الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مارك بيرينوود: أحببتُ الأوبرا وأعجبتُ بجمهورها المحبّ

 

أحيا عازف البيانو السويسري مارك بيرينوود العازف والمؤلف لمقطوعات موسيقا جاز البيانو ومؤسس مجموعة موسيقا الجاز، بالتعاون بين شركة مينا للفعاليات الثقافية ووزارة الثقافة أمسية موسيقية حضرها جمهور كبير أنصت بشغف إلى خصوصية موسيقا جاز البيانو التي أوجد لها مارك هوية خاصة به من خلال مؤلفاته ومشاركاته بأكبر المهرجانات العالمية.
وبدت سمات موسيقاه بالمقطوعة الأولى” صولو حمرا” التي بُنيت على أسس موسيقا الجاز فترجمت معانيها المعبّرة عن مشاعر مضطربة ومتداخلة بأبعاد صوتية لخطين متوازيين بين الصوت الحاد والصاخب والصوت الهادئ والرقيق، لتزداد موسيقا صولو الحمرا عمقاً باستخدام الأبعاد المركبة لأكثر من خطين في بعض المواضع، ويعود إلى نمط الموسيقا البطيئة بما يشبه الجاز البارد، فتمكن من إيصال رسالته بوضوح للجمهور بالتعريف بخصوصية موسيقا جاز البيانو.
وفي القسم الثاني من الأمسية عزف مقطوعة مطوّلة مؤلفة من خمس حركات تخضع للتجريب بسمات الموسيقا المركبة والمتناغمة بانسجام، اتضح هذا البعد في الحركة الثالثة التي جاءت بنمط قريب من موسيقا الفالس تهيمن عليها نغمات رومانسية وصولاً إلى القفلة المتدرجة، ليتغير المسار اللحني في الحركة الرابعة ويميل نحو نغمات الموسيقا الحيوية، تتبعها الموسيقا البطيئة والهادئة في الحركة الخامسة.
وفي نهاية الأمسية وقّع مارك بيرينوود مجموعة “سيديات” لمؤلفاته الموسيقية.
وسألته عن موسيقا الجاز ومزجها بأنواع أخرى من الموسيقا، فبيّن بأن تقنية موسيقا الجاز تتصف بالمزج الموسيقي بأصوات متداخلة بين الجاز الراقص في بعض الأحيان والموسيقا البسيطة والبطيئة في مواضع، بشكل متوازن ومتعادل يكوّن توليفة موسيقية منسجمة بكل تفاصيلها وعناصرها.
أما عن طبيعة الحركة الثالثة فتابع بأنه أدخل الموسيقا الروسية في مواضع فجاءت بروح موسيقا السلو التي وصفها بالبطيئة جداً، والمعبّرة عن مشاعر وجدانية وعاطفية دافئة لاسيما الانتظار.
وعن رأيه بجمهور الأوبرا قال: أحببتُ أوبرا دمشق وأتمنى أن أعود إليها وأقدم أمسيات جديدة، وأعجبتُ بالجمهور الراقي المحبّ لكل أنواع الفنون، وهذا ليس بغريب على مدينة دمشق الحافلة بالحب والثقافة والحضارات القديمة، ليخلص إلى أن دمشق كما زارها عام 2010 في مهرجان الجاز لم يشعر أنها تغيّرت أو اختلفت جراء سنوات الحرب الطويلة مازالت متألقة تنبض بالحياة.
ملده شويكاني