أن تكون معافاة إلا أن ما في القلب هو شؤون أخرى.
الصدق الإنساني والوطني الذي طغى على حديث “نورا رحال” العفوي والمثقف والمسؤول، أسبغ على ظهورها على شاشة التلفزيون الرسمي، بهاء وألقاً وجمالاً، ما زالت تلك السيدة تضج به ويضج بها.